TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > التلوث يخنق أنفاس أهالي العاصمة.. سماء بغداد مليئة بالمخاطر الصحية

التلوث يخنق أنفاس أهالي العاصمة.. سماء بغداد مليئة بالمخاطر الصحية

نشر في: 24 يناير, 2025: 04:14 م

متابعة/ المدى

سلطت وكالة "فرانس برس" الضوء على حجم التلوث الخطير في أجواء العاصمة بغداد وما يمثله من مخاطر صحية على حياة المواطنين، وذلك بعدما حلّ العراق بالمركز السادس عالمياً بمعدل تلوث الهواء قبل أكثر من عام وتحديداً سنة 2023.

وقالت الوكالة في تقريرها: "في شارع محاذ لمحطة الدورة لإنتاج الكهرباء، يعاني أبو أمجد الزبيدي على غرار كثر من جيرانه، مشاكل في القلب والجهاز التنفسي إذ ينهك هواء بغداد الملوَّث رئتيه مع تكثف النشاط الصناعي".

رائحة الكبريت

يستيقظ تسعة ملايين شخص في بغداد، ثاني أكبر عاصمة عربية من حيث عدد السكان، يومياً تقريباً على رائحة كبريت، سببها النفط الثقيل غير المُعالج الذي تحرقه عشرات مصانع الطابوق والأسفلت المنتشرة في ضواحي المدينة.

وأعلنت السلطات العراقية نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2024 إغلاق 111 معملاً لإنتاج الطابوق في منطقة النهروان جنوب شرقص بغداد منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2024 "بسبب الانبعاثات غير الملتزمة بشروط البيئة، بالإضافة إلى 57 معملاً للأسفلت المؤكسد".

وأصدرت أيضاً توجيها لمعامل الطابوق "لاستخدام الغاز بدلاً من النفط الأسود" في غضون 18 شهراً.

ويؤدي حرق النفط الثقيل غير المعالج الذي توفره الحكومة العراقية بأسعار مدعومة، إلى انبعاث غازات الدفيئة مثل ثاني أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد النيتروجين، وانتشار رائحة كبريت باتت أقوى منذ أسابيع مع "تغيّر اتجاهات الرياح وازدياد معدلات الرطوبة" في الشتاء وفق وزارة البيئة.

لكن في بغداد كذلك، محطات لإنتاج الطاقة الكهربائية مملوكة للدولة تنفث دخاناً كثيفاً، بالإضافة إلى مولدات منتشرة في كل زوايا المدينة لتعويض انقطاع الكهرباء، ومصاف للنفط وحرق للنفايات.

المحطات الكهربائية

ويقول أبو أمجد الزبيدي المقيم منذ أكثر من 40 عاماً على بعد أمتار من محطة الدورة "المواد السامة تلتصق على سياراتنا وعلى أسطح منازلنا حتى، لم نعد نصعد إليها".

ويتابع الزبيدي وهو بقال "ناشدنا أكثر من مرة رئاسة الوزراء ومجلس الوزراء والبرلمان، وجاء برلمانيون إلى هنا، لكن من دون نتيجة".

ويشير الزبيدي وخلفه أربع مداخن ضخمة يمكن رؤيتها من مسافة مئات الأمتار إلى أن غالبية جيرانه مصابون بـ"الربو والحساسية المزمنة".

وكلما عاينه طبيب، يطلب منه التوقف عن التدخين لإصابته بالتهاب في القصبات الهوائية، إلا أن الرجل الخمسيني يؤكد أنه لا يدخن ويعود السبب في مرضه إلى إقامته قرب محطة كهربائية.

هواء غير صحي

وكان العراق سادس أكثر دولة تعاني من تلوث الأجواء في 2023، بحسب تصنيف شركة "آي كيو إير" التي تراقب جودة الهواء في جميع أنحاء العالم.

وفي العام نفسه، تجاوز تركز الجسيمات الدقيقة (PM2.5) القادرة على دخول مجرى الدم عبر الرئتين وهي خليط سام من الكبريتات والكربون الأسود والنترات والأمونيوم، توصيات منظمة الصحة العالمية سبع إلى عشر مرات في العراق.

ويتسبب التعرّض لهذه الجزيئات بـ"عدة مشاكل صحية ويؤدي إلى تفاقمها، بما في ذلك الربو والسرطان والسكتة الدماغية وأمراض الرئة" على ما تفيد "آي كيو إير".

وبحسب بيانات تسجّلها أجهزة استشعار تابعة للسفارة الأميركية في بغداد، غالباً ما تصبح جودة الهواء في العاصمة العراقية ولعدّة ساعات، "غير صحية، ما يعني أن الجميع قد يبدأ بالشعور بتأثير على صحته، وقد يكون هذا التأثير أكثر خطورة على الفئات الضعيفة".

لجنة خاصة

وكلّف رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، لجنة خاصة تحديد أسباب انبعاث "رائحة الكبريت المنتشرة في بغداد والمحافظات المجاورة وبيان أسبابها ومعالجتها".

وفي رد على أسئلة "فرانس برس"، وجّه المتحدث باسم وزارة البيئة أمير علي حسون أصابع الاتهام إلى "الأنشطة الصناعية الكثيرة أغلبها في محيط العاصمة، تحديداً في النهروان حيث سُجل أكبر عدد مصانع تطلق انبعاثات".

تُضاف إلى هذه المصانع، مصافي التكرير مثل مصفاة الدورة، والمولدات الكهربائية التي يُضطر سكان العراق الذين يزيد عددهم عن 45 مليون نسمة إلى استخدامها للحصول على الكهرباء في بلد يقوضّه الفساد فيما بناه التحتية متهالكة بسبب نزاعات استمرت لعقود وسياسات عامّة غير فعّالة.

وزاد عدد المولدات الكهربائية في العام 2023 عن 48 ألف مولدة وفق السلطات في العراق حيث يعيش نحو 70% من السكان في المدن.

الصحة أهم

وحظرت الحكومة العراقية حرق النفايات وتعهدت "إضافة الوحدات اللازمة لتحسين الوقود المنتج في مصفى الدورة ومعالجة الغازات المنبعثة منه".

وفي العراق الغني بالموارد النفطية التي تؤمن 90% من دخله، لكنه لا يزال يكافح من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة، يدعو الناشط البيئي حسام صبحي قطاع النفط إلى الابتعاد عن النفط الثقيل.

استحداث قوانين

ويوضح لوكالة "فرانس برس" أن "الاستغناء عن النفط شيء صعب جداً في بلد مثل العراق لكن مع ذلك نستطيع على الأقل استخدام نفط جودته أفضل من النفط الثقيل الذي يتم استخدامه حالياً والذي يسبب رائحة الكبريت".

ويدعو إلى "استحداث قوانين" تواكب التغيرات المناخية السريعة، بالإضافة إلى اعتماد حلول مستدامة مثل إنشاء أحزمة خضراء والتشجير وتعزيز النقل العام.

ويوضح "بغداد أصبحت بحاجة ملحّة إلى حزام أخضر يمتدّ على آلاف الكيلومترات يعمل كرئة للمدينة".

وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن يكون تلوث الهواء تسبب بنحو 4,2 ملايين وفاة مبكّرة في العالم في 2019، سجل نحو 89% منها في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وعلى بعد أمتار من محطة الدورة، يقول سائق سيارة الأجرة حسين (32 عاماً) إن الحياة قرب المنشأة "تزداد سوءا مع مرور السنين".

ويشير إلى أن والده الذي يعاني سعالاً مزمناً "بسبب السموم التي ترميها علينا المحطة" دخل قبل فترة قصيرة المستشفى لمدة 20 يوما جرّاء تدهور صحته التنفسية.

ويضيف "الكهرباء ضرورية لكن الصحة أهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

المحافظات التي عطلت الدوام الرسمي غداً الأحد

المحافظات التي عطلت الدوام الرسمي غداً الأحد

بغداد/ المدى أعلنت عدد من المحافظات العراقية، تعطيل الدوام الرسمي يوم غد الأحد الموافق 26 كانون الثاني، وذلك لإحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام). ووفقاً لبيانات رسمية، فقد شملت المحافظات التي قررت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram