ترجمة:عمار كاظم محمدالباعة في الكاظمية يبيعون عادة كل انواع ملابس النساء. من العباءات السوداء التي تشبه الستارة الى بقية انواع الملابس التي ترتديها السافرات، لكن في احدى الاماسي ارشد حميد ابراهيم عائلته الى نوع مختلف من عروض الملابس. على منصة ترتفع بين محلين كان هناك اربع عارضات بلاستيكية "مانيكانات" بملابس غربية واختفت شعورهن الشقراء تحت الوشاحات الملونة وهي تقف وسط وهج قماش الكريب المضاء بالانوار الملونة التي تحيط بها وعلى احدى الجوانب كانت هناك لافتة تظهر حرمة الرغبة الذكرية وخلف العارضات البلاستكية كانت عبارة تقول "من ملأ عينه من حرام ملأها الله يوم القيامة من النار الا ان يتوب ويرجع".
بالنسبة لابراهيم كان ذلك الحديث رسالة تحتاج اليها زوجته وابنته وكل النساء العراقيات قائلا "لقد جلبتهم الى هذا المكان لكي يروا هذا". منذ سقوط نظام صدام عام 2003 كانت ملابس النساء تمثل مقياسا ليس فقط للأزياء ولكن للصعود الحالي للقيم الدينية في مجتمع كان علمانيا في يوم ما، على هذا الطريق العام المزدحم ما يدعى معركة العباءة بين العلمانيين وقوانين الشريعة حيث تدور وجهات نظر ساخنة بين الطرفين، وبينما الثورة في العالم العربي تكتسح شوارع القاهرة فان اقل صراع هنا سيتمثل بالقوة دون الحاجة الى الاستعجال. الملابس على العارضات البلاستيكية كانت عفيفة بالمعايير الامريكية والاوربية فقد كانت الاكمام والحواشي طويلة والقلادات عالية او مغطاة بالوشاح لكن الرسالة كانت شديدة اللهجة "الرجال الذين ينظرون الى النساء في تلك الملابس يصبحون وحوشا شرهة والنساء اللواتي يرتدين اشياء كهذه سيحترقن بالنار الابدية" لقد كان لرجال الدين نجاح جزئي بفرض الاعراف وقد اغلق مجلس محافظة بغداد العديد من محال المشروبات الكحولية لمدة 40 يوما لكن وزير التعليم العالي رفض دعوات رجال الدين بفصل النساء عن الرجال في الحرم الجامعي.النساء اللواتي يرتدين الحجاب والعباءة تسود الان في العاصمة لكنهن ايضا يتحركن خلال اخريات يرتدين بناطيل الجينز والتنورات الضيقة التي تشاهد في المسلسلات التركية التي اكتسحت العراق. تقول الدكتورة ندى عبد المجيد الانصاري عميدة كلية العلوم للبنات في جامعة بغداد والتي نظمت حلقة نقاشية حول اللباس المناسب للنساء "ان الاحزاب الدينية هي على قمة السلطة وان عقودا من الحروب والعقوبات جعلت العراق اكثر تدينا كما ان نهاية فترة نظام صدام خلقت حماسة دينية خصوصا بين اولئك الذين منعهم النظام السابق من ممارسة طقوسهم واعتقد ان كل شيء سيستقر بمرور الوقت، لكن ليس هذه الايام"، مضيفة انه "ليس هناك تحرك لفرض رسمي للقانون الاسلامي فلا احد يستطيع اجبار اي شخص على لبس الحجاب". وكما في ثقافة الحرب الامريكية فان كلا طرفي المعركة بين العباءة والحجاب يقولان انهما خاسران.عن:هيرالد تربيون
الصراع بشأن الحريات يبدأ من محال الملابس النسائية
نشر في: 9 فبراير, 2011: 08:29 م