عن موقع:أفكار حول العراقخلال الاسبوع الماضي اندلعت مظاهرات صغيرة في عدة مدن من العراق، البعض منها كان تضامنا مع الاحداث في تونس ومصر لكنها كلها انتهت بدعوة الاحزاب والسياسيين الى توفير الوظائف والخدمات ومحاربة الفساد. المظاهرات انتشرت بسرعة ويمكن ان تشكل تحديا جديا بالنسبة للحكومة التي تفتقد الى الارادة والهدف لمعالجة شكاوى الناس واولى تلك الاحداث كانت في نهاية شهر كانون الثاني الماضي حيث تجمع الناس في مكانين مختلفين من بغداد لدعم الاحداث في مصر وفي اليوم التالي كانت هناك احتجاجات في منطقة الحسينية وخارج المنطقة الخضراء وخلال الاحداث الاخيرة طالب المتظاهرون بخدمات حكومية افضل
وان لا تقوم الحكومة بطرد الناس الساكنين في المباني الحكومية وفي يوم الجمعة الذي تلاها تظاهر 3000 شخص في الديوانية على نقص الخدمات والبطالة وفي نفس اليوم كانت هناك ثلاثة احتجاجات في العاصمة كان احدها يضم 200 شخص في وسط بغداد تضامنا مع الاحداث في تونس ومصر وادانوا ايضا إجراءات تقييد الحريات العامة، منادين بتوفير خدمات افضل كما شهدت منطقة الحسينية احتجاجا آخر على نقص الكهرباء والماء والفساد ايضا، وفي الخامس من شهر شباط فرقت الشرطة في النجف الناس عن التظاهر دعما للانتفاضة المصرية بعد رفض المحافظ ان يجيز تلك المظاهرة.في السادس من شباط خرج 1500 متظاهر الى شوارع محافظة البصرة مطالبين بخدمات افضل واقالة محافظ واعضاء مجلس المحافظة وقد قامت شرطة مكافحة الشغب باعتراضهم وقام وفد صغير منهم بمقابلة المسؤولين لإيصال صوت المتظاهرين ومطالبهم بالكهرباء والوظائف ومحاربة الجريمة والفساد. وكانت إحداث مشابهة لها قد حدثت في مدينة الرمادي حيث طالب الناس المحافظ ورئيس مجلس المحافظة بالاستقالة بسبب نقص الخدمات والاعتقالات العشوائية والبطالة والفساد.وقالت محافظة الموصل انها ستتخذ نفس الإجراءات من خلال المظاهرات المدنية.وكان قضاء الحمزة في محافظة الديوانية قد شهد اكثر تلك الاحتجاجات عنفا في البلاد حيث استمرت من الثالث الى الخامس من شباط وزحف الناس على بناية المجلس المحلي وفي اليوم الاول تجمع الف شخص وقاموا برمي الحجارة على بناية المجلس ما استدعى الشرطة القيام باطلاق النار لتفريق المتظاهرين انتهت المظاهرة بجرح ثلاثة اشخاص واستشهاد آخر نتيجة المشاجرات مع السلطات.وكان لزاما على الزعماء المحليين ان يقوموا بتهدئة الحشد وانهاء الاحتجاج لكن في يوم الخامس من شباط تم اغلاق الطريق الرئيسي للديوانية بالحواجز بينما اقتحم البعض من المتظاهرين بناية الحكومة ومركز الشرطة وهذه المرة لم يكتف الناس برمي الحجارة لكن استخدموا قنابل المولوتوف ثم قامت الشرطة باطلاق النار فادى ذلك إلى استشهاد شخص وجرح اربعة آخرين وفيما يبدو ان الاحداث في الشرق الاوسط تؤثر على العراقيين حيث تقدمت المشاكل الاجتماعية تقريبا في كل الحالات. ويبدو ان تلك المظاهرات لقيت دعما من قبل بعض رجال الدين ففي يوم الرابع من شباط قام عدة ائمة للمساجد اثناء صلاة الجمعة بتحذير السياسيين بان عليهم ان يعتبروا بنتائج الاحداث المستمرة في المنطقة.فقد قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل اية الله السيستاني انه لم يكن هناك عدالة اجتماعية في العراق كما ان رجل دين في كركوك حذر من توسع الاحتجاجات، بينما أدان إماما الكوفة والنجف عمليات اطلاق النار من قبل الشرطة في قضاء الحمزة. وتحدث آخرون عن الفقر والفساد في الحكومة واذا انضمت المزيد من المساجد الى تلك الانتقادات سيشكل هذا مشكلة حقيقية لبغداد حيث تحظى بدعم وتأييد الشارع العراقي. وكانت تلك الاحتجاجات على خلفية حصول البعض من السياسيين على امتيازات مسرفة في قضايا توفير الامن والسيارات والمولدات الخاصة بهم وكانت معظم تلك الاحتجاجات تتركز على ان ثلثي القائمين بها يعانون من نقص الخدمات وهي المشكلة الاكثر اهمية التي تواجه العراق وبان المحتجين احسوا بان الخدمات مثل الكهرباء والماء اصبحت اسوأ من ذي قبل، الحكومة نفسها فوجئت بتلك الاحتجاجات وهي لا تستطيع التخفيف من غضب الناس فرئيس الوزراء وآخرين قالوا ان امر تحسين الكهرباء قد يستغرق عدة سنوات. حالة الامن التي تحسنت غيرت تركيز العراقيين بعيدا عن العنف باتجاه الخدمات وسمحت للناس ان يشعروا بالامان الكافي لإظهار اصوات سخطهم علنا دون الخوف من الارهاب.ان المشكلة في العراق هي ان بغداد لا تستطيع تلبية كل تلك الطلبات وقد تم تشكيل الحكومة لكن تبقى هناك بعض الوزارات لم يتم حسم امرها كما ان 6 فقط من لجان البرلمان من مجموع 26 لديها رئيس، الحكومة تحاول من جهتها تضمين كل الاطراف في حكومة الوحدة الوطنية وهذا امر يبدو جيدا للناظر ولتقسيم مواقع القوة لكنها في الحقيقة لا تساعد على ادارة البلاد.rn ترجمة:عمار كاظم محمد
الاحتجاجات تنتشر سريعاً فـي العراق
نشر في: 8 فبراير, 2011: 07:49 م