ترجمة: محمد عدنان
دعت لجنة، بلوش ياكجهتي، وهي مجموعة مدنية الى تحديد يوم 25 كانون الثاني باعتباره، يوم ذكرى الإبادة الجماعية لسكان البلوش، وفي هذا اليوم من عام 2014 تم اكتشاف مقبرة جماعية تضم ما يقارب من 200 شخص بلوشي كانوا ضحايا للاختفاء القسري في منطقة خوزدار في بلوشستان. ولإخفاء الإبادة الجماعية التي ترعاها الدولة للشعب البلوشي عن المجتمع الدولي، أعادت السلطات الباكستانية اغلاق القبر على عجل دون تحديد هوية الضحايا أو اجراء اختبار الحمض النووي على أجسادهم. لقد مر أكثر من عقد من الزمان منذ تلك الحادثة. مع ذلك لم يتم تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم.
وعلى النقيض من ذلك، تزايد قمع الدولة الباكستانية للشعب البلوشي بشكل كبير، وخاصة بعد بدء تنفيذ الممر الاقتصادي الباكستاني رسميا في عام 2015. ومن المؤسف ان المجتمع الدولي لم يعترف بعد بمحنة الشعب البلوشي، حيث تبنى قضية مجتمع الايغور المضطهد في الصين. ومع ذلك تبذل مجموعات بلوشية، مثل لجنة بلوش ياكجهتي، جهودا كبيرة لتسليط الضوء على، الإبادة الجماعية، المستمرة للشعب في بلوشستان، وعلى الرغم من عدم تغطيتها إعلاميا في باكستان، فإن نشطاء في حقوق الانسان ومنظمات مجتمع مدني في المقاطعة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة وضعهم مع العالم.
ونتيجة لذلك تلقى ناشطون بلوش بعض الاعتراف الدولي بجهودهم. ومع ذلك لم يعد بإمكان العالم ان يتجاهل الفضائع المستمرة ضد السكان البلوش في باكستان ويجب ان يتوصل بشكل عاجل الى اجماع بشأن هذه القضية. وقال الناشط مهرانج بلوش "ببساطة لا يمكن للشعب البلوشي ان يعيش بحرية في وطنه. نضال بلوشستان من اجل الحكم الذاتي منذ ان استولت باكستان على المقاطعة بالقوة في عام 1948. ونتيجة لذلك شهدت المقاطعة انتفاضتها الأولى والتي استمرت حتى العام 1958. وعلى مدى العقود الثلاثة التالية، ثارت بلوشستان في ثلاث انتفاضات إضافية، من عام 1958 الى عام 1959، ومن عام 1963 الى عام 1967 ومن عام 1972 الى عام 1977. وكانت هذه الانتفاضات ردا على تدخل اسلام آباد في الحكم الذاتي لبلوشستان.
ولكن الحدث الأكثر أهمية الذي حفز الانفصالية البلوشية كان مقتل الزعيم البلوشي المخضرم أكبر خان بوجتي في عام 2006 أثناء عملية عسكرية. واستمرت الحكومات المتعاقبة في باكستان في تنفيذ حملات العسكرة والمضايقة وسياسة عدم التسامح وتكتيكات القتل والقمع التي سنها نظام الجنرال برويز مشرف. ولزيادة تعقيد الأمور في بلوشستان دخلت الصين وباكستان في صفقة لتطوير منطقة جوادر الى ميناء بحري عميق المياه، وجزء أساسي من مبادرة الحزام والطريق مثير للانقسام. وكانت مدينة جوادر الساحلية مركزا للحركة. أغلقت السلطات الطرق المؤدية الى جوادر وعلقت خدمات الانترنيت والهاتف المحمول في جوادر وحولها. مما جعل من الصعب عمدا مشاركة التحديثات في الوقت الفعلي. واستخدمت في النهاية القوة الشديدة لإنهاء الاحتجاج. وخوفا من اقبال مماثل في تجمع 25 كانون الثاني، بدأت السلطات الباكستانية بالفعل في فرض سلسلة من القيود.
وفي 18 كانون الثاني تم القاء القبض على أكثر من 20 ناشطا وعاملا في جمعية بلوش ياكجهتي وذلك عندما أطلقت قوات شركة كراتشي حملة قمع عنيف واعتقلت الذي حضروا المسيرة السلمية، وكان أكثرهم من النساء. وتم اعتقال أفراد الجمعية على نحو غير قانوني من قبل الشرطة. وأشارت التقارير الى ان الناشطة، سامي دين، قد تعرضت لمضايقة من الشرطة خلال اعتقالها وحتى انها نجت من محاولة اغتيال. ونشرت جمعية، ماهرانج، بيانا على شريط فيديو تستنكر فيه أفعال الشرطة العنيفة واتهمتهم بانتهاك كرامة البلوش وعفتهم بمد أيديهم الى حجابات النساء البلوش. واستنكرت منظمة العفو الدولية أيضا اعمال القمع هذه أثناء الاحتجاجات السلمية. وبينما تستمر اعمال القمع هذه ضد أهالي البلوش فان المجتمع الدولي بقي صامتا لحد الان. وعلى الأمم المتحدة ان تخضع إسلام آباد للمساءلة على هذه الأفعال ضد أهالي بلوشستان في وقت أصبحت فيه باكستان عضوا مؤقتا في مجلس الامن على مدى السنتين القادمتين.