سوزان طاهر
في ظل تراجع الحركة الاقتصادية، نتيجة الأزمة المالية في الإقليم وتأثر الأسواق بشكل كبير، أدى سقوط الثلوج إلى انتعاش السياحة بشكل لافت داخل الإقليم خلال الأيام الماضية.
وشهدت مدن إقليم كردستان تساقطاً كبيراً للثلوج أدى لتحويل جبالها إلى واحة بيضاء، تستقطب الآلاف من العوائل العراقية القادمة من محافظات وسط وجنوبي العراق.
وتشهد أسواق الإقليم تراجعاً في الحركة التجارية، نتيجة الأزمة المالية المتمثلة بتأخر صرف رواتب الموظفين، وذلك بسبب عدم الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على صيغة مناسبة لصرف الرواتب بشكل منتظم.
أعداد السياح
وبحسب المعلومات والإحصائيات غير الرسمية فإن أكثر من 100 ألف سائح دخلوا إلى مدن إقليم كردستان خلال الأيام الماضية، والتي شهدت تساقطاً للثلوج، بالتزامن مع عطلة نصف السنة، لطلبة المدارس والجامعات.
ويقول المتحدث باسم هيئة السياحة في الإقليم إبراهيم مجيد، إن إقليم كردستان يمتلك كل المقومات التي تساعده على إنعاش القطاع السياحي.
ويضيف في حديثه لـ(المدى) أن "هيئة السياحة قدمت كل التسهيلات الأمنية والإدارية لغرض زيادة أعداد السياح، ولدينا خطة واسعة تنعش قطاع السياحة، وتجعله يساهم مساهمة فاعلة في إثراء موازنة الإقليم".
وأشار إلى أن "الدعم الحكومي متوفر، وبدأنا خطة إعلامية، لغرض زيادة الأعداد في الفترة المقبلة، والسياحة الثلجية شهدت انتعاشاً خلال العام الحالي، ونتوقع استمرارها حتى نهاية شهر شباط".
من جانب آخر أبدى عدد من المواطنين وأصحاب المحلات في إقليم كردستان فرحتهم بانتعاش السياحة، رغم أن ذلك يأتي بصورة مؤقتة، مرهونة باستمرار سقوط الثلوج.
باوان جمال وهو صاحب محل لبيع الحلويات والمكسرات في السليمانية يقول إنه، خلال الأشهر الماضية تعرضت الأسواق في السليمانية وعموم الإقليم إلى شلل شبه تام، نتيجة الأزمة المالية.
وبين في حديثه لـ(المدى) أن "أغلب الأسواق تعتمد على السائحين، كون السائح يصرف أموالاً كثيرة، ويشتري كميات كبيرة، بعكس المواطن من أبناء الإقليم، الذي يعاني من أزمة مالية".
وأضاف أن "سقوط الثلوج بكميات كبيرة في الإقليم، بالتزامن مع عطلة نصف السنة في المحافظات العراقية، أدى لدخول أعداد كبيرة من السائحين، وهؤلاء أنعشوا الأسواق، ولو بصورة مؤقتة، ولهذا بعنا كميات كبيرة من الحلويات خلال الأيام الماضية".
لاوان خليل، وهو صاحب فندق في أربيل يؤكد أن، حركة السياح في العادة، تبدأ في نهاية آذار، وبداية نيسان، ولكنها شهدت انتعاشاً مؤقتاً، بفضل تساقط الثلوج بكميات كبيرة على الجبال القريبة من المدينة.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أن "الفنادق أصبحت شبه عاطلة عن العمل، نتيجة عدم وجود السياح، ولكنها انتعشت مؤخراً، وزادت الحركة بشكل ملحوظ، رغم أن هذه الزيادة مؤقتة، بسبب أنها مرهونة باستمرار تساقط الثلوج، ولوجود في المدارس والجامعات، وهذا يؤثر على الحركة".
وتحول إقليم كردستان خلال السنوات القليلة الماضية، من منطقة سياحية محلية، يقتصر على السياح من داخل الإقليم، إلى قبلة يقصدها السياح من الوسط والجنوب وكذلك من خارج العراق، وحتى الأجانب من الدول المجاورة.