بغداد / عقيل محمد رغم إننا نعيش على مشارف القرن الحادي والعشرين، فان الكثير من مظاهره غير واضحة على مدننا وفي الكثير من مرافقها ومؤسساتها الحيوية، ومنها المدارس، التي تعاني، خاصة في أقضية ونواحي بغداد نقصاً في ملاكاتها واستخدام الكرفانات صفوفاً وحملات إعمار غير مجدية بسبب الفساد الإداري والمالي،
ناهيك عن نقص الملاكات التعليمية والتدريسية في هذه المدارس وغيرها، في وقت توجد مدارس في بغداد تعاني تضخم ملاكها في بعض المواد ونقصاً في دروس أخرى أساسية، ما يعني عدم وجود خطط واقعية تنهض بالواقع التربوي الذي يعول عليه في بناء المستقبل.وفي جولة على عدد من المدارس في منطقتي التاجي والطارمية كانت لنا هذه الصور التي تؤشر تقصير مجلس محافظة بغداد والمجالس البلدية والتربية، رغم ما أشارت تصريحات بعض مسؤوليها إلى وعود لا يمكن القول إلا انها متأخرة ومتأخرة جداً.rnصفوف آيلة للسقوط وقفتنا الأولى كانت مع الاستاذ (ع،ص) معاون احدى المدارس في المناطق النائية الذي قال ان مدرستهم الابتدائية فيها 550 طالبة وهذا العدد يسبب إشكالية كبيرة في ظل النقص الواضح في الملاكات التدريسية، وكذلك وجود مدرسة اخرى تشاركهم البناية نفسها، والمدرستان تستخدمان البناية في الفترة الصباحية، ولديهم مشكلة اخرى هي صغر الصفوف اذ يحتوي الصف على 32 طالبا على اقل تقدير، والمشكلة الاعظم انه تم بناء صفوف اضافية في ساحة المدرسة عن طريق مقاولين وما يميز هذه المدرسة ان ابوابها لا تغلق ولا تفتح، والسقوف متصدعة وتحيط بها الارضة ويعتقد انها ستقع بعد سنة او سنتين وقد تمت مفاتحة المعنيين مثل مدير الناحية ورئيس المجلس البلدي ولكن شكواهم لم تلق اي استجابة على حد قوله، وقال ايضا انهم رفعوا مذكرة الى التربية ولكن التربية ما زالت لم ترد عليهم الى اليوم.أما ما يخص الملاكات التدريسية فحدث ولا حرج اذ قال: ان المدرس فينا لا يستطيع ان ياخذ اجازة وليس لديه اي فسحة، وعادة ما نضطر الى استكمال اعمالنا الادارية في بيوتنا مثل البريد والسجلات الادارية وتنزيل الدرجات وتنظيم الوثائق وغيرها، هذه هي مشكلاتنا ولكي لا نظلم التربية فانها قامت بتزويدنا بأثاث مكتبي وصفي جديدين، وعادة ما تقدم لنا الدعم وان كان ليس كافيا في سد بعض اجور الاستنساخات او مبالغ السجلات والاوراق والاحبار وكذلك وعدتنا المديرية بسد الشواغر في المستقبل العاجل، ولكن متى سيكون هذا المستقبل العاجل هذا ما لا يعلمه إلا الله.rnنقص الملاكات مشكلة العصرمحطتنا الثانية كانت في متوسطة الوئام للبنين في قاطع التاجي حيث حدثنا مديرها محمد عبد احمد قائلاً: تمت إعادة بناء المدرسة بعد ان طالتها يد الارهاب عندما تم تفجيرها قبل ثلاث سنوات وكانوا حينها يستخدمون الكرفانات وكانت حالتهم سيئة جدا أما الآن فحالهم فوق الجيد مع مدرسة جديدة بكامل مرافقها وأثاثها إلا بعض النقوصات البسيطة في الأثاث واللمسات الأخيرة التي سيتم اكمالها في ما بعد. غير ان المشكلة الاولى والعتيدة تتمثل بنقص الملاكات التدريسية الى درجة ان مدرس الكيمياء يدرس مادة الأحياء لسد النقص، باختصار شديد فان نقص الملاكات أصبح مشكلة العصر، والمشكلة الأخرى التي نعانيها هي مشكلة الزحامات وقطع الطرق المستمر في بغداد لان لدينا مدرسين يسكنون في بغداد فإذا قطع الطريق لا يأتي المدرس أو يتأخر ما يسبب إرباكا في الدوام، وهذا حال مدرستنا والمدرسة الابتدائية التي تشاركنا البناية نفسها.كما ان الدوام المزدوج، يسبب إرباكا مع وجود المشاكل بين الطلبة، فضلاً عن الزخم والتأخر في الدوام بسبب اعتماد الدوام الصباحي والظهري.* ماذا عن أثاث المدرسة؟- تم تجهيز المدرسة بأثاث حديث (الصفي والمكتبي)، أما طقم القنفات فقد تم شراؤه من خلال جمع المبلغ من المدرسين لان التربية لم تجهزنا به.ثم توجهنا الى ثانوية الريف للبنين الواقعة ضمن منطقة المشاهدة، التي كانت لنا جولة في أروقتها والتقينا مديرها الذي اشاد بدور التربية في تلبية طلباتهم من خلال سد الشواغر ما عدا مادة الرياضيات التي يرجو ان يتم سدها قريبا من خلال حملة التعيينات الجديدة، وشاهدنا الطلبة وهم يقومون بنقل المقاعد الصفية (الرحلات) وقال أيضاً ان بناية المدرسة جيدة وهي التي ساعدتني على الصمود وجعل هذه المدرسة من المدارس التي لها سمعة طيبة في المنطقة كلها.وشاهدنا أيضاً احد المدرسين يأخذ دور الكهربائي وهو يحاول ربط المولدة الكهربائية التي جهزت بها المدرسة من اجل الإفادة منها في أثناء الامتحانات، لكن ساحة المدرسة الكونكريتية غير جيدة و متصدعة وغير صالحة لممارسة الأنشطة الرياضية إضافة لوجود القصب في الساحة أيضاً.rnمشكلة الكرفاناتأما عن معاناة الطلبة فقد أجملنا أبرزها، فمنهم من قال إننا نعاني بعد المسافة، فمحلات سكنانا بعيدة عن المدرسة ونقترح إنشاء مدارس جديدة في مناطق تكون اقرب لأكثرنا.وقال آخر: نحن نعاني عدم تعبيد الشوارع المؤدية الى المدارس، وقال ثالث نحن نعيش الفصول الأربعة في الفصل الدراسي لعدم وجود أجهزة تدفئة او تبريد في الصف وكذلك النقص الحاصل في كثير من أثاث المدرسة، وقال آخر ل
كرفانات تستخدم صفوفاً.. ومدارس آيلة للسقوط
نشر في: 9 فبراير, 2011: 04:39 م