 بغداد/ اياس حسام الساموككشف خبير في شؤون التنظيمات الارهابية ان قيادات للقاعدة عملت، خلال فترة تواجدها في السجون الامريكية الى صناعة قيادات جديدة من المعتقلين.وياتي ذلك في وقت تباينت أراء مختصين وسياسيين عراقيين حول تصريحات وزارة العدل تسلمها كافة المعتقلين من الامريكان قبل نهاية العام الجاري,
الخبير في شؤون الجماعات الارهابية الملا ناظم الجبوري اشار في اتصال هاتفي مع "المدى" الى ان وجود قيادات تنظيم القاعدة داخل السجون الامريكية ساهم وبشكل كبير ، عبر لقاءات مع متهمين بالانتماء الى القاعدة، في صناعة قيادات خطرة جديدة تعمل وفق افكار التنظيم.وعلى ما يقول الملا ناظم ان اغلب المعتقلين في السجون الامريكية هم نزلاء في سجن كروبر وكان الجبوري قد التقى بهم في منتصف سنة 2006 عندما كان معتقلا فيه، واصفا اياهم بالخطرين جدا، متابعا ان من بين هذه القيادات، ابو طلحة الموصلي، وابو طلحة الجبوري، مهدي السفاح، ابو عمر الكردي، ابو ايوب الافغاني الملقب بكاكا كاميران مؤسس جماعة انصار الاسلام، فضلا عن عدد من المعتقلين السعوديين ممن يحملون الايدلوجيات الخطرة للقاعدة مما يجعل الامر في غاية الصعوبة ويمثل حجر عثرة في طريق الحكومة العراقية الوليدة.وعن تسليم كافة المعتقلين الى الجانب العراقي يقول الجبوري  وهو قيادي سابق في دولة العراق الاسلامية  ان الحكومة تواجه عدة تحديات في المرحلة القادمة من بينها محاولة بعض الاطراف اخراج القيادات الخطرة من المعتقل عن طريق الرشوة، فضلا عن ان بعض هذه القيادات لا توجد عليها دعاوى قضائية وهم معتقلون منذ سنوات طويلة ويديرون العمليات الارهابية من خلف القضبان عن طريق المفرج عنهم، الامر الذي قد يطلق سراحهم من قبل القضاء العراقي لعدم كفاية الادلة ضدهم، فهؤلاء مجرمون خطرون رغم قيامهم بعمليات نوعية ارهابية الا انهم لم يتركوا وراءهم ما يقوم على ادانتهم، وهم لا يزالون يحملون العقليات الخطرة.وشدد الجبوري على ان الحكومة امام اختبار صعب للغاية، خصوصا وان الوزراء الامنيين لم يتم اختيارهم حتى اللحظة، فضلا عن وجود اذرع لتنظيم القاعدة داخل المؤسسة الامنية وبالتالي على الحكومة ان تتعامل بمهنية مع هذا الحال الصعب، موضحا ان اي تهاون سيكلف الكثير.من جانبه اكد مستشار الصحوات ابو عزام التميمي ان امكانية التحفظ على القيادات الخطرة في التنظيمات الارهابية امر تستطيع الحكومة العراقية معالجته .التميمي قال في تصريح لـ"المدى" ان القوات الامنية باتت في درجة من المهنية والقدرة التي تمكنها من حماية جميع المعتقلين ومنعهم من الهروب، مقللا من أهمية حالات الهروب التي حدثت في المرحلة السابقة، موضحا ان هذه السجون التي هرب منها المعتقلون ليست بدرجة عالية من الأهمية، مشددا على ان المعتقلات وسجون الاصلاح منضبطة والى حد كبير من جميع النواحي الامنية منها والخدمية حيث يوجد فيها الطعام الكافي والمعاملة الحسنة.بيد ان امير عشائر الدليم علي حاتم السليمان كان اكثر تشاؤما عند سماعه هذه الأنباء، متوقعا في الوقت نفسه ان تقوم بعض الاطراف بتهريبهم خارج العراق.السليمان وهو احد قادة الصحوة في الانبار اوضح لـ"المدى" امس، ان عملية نقل السجناء هذه من الجانب الامريكي الى الجانب العراقي ستكون الخطوة الاولى من اجل مساومة من هم داخل القوات العراقية، من اجل تهريب المعتقلين الخطرين مقابل مبلغ من المال، مشددا على ان عدد المعتقلين الخطرين كان يفوق الـ 3000 معتقل اغلبهم ممن ينتمون الى ما يسمى بدولة العراق الاسلامية وفيلق القدس، الا ان هذا العدد تقلص في الفترة الاخيرة ووصل الى 200 فقط.وتابع السليمان ان من يهرب خارج العراق يستبدل بشخص بريء وهو ما حصل في الانبار في الفترة الاخيرة، مبينا ان هنالك قيادات للقاعدة تهرب وتقوم القوات الامنية باعتقال الابرياء بدلا عنهم، منوها الى ان حالات الهروب تكررت في الرمادي لعدة مرات كحالة هروب المعتقلين في سجن الفرسان قبل ستة اشهر، والتي تكررت قبل اسبوعين، مشددا على ضرورة اعدام هذه القيادات كونها متهمة بقتل العراقيين.وبدوره وصف المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي اجراء الحكومة هذا بالخطر جدا ويحتاج الى مراجعة لاكثر من مرة كي تستطيع الوصول الى الحل السليم.وشدد الصميدعي في اتصال هاتفي مع "المدى" على ضرورة ان تشوب عملية تسليم المعتقلين هذه بالحيطة والحذر، فضلا عن تشكيل لجان برلمانية لمتابعة كيفية التعامل معهم، وتوفير المناخ المناسب لهم، حتى لا يكونوا عرضة لانتهاكات حقوق الانسان وان كانوا متهمين بجرائم قتل وتهجير الا ان هذا لا يعني ان يتم تعذيبهم، مؤكدا على قدرة الجانب العراقي في منع هؤلاء المعتقلين من الهروب، مستدركا في الوقت نفسه بالقول ان هنالك خلايا لدى الجماعات الارهابية في القوات الامنية قد يستفاد منها في تهريبهم.وكان وزير العدل اكد ان المعتقلين المتبقين لدى الجانب الاميركي سيتم تسليمهم الى وزارة العدل نهاية العام الجاري قبل انسحاب القوات الاميركية من العراق.وقال الشمري في تصريحات صحفية ان وزارة العدل العراقية اتفقت مع القوات الاميركية في العراق على تسليم جميع المعتقلين المتبقين لديها