حيدر هشام/ بغداد
من رحم الحروب والنهب، تنبعث قصة كفاح العراق لاستعادة كنوزه الأثرية، رحلة طويلة وشاقة بدأت مع غزو بغداد في العام 2003، واستمرت عبر عقدين من الزمن، فعلى الرغم من استعادة الحكومات المتعاقبة كميات كبيرة من الاثار المهربة، الا ان التحديات والمشاكل التي تواجه البلاد قد تعيق إعادة كميات أكبر.
وحقق العراق انتصاراً جديداً في مهمة التنقيب عن تراثه الحضاري حول العالم، حيث أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار عن نجاحها في استعادة قرابة 40 ألف قطعة أثرية منهوبة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد العلياوي، في حديث لـ(المدى)، إن "ملف استعادة الآثار العراقية يعد من الأولويات القصوى للحكومة العراقية، حيث يتم بذل جهود حثيثة على جميع المستويات لاستعادة هذه القطع الأثرية التي تمثل جزءاً أصيلاً من هويتنا الوطنية".
ولفت الى "وجود بعض القطع الاثرية لدى جامعات كانت قد اعيرت لها منذ سنين، كما هو الحال مع بعض القطع التي اعيرت من المتحف العراقي لمدة 100 عام، واستعيدت الى العراق قبل سنتين"، مؤكدا "نجاح استعادة قرابة 40 الف قطعة اثرية كانت موجودة لدى دول اجنبية وعربية على مدى ثلاث سنوات، ونظمت لها معارض خاصة باسم (معارض الاسترداد)".
وأضاف العلياوي، أن "الوزارة تعمل بالتعاون مع وزارة الخارجية والهيئة العامة للآثار والتراث، بالإضافة إلى المنظمات الدولية مثل اليونسكو، لاستعادة هذه الآثار أينما وجدت".
وأشار إلى أن "القطع الأثرية المستردة تنوعت بين صغيرة وكبيرة، وشملت مختلف الحقب التاريخية، وهي حالياً معروضة في معارض خاصة أطلق عليها اسم "معارض الاسترداد"، وذلك لإتاحة الفرصة للمواطنين للاطلاع على هذا الإنجاز الكبير".
وتسلم العراق مؤخرا خلال افتتاح وزير الخارجية فؤاد حسين، المركز الثقافي العراقي في العاصمة البريطانية لندن، قطعة أثرية نادرة عبارة عن لوح آشوري يعود تاريخه بين (883 و859) ق.م، الذي يمثل الجزء العلوي من جنيٍّ مجنحٍ زيّن به القصر الشمالي الغربي في موقع النمرود الأثري.
ويبلغ وزن اللوح الأثري (333) كغم، فيما يبلغ طوله (115) سم من جهة اليمين للناظر، و (110) سم من جهة اليسار، ويبلغ عرضه (110) سم، وسمكه (11) سم من جهة، و (12) سم من جهته الأخرى.
وفي آذار/مارس 2023، سلمت امريكا العراق 9 قطع من القطع الأثرية المهربة، حيث تتضمن 7 أختام تعود للحضارة البابلية وحضارة وادي الرافدين المستلمة من مكتب المدعي العام في نيويورك، وقطعتين أثريتين (قطعة من العاج بشكل وجه آدمي) تم استلامها من مكتب التحقيقات المركزية في نيويورك، ولوح طيني من العصر البابلي الوسيط وتم استلامه من مكتب تحقيقات الأمن الوطني.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتسلم فيها بغداد من واشنطن، قطعا وكنوزا أثرية هربت للخارج، عبر ما بات يعرف بدبلوماسية الاسترداد، حيث أعلن العراق عن أكبر عملية استرداد لآثار وكنوز ثقافية عراقية مهربة، عبر استرجاع نحو 17 ألف قطعة أثرية نفيسة من الولايات المتحدة الأميركية في نهاية يوليو/ تموز 2021.