متابعة المدى
صدر العدد الجديد من مجلة التراث الشعبي وهي اول مجلة عربية فولكلورية، تصدر عن الشؤون الثقافية العامة، حافلا بالموضوعات التي تهتم بالتراث الشعبي والفولكلوري.
وتصدر العدد كلمة لهيئة تحرير المجلة، خاصة بتأبين الناقد والباحث الفولكلوري الراحل باسم عبد الحميد حمودي، جاء فيها: فقد التراث الشعبي العراقي علما من أعلامه المهمين، وهو الباحث باسم عبد الحميد حمودي الذي أفنى دهرا طويلا من عمره بين إدارة هذه المجلة العريقة في أوج ازدهارها، وقد استوت مجلة متخصصة عربيا وليس عراقيا فقط، ومراجعة إرشيفها يحيل لهذا الألق بتنوع موادها وتنوع كتابها الكبار من خيرة المهتمين، ونجاح ندوتها السنوية العربية، وهو لا يتأتى دون ادارة علمية حافظت على موضع العراق البحثي في العالم، وأعطت دفقا للمجلة في سنوات كانت فيها حرب الثمانينيات تنحو بالمصائر في كل وجهة، وكانت المجلة منفصلة تسير بمسارها في الأرشفة للتراث العراقي ودراسته، وكان اشتغالها يجمع بين عمل الهواة الكبار وترصين البحث العلمي للدراسات الفولكلورية أسهم فيه خيرة الأكاديميين من العراقيين والعرب بشكل متوازن، وأثمر إرشيفا في التراث الشعبي العراقي لا نمتلك غيره.
لقد نذر حمودي كل ما يملك من طاقة لهذه المجلة، فانسحب من القصة والدراسة النقدية للأدب، ليتفرغ رئيسا لتحرير هذه المجلة وباحثا غزير الانتاج تصدى لقضايا لم يدرسها غيره من الباحثين العراقيين، ففي السيرة الشعبية كتب سيرة افتراضية من المرويات الشعبية عن حمد آل حمود شيخ الخزاعل وهو من كبار الشخصيات العراقية التي اقترن باسمها المواجهة مع العثمانيين وتأسيس مدينة الديوانية، وألف سيرة عامر الخفاجي المتفردة من مرويات السيرة الهلالية ومن زيارات ميدانية للمغرب العربي، وألف في المعتقدات الشعبية وهو حقل قلة الذين كتبوا فيه من الباحثين العراقيين، فكانت دراساته الطويلة عن السحر والأحلام وعن الحيوان في التراث الشعبي. وحتى بعد خروجه من رئاسة تحرير المجلة ظل متواصلا معها عبر الهيأة الاستشارية لمجلة التراث الشعبي مرة، وعبر تحرير صفحات متخصصة في جريدتي المدى والصباح العراقيتين، وظل وفيا حانيا على المجلة يتواصل مع هيأة تحريرها.
وتضمن العدد عددا من الموضوعات، ففي زاوية مقالات كتب الشاعر والباحث شاكر لعيبي موضوعا بعنوان (من أجل قراءة تاريخية وثقافية لمفهوم [الكاولية]) فرضية جديدة عن أصل مفردة، جاء فيها نقنرح أن مفردة (كاولي) و(كاولية) التي تعني في العراق الغجريّ والغجر، قد تكون متصلة بالنطق الهنديّ لمفردة (قوّال) التي تكتب وتنطق كاوّالي qawwali، ويُقصد بها المغني القوّال الصوفي (الفقير)، الذي يقول أشعاراً روحية مغناة.
وفي زاوية معتقدات شعبية كتب علي بلجراف موضوعا بعنوان: ((ليلة الدخلة ودلالاتها في العرس الريفي المغربي) دراسة أنتر بولوجية، وفي زاوية نصوص كتب صلاح الدين الصفدي الأفعال والحِكم والأقوال المأثورة في كتاب (الوافي بالوفيات)، وجاء فيه يعدّ الصلاح الصفدي (خليل بن أيبك الألبكي) [ 764 - 696 هـ] من المع المؤرخين العرب، ويعد الى جانب هذا أديباً متميزاً وشاعرا عاش في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي. مات مبكراً بسبب الطاعون الذي أصاب بلاد الشام وغيرها وخلّف عشرات الكتب - عدا ما التهمته الحرائق والفيضانات والرطوبة وغير ذلك من الآفات. ولقد نشرت في السنوات الماضية العديد من المخطوطات التي وصلت الينا سالمة أو شبه سالمة، ولا تزال طائفة من كتبه تنتظر جهود الباحثين. وفي زاوية الأدب الشعبي موضوعا بعنوان المقاومة الفلسطينية بالأمثال الشعبية، جاء فيها: يظل الشعب الفلسطيني متمسكا بتراثه وأصالته وإنهما جزء من مقاومته المستمرة في وجه الاحتلال الغاشم ودفاعه عن أرضه وتمسكه بها فهو يقاوم بالحجارة، يقاوم بعاداته وتقاليده وتراثه وأمثاله الشعبية، والأم الفلسطينية هي التي تضمن استمرارية الجماعة فهي تنجب الملثم وتغطيه وتدربه وتقدمه شهيدا حين يحتاج المجتمع ذلك. أما زاوية تحقيقات فقد أعد جبار البهادلي مووضعا بعنوان سفينة العراق تجربة مشاريع السفينة في دراسة القوارب التراثية وإحيائها.
فنان العدد كان الحياة الشعبية عند المصور إحسان الجيزاني، وهو فنان عراقي، مخرج ومصور وباحث، يعيشر في ألمانيا، وهو من مواليد بغداد 1967، يتقلد منصب فني وهو نائب رئيس النادي الالماني في مدينة شتوتكارت كاميرا 66، وعضو في الاتحاد الألماني DVF وعضو في الجمعية العراقية للتصوير، لقب بالمصور الثوري، وسفير الأهوار بالخارج. حاصل على العديد من الجوائز العالمية من مختلف دول العالم، وله عشرات المشاركات في معارض عالمية مشتركة وفردية.