TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > اسـتباقاً لـتظـاهرة 25 شــبـاط

اسـتباقاً لـتظـاهرة 25 شــبـاط

نشر في: 9 فبراير, 2011: 04:49 م

محمد سعيد الصكار أن تقوم في بلادنا تظاهرة احتجاج وطنية على المساوئ المستشرية في كل مفاصل الدولة، فهذا دليل عافية على كوننا ما زلنا متمسكين بوعينا، وحرصنا على أن تبقى لنا إلى اليوم مساحة من حرية القول والتصرف بما لدينا من رؤى لمستقبلنا الغائم. وهي ثروة ما زالت مفاتيحها بأيدينا، كشعب خبر الخيبة
والإحباط وانعدام الثقة والاستئثار، ولديه رصيد من التجارب المريرة ذات التاريخ الطويل قدر أكبر من تاريخه وجغرافيته وتنوعه وثقافته.يتظاهر العراقيون ذوو الرصيد التاريخي الأوفى بالتظاهرات، وما تقتضيه وتؤول إليه، ويحشدون لها اليوم حشداً نادر المثال، ويريدون لهذا الحشد أن يعرب عن سخطه وإدانته كل ما يلوث تاريخه النضالي العريق، ويحرم أهله من حقوقهم الطبيعية الأولى في الحياة الحرة الكريمة والعيش السوي، دون استجداء أو منّة من أحد، فهم أرباب وأصحاب ما في هذا البلد من عطاء طبيعي وأريحية إنسانية تستطيع قراءة الواقع دون ما حاجة إلى فلكيين يدلونهم على مواقع الصلاح والفساد، ومتى يغلب أحدهما على الآخر.سيكون من الإجحاف نسيان مظاهر الصلاح في العراق الجديد، فهو معروف لكل من ذاق الذلّة والهوان والحرمان والغربة في الوطن؛ وهو ليس بخاف عن دعاة هذه التظاهرة الاحتجاجية الكبرى. فليس من الإنصاف نكران ما في عراقنا الجديد من مظاهر الصلاح المقطر بمقدار لا يناسب حاجة الوطن وأهله؛ ولا يناسب ما هو متاح من نواحي الإصلاح المطلوب والممكن. ولكن من خولهم العراقيون بإدارة أمور البلاد، من خلال انتخابهم لتمثيله في مجلس النواب، جاء بنتائج على غير ما أملوا، حين استأثر عدد، وعدد كبير، مع الأسف والعجب، بمقاليد السلطة وأقدار أهل البلد، وتركوا الناس لأقدارهم وظلام بيوتهم وجوعهم وضياع حقوقهم في موجة الصراع على مواطن الفائدة، واستثمار ما هو متاح دون رقابة أو وعي من ضمير.يتبجحون بالشفافية، ويباهون بالنزاهة، ويزعمون الاحتكام إلى القانون والعدل والمساواة، وصار أجهلنا يعرف أن لا معنى لأي شيء من ذلك؛ فالوقت طال والمحنة مستمرة، والحكومة عاجزة، والدولة مهدودة الرباط.على أن كل ذلك من مبررات الاحتجاج، لا يعصم المتظاهرين من إمكانية الخطأ وضياع الوقت والاكتفاء بالشعارات النظيفة، فلا بد من رؤية سليمة لواقع الحال والتخطيط لما يلي المظاهرة التي يجب أن تستمر وتخضع للرقابة الدائمة، لكي لا تكون نزهة وطنية تكبحها وعود السلطة، وتكافئها بــ 15٪. وينتهي الأمر كما بدأ.٢٥ شباط فرصة للطرفين، المتظاهرين الذين عليهم التمسك بموقفهم الإصلاحي الصريح والواضح الرؤية؛ والحكومة والدولة معاً، لاستيعاب دلالة الغضب، والاستجابة لمطالب الشعب الغاضب. وهم ّالوطن من هموم أهله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram