TOP

جريدة المدى > عام > فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

نشر في: 30 يناير, 2025: 12:46 ص

ترجمة: عدوية الهلالي
يعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان عام 1982،ويتناول فيلم (الجدار الرابع) قصة جورج (لوران لافيت)، وهو رجل فرنسي يعمل في المسرح ويذهب إلى بيروت بناء على وعد قطعه لصديق قديم مريض، من أجل تقديم مسرحية أنتيجون لجان أنوي،ويقدم المخرج ديفيد أولهوفن أداءً أفضل من جيد، ولا شك أنه يسترشد بخبرة وذكريات المؤلف الذي شهد تلك السنوات الرهيبة في الشرق الأوسط عندما كان يعمل في صحيفة ليبيراسيون،كما كان اختيار الممثلين،فعالاً حقًا والمشاهد رائعة ولا ينبغي تفويتها، وخاصة وصول البطل إلى مخيم شاتيلا سيئ السمعة للاجئين.
تدور أحداث الفيلم في بيروت في ثمانينيات القرن العشرين، حيث يصل المخرج الطوباوي جورج في منتصف الحرب لتقديم مسرحية انتيغون للمخرج جان أنوي، في بلد لا يعرفه. وبالنسبة للصحافي والروائي سورج شالاندون، نجح الفيلم في القيام بما فشل بطل هذه الرواية في القيام به في الواقع، ففي حين أن "جورج لم يكن قادرًا على تقديم هذه المسرحية، فقد نجح ديفيد أولهوفن في صنع هذا الفيلم من خلال اختيار ممثلين من كل الطوائف والأديان.
والفيلم هو مزيج من الخيال والواقع وتم تصويره في عام 2022، أي "قبل أن تبدأ الحرب مرة أخرى"، كما يذكر المخرج ديفيد أولهوفن. ويقول: "إن التصوير في لبنان يعطي هذا المزيج من الحاضر والماضي" إذ فضل المخرج التصوير في البلد الذي تدور فيه أحداث الرواية.كما يقول: "شعرت على الفور أن الفيلم يدور أيضًا حول الفجوة بين الوهم والواقع. لذا كان من المهم جدًا بالنسبة لي أن ألتقط هذا الواقع اللبناني، وأن ألتقط صورًا لبيروت".
ومثل المؤلف سورج شالاندون عندما كان مراسلاً كبيراً في بيروت، شهد جورج أيضاً مذبحة صبرا وشاتيلا في عام 1982. "عندما يتعين عليك تصوير مذبحة في فيلم، فمن الأفضل تصوير الرعب على وجه شخص ما، أكثر من الرعب نفسه". وقد أيد المؤلف سورج شالاندون ذلك بقوله "لقد عشت ذلك في الفيلم تمامًا كما عشته في الحياة الواقعية" في حوار أجراه معه موقع فرانس انفو وجاء فيه:
كيف شعرت عندما شاهدت الفيلم لأول مرة؟

  • بكيت لأنني عدت إلى بيروت وإلى صبرا وشاتيلا. لقد بكيت لأن رغبتي منذ البداية، منذ أن أردت أن أكتب هذا الكتاب، كانت أن أرى هذه المرأة الشابة التي رأيتها ميتة ومغتصبة تنهض من جديد.لا أستطيع إخراج هذه الصورة من رأسي. وفجأة، على الشاشة، أصبحت على قيد الحياة. تغني، ترقص،وتنشد قصائد محمود درويش.
    ما هو الدور الذي لعبته في صنع الفيلم؟
    -لاشيء، وإذا طلب مني المشاركة في صنع الفيلم، فالجواب هو لا. إنها مسألة مبدأ. إنها ليست وظيفتي، أنا لست كاتب سيناريو، أنا لست رسام كاريكاتير. لقد صنعت كتابا فحسب.
    كيف كان شعورك عندما يلعب لوران لافيت دور جورج، هذه الشخصية التي هي نسخة طبق الأصل منك؟
  • انا احبه كثيرا. وأعجبني كثيرًا لأنه لا يشبهني. هذا لا يعني أن هناك شيئًا مفقودًا من الفيلم، لكن هناك شيئًا مختلفًا.لقد نجح المخرج ديفيد أولهوفن في تحويل شخصية جورج، الذي لعب دوره لوران، إلى شخصية أقل إفراطًا وأقل عدوانية مني. وهذا يناسبني تمامًا.لقد شاهدت الفيلم عدة مرات. من النادر أن تشاهد فيلمًا عدة مرات وتنتظر المشاهد التالية دون أن تنظر إلى ساعتك. وفي كل مرة أقول لنفسي أنني كنت أتمنى أن أكون مثله في الحياة.
    بالضبط، ما الذي تشعر به كمؤلف عندما ترى ما كتبته وتخيلته يتحقق على الشاشة الكبيرة؟
  • لم أحلم بصبرا وشاتيلا، بل عشتها. ولكن في الفيلم، لا أزال أرى ذلك. هذا الفيلم سمح لي فعلاً بالعودة إلى بيروت، سمح لي بالعودة إلى صبرا وشاتيلا. الآثار هي الآثار، والمسرح هو المسرح. هذا بالضبط ما كان في ذهني.أنا لم أخترع بيروت، بل نسختها والفيلم يفعل الشيء نفسه، أي أننا نتحدث عن نفس الآثار، نتحدث عن نفس صبرا وشاتيلا.لم أكن أعتقد أن المخرج قادر على إعادة خلق كل ذلك،الحقيقة الكاملة. لقد كنت أتمنى ذلك، لقد حلمت به، ولكنني لم أكن أعتقد أنه كان ممكنا. يتوقف الزمن، وفجأة يسود الصمت. فيُروى الأمر كما رويته، ويُعرض كما رأيته، ويُعاش كما عشته.
    يأتي الفيلم في وقت تجدد الحرب في لبنان، ما رأيكم؟
  • لم أكن لأتمكن من كتابة هذا الكتاب على الفور. كنت بحاجة إلى السلام لأكتب ضجيج الحرب. لقد تمكنت من كتابة هذا الكتاب بطريقة هادئة، مع ذكرياتي. لقد قمت بإعادة صوت الانفجارات في رأسي. تذكرت قذائف الهاون، والقصف الإسرائيلي، والطائرات في السماء، في مكتب هادئ. لذلك، لا أستطيع أن أكتب هذا الكتاب اليوم، ولا أريد أن أفعل ذلك، لأنه مثير للاشمئزاز. أنا صحفي أيضًا، لذلك لن أتناول الخميساث الجارية في رواياتي.
    هل نجح الفيلم في فعل ما لم يستطع جورج فعله؟
  • نعم، كان علينا الانتظار لفترة قصيرة وأخيرا حدث ذلك. تم جلب ممثلين من كافة المعسكرات للمشاركة في مشروع في بيروت نفسها. لم يصنعوا مسرحية، بل صنعوا فيلمًا، هذا كل شيء. وهذا هو السبب أيضًا الذي جعلني أبكي عندما رأيت الفيلم، لأننا نجحنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram