TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تحت شعار: جئنا لنبقى!!

العمود الثامن: تحت شعار: جئنا لنبقى!!

نشر في: 23 يناير, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

ما يجري على الساحة السياسية الآن يثيرُ شكوك وسخرية الناس بكائن هجين احتارت الناس ماذا تسميه، مؤتمر وطني، اجتماع وطني أم ورقة الإصلاح؟ المواطن يدرك انه كلما طرحت بادرة للتقارب بين جيوش المتخاصمين، تشتعل الحرائق هنا وهناك، ليتم بعدها تنفيذ أوراق اللعب بالطريقة التي يريدها الفريق الأقوى، واعني به ائتلاف دولة القانون، لأنه يمتلك السلطة التنفيذية ويسيطر على السلطة التشريعية، وتحت يديه خزائن العراق، عندما يحذر طرف سياسي ويهيب بالمواطنين الابتعاد عن الطرف الآخر، فهذا يعني أن الجميع مصرون على مواصلة ذلك الخطاب المحرض على الفوضى السياسية، فوضى تجعل من اجتماعات القادة مجرد دراما اجتماعية تنتهي بوعود وأمنيات واحتمالات، أكثر مما تقر بالتزامات واستحقاقات وإجراءات عملية ملموسة، وللأسف أن الناس التي تتابع هذه اللقاءات سيرمى لها بالفتات من التصريحات، باختصار شديد فان اجتماعات السياسيين تجري وفقا لمبدأ "انطيني وانطيك" وهو مبدأ يصلح للتفاوض بين الأعداء، لكنه لا يصلح لإدارة البلاد، خصوصا إذا كان كل المتفاوضين يحملون ماركة "الشراكة الوطنية.
هل تجعلنا بيانات السياسيين وخطبهم نشعر بالخوف؟ بالتأكيد. لأن، صورة البلاد ذات المؤسسات الفاعلة لم يعد لها وجود أصلا، بعد ان قرر الجميع ان يجعل من البرلمان مجرد صورة لديمقراطية زائفة، اليوم الكل يتحدث عن القضاء ودولة القانون ولكنهم يخططون في الخفاء لإعلان دولة "سياسيي الصفقات"، بل يذهب البعض منهم إلى إقرار تعليمات وقوانين تساند وتدعو إلى منطق الدولة التي مرجعيتها كل شيء إلا الإيمان بالديمقراطية الحقة. اضحك كلما يحاول ساستنا الأشاوس أن يصوروا لنا أنهم وحدهم القادرون على إنقاذ العراق من الكوارث، وأنهم ماسكو العراق ولولاهم لانفرط عقده. ما أتعس أن تُذرف الدموع كذباً دفاعا عن الأمان والاستقرار، متناسين ان عشرة اعوام من الفوضى في البلاد أحرقت الأخضر واليابس. كل كتب التاريخ تعلمنا أن مقاولي السياسة لا يبنون بلدانا، مهما كانت الشعارات التي يرفعونها والأكاذيب التي يأتون بها. الاستقرار والرفاهية لا تأتي أبداً بالشعارات فهذه أدوات استخدمت لصناعة الاكاذيب وتفريخ الانتهازيين والوصوليين. لماذا يتوهم ساستنا انهم حراس هذا الوطن والساهرون على أمنه واستقراره وأنهم اعمدة الخيمة العراقية ومن ثم تصبح مناقشتهم والاعتراض على الاعيبهم ونزقهم نوعا من التجديف، ومعارضتهم نوعا من الخيانة الوطنية، والمطالبة بالإصلاح السياسي وتقديم الخدمات ومحاسبة الفاسدين أقرب الى الزندقة والكفر وتخريب الأوطان. أيها الساسة: إن لم تكونوا متواطئين على تخريب حياتنا، فالمؤكد أنكم فاشلون وعاجزون عن إدارة "دكان صغير"، فكيف بوطن بحجم العراق. ايها الساسة لا نريد منكم شيئاً سوى ان تستمعوا جميعكم الى نجاة الصغيرة وهي تغني: نسألكم الرحيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الحب في زمن شرطة الأسماك

جواز السفر الدبلوماسي ليس هدية!

العمود الثامن: ديموقراطية الصوت العالي

"الأحوال الشَّخصية".. أتعديل أم تبطِيل؟!

العمود الثامن: حيرتنا بين لا ونعم!!

العمود الثامن: دمشق صادق جلال العظم

 علي حسين كان شاعر سوريا الكبير بدوي الجبل يشرح لجلاسه مفهومه للوطن فيقول : إنه مبني على ثلاث قواعد هي: الحرية والملكية والكرامة، فإذا كنت أعيش في وطن قضى فيه رئيسه على حريتي...
علي حسين

باليت المدى: الجمال الذي تجاوزَ اختبار الزمن

 ستار كاووش أهم ما في الفن العظيم هو مقدار الأسئلة التي يطرحها، كذلك الطاقة التي يحملها والسحر الغامض الذي يتركه في نفس المشاهد ويجعله يعيش لحظات خاصة. أنه ببساطة، يفاجئك بشيء جديد لم...
ستار كاووش

ترامب غزة - ريفيرا الشرق الأوسط والنظام الدولي إلى أين ؟

د. أحمد عبد الرزاق شكارة التساؤل اعلاه بحاجة لاجابة واضحة تؤكد الضرورة الاستثائية لإتخاذ موقف عربي رادع ضمن إطار موقف اقليمي ودولي حازم لا تردد فيه ولا مواربة تجاه خطة ترامب التي خرقت كل...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

خمسة تحديات رئيسية ستشكل أجندة الصين في عام 2025

توم هاربر ترجمة : عدوية الهلالي تواجه حكومة شي جين بينج تحديات كبرى من شأنها أن تعرقل خططها في عام 2025.وفي حين كانت حكومته تتعامل مع المشاكل الاقتصادية المحلية، كان عليها أن تواجه تعقيدات...
توم هاربر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram