ديالى / محمود الجبوري
تحليق الطائرات المسيرة في أجواء ديالى وأمام مرأى السكان بات ظاهرة مألوفة اعتاد عليها الأهالي في السنوات الأخيرة، وسط شكوك وقلق من تزايد تحليق الطائرات المسيرة والجَدوى من استخدامها.
والطائرة المسيرة هي طائرة تُوجه عن بُعد أو تُبرمج مسبقًا لطريق تسلكه. في الغالب تحمل حمولةً لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف، والاستخدام الأكبر لها هو في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم، إلى جانب استخدامها في الأعمال المدنية مثل مكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب. وتزايد استخدامها بشكل كبير في المهام الصعبة والخطرة بالنسبة للطائرة التقليدية.
واستخدام الطائرات المسيّرة في تجارة المخدرات ليس ظاهرةً جديدة، بل توجهًا متزايدًا نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة في الجريمة، ما يعكس نوعاً من التحول في أساليب التهريب في العراق، والذي يتطلب من السلطات الأمنية التكيف مع هذه التغيرات من خلال تعزيز أدوات الرصد والتفتيش.
الطائرات المسيرة في ديالى باتت تُستخدم لتهريب المخدرات عبر الحدود بطرق حرفية متقنة، فيما سجّلت ديالى حادثة سرقة للمواشي باستخدام الطائرة المسيرة في أطراف ناحية بني سعد (18 كم جنوب غرب بعقوبة).
مصدر أمني رفض كشف اسمه، أكد تفكيك شبكات عديدة لتهريب المخدرات باستخدام الطائرات المسيرة في حدود ديالى مع إيران والمناطق الحدودية المفتوحة الخالية من القطع العسكرية أو التواجد الأمني.
وأكّد المصدر في حديثه لـ(المدى) أن قوات الأمن بمختلف التشكيلات باتت تسيطر على عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود، بما فيها استخدام الطائرات المسيرة، وأن جميع الحدود تخضع للرقابة والاستطلاع الأمني، إلى جانب وجود الأسوار العازلة بين حدود العراق ودول الجوار. وأشار المصدر إلى إغلاق جميع منافذ التهريب الرسمية ضمن حدود ديالى وإيران، وخضوعها للمراقبة والاستطلاع، إلى جانب مفارز الرصد الثابتة والدوريات الأمنية المستمرة، لافتاً إلى تلاشٍ نسبي لأعمال التهريب ضمن خطط استخبارية واسعة نُفذت وجاري تنفيذها. وأوضح المصدر أن "الطائرات المسيرة لا تستطيع حمل أكثر من 250-300 غم من المخدرات خلال رحلتها على الحدود العراقية مع إيران أو الدول المجاورة الأخرى"، منوهاً إلى أن عصابات التهريب انتهجت أساليب الطائرات المسيرة للإفلات من الملاحقة والمراقبة الأمنية وتفادي الوقوع في قبضة الأجهزة الأمنية.
سرقة المواشي بالطائرات المسيرة
وإلى جانب استخدام الطائرات المسيرة في نقل المخدرات، سجّلت محافظة ديالى مؤخرًا ظاهرة سرقة المواشي في إحدى قرى ناحية بني سعد (18 كم جنوب غرب بعقوبة).
وبحسب ماهر الفتلاوي (ناشط مدني)، ووفقًا لمعلومات الأهالي، سُجلت في قرية (المحبوبية) التابعة للناحية سرقة مواشٍ بعد قيام طائرة مسيرة بتحديد مواقعها وطرق تنقلها بين أماكن التربية وحقول الرعي، ثم سرقتها ليلاً بالاستدلال على الرصد الجوي للطائرة المسيرة.
وأكّد الفتلاوي في حديثه لـ(المدى) أن قوات الأمن نفذت عمليات تفتيش واستطلاع واسعة في محيط القرى والمناطق المشتبه بوجود عصابات سرقة المواشي، إلى جانب تسيير طائرات رصد لتحديد أماكن تواجد العصابات، لافتاً إلى أن قوات الأمن تحكم السيطرة والاستطلاع التام في جميع القرى النائية، وبالتنسيق مع التشكيلات الاستخبارية.
ردود رسمية
رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، رشاد التميمي، بيّن في حديثه لـ(المدى) عدم وجود أدلة ملموسة على استخدام الطائرات المسيرة لسرقة المواشي في ناحية بني سعد حتى الآن، وأن التحقيق والتواصل مع القيادات الأمنية مستمرٌ لكشف الحقائق أمام الرأي العام.
وواصل حديثه: "لم يثبت حتى الآن استخدام طائرات مسيرة في سرقة المواشي، وإن وُجدت هذه الحالة سنتخذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع القيادات الأمنية"، مُعلناً عن لقاءٍ قريب لاستضافة قيادات أمنية في مجلس ديالى لتقصي الحقائق الأمنية حيال الطائرات المسيرة.
وكشف التميمي أن صاحب المواشي في إحدى قرى ناحية بني سعد أضاع بعض مواشيه في مناطق مختلفة، وعادت أغلبها إليه باستثناء عدد قليل جارٍ البحث عنها، مُبيناً أن سرقة المواشي باستخدام طائرة مسيرة مجرد أخبار متداولة بين الأهالي لا تزال قيد التقصي والتحقيق الأمني.
ونوّه التميمي إلى أن "الطائرات المسيرة باتت محط قلق للمواطنين مؤخرًا بعد تزايد تحليقها، ما يتطلب وقفة أمنية وإجراءات وقائية لتفادي أي حوادث أو استخدامات مشبوهة لها".