TOP

جريدة المدى > سياسية > أسوشييتدبرس: مسؤولون يستبعدون انسحاب أميركي من العراق هذا العام

أسوشييتدبرس: مسؤولون يستبعدون انسحاب أميركي من العراق هذا العام

 مخاوف من عودة داعش بعد تغيير النظام في سوريا

نشر في: 2 فبراير, 2025: 12:47 ص

 ترجمة / حامد أحمد

نقلت وكالة اسوشييتدبرس الأميركية عن مسؤولين عراقيين واميركيين قولهم إن سقوط نظام الأسد في سوريا دفع بجهات سياسية وحزبية في العراق الى إعادة النظر بموضوع انسحاب القوات الأميركية خشية استغلال تنظيم داعش الفراغ الذي سيخلفه هذا الانسحاب وعودة تهديداته من جديد، مستبعدين انسحاب القوات التدريجي من البلاد هذا العام الذي من المفترض ان يبدأ حسب الاتفاق في أيلول المقبل.

وكان كل من العراق والولايات المتحدة قد أعلنا العالم الماضي عن الاستعداد لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة في العراق وذلك بحلول شهر أيلول عام 2025، وذلك بمغادرة القوات الأميركية من بعض القواعد التي تمركزت فيها على مدى عقدين من التواجد العسكري في البلد.
وكانت أطراف سياسية وفصائل مسلحة مدعومة من إيران من بين أكثر الأصوات الداعية لانسحاب أميركي من العراق خصوصا بعد احداث 7 أكتوبر تشرين الأول عام 2023 والقصف والغزو البري الإسرائيلي الذي وقع بعد ذلك على قطاع غزة. وفي العراق، كما هو الحال مع اغلب البلدان العربية، فان دعما أميركيا لإسرائيل في حرب تسببت بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتهجير كل سكان غزة تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون شخص، كان أمرا غير مقبول شعبيا.
وعندما تم التوصل لاتفاق انهاء مهمة التحالف في العراق قال زعماء سياسيون عراقيون بان تهديدات داعش هي تحت السيطرة حيث لم تعد هناك حاجة لمساعدة واشنطن لملاحقة ما تبقى من فلول التنظيم. ولكن سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي جراء هجوم مباغت قادته مجاميع معارضة سنية جعلت البعض يعيد تقييم ذلك الموقف، بضمنهم أطراف سياسية شيعية من تحالف الإطار التنسيقي الذي شكل حكومة رئيس وزراء الحالي، محمد شياع السوداني، في أواخر عام 2022.
ويذكر التقرير بان سقوط الأسد أضعف يد ونفوذ طهران في المنطقة وتخليها عن المجاميع التي تدعمها في العراق. وهناك كثيرون في العراق أيضا يخشون من احتمالية استغلال داعش للفراغ الأمني وعودته من جديد في وقت ما يزال فيه القادة الجدد في سوريا يحاولون تدبير امورهم الإدارية في البلد وتشكيل جيش وطني. وقال أحد المسؤولين العراقيين طالبا عدم ذكر اسمه "اغلب قادة تحالف الإطار التنسيقي يفضلون بقاء القوات الاميركية في العراق ولا يرغبون ان تغادر القوات الاميركية العراق وذلك نتيجة لما حصل في سوريا. انهم يخشون من ان يستغل تنظيم داعش الفراغ الأمني في حال مغادرة الأميركان العراق ويتعرض الوضع لمخاطر".
عدة مسؤولين سياسيين وامنيين عراقيين أعطوا نفس التخمينات. وقال مسؤول رفيع في جهاز الامن الوطني العراقي انه خلال لقاء مع الحكومة العراقية عرض جهازه تقييما بانه "ليس من مصلحة العراق في الوقت الحاضر ان يطلب انسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف في البلد".
وأضاف قائلا "الأصوات العالية التي كانت تتحدث سابقا عن انسحاب القوات الأميركية من العراق قد خفت الان على نحو كبير. أتوقع انه لن يكون هناك انسحاب للأميركان هذه العام".
مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، طلب عدم ذكر اسمه أيضا، قال انه منذ سقوط نظام الأسد في سوريا، طلب مسؤولون في الحكومة العراقية على نحو غير رسمي تأجيل موعد انسحاب القوات الأميركية وانهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، مشيرا الى ان العراقيين متخوفين من ان تنظيم داعش قد يستغل الفوضى التي أعقبت سقوط الأسد ليعود من جديد خصوصا بعد مصادرته لكميات ضخمة من الأسلحة تخلى عنها الجيش السوري السابق.
ويضيف المسؤول الاميركي قائلا "لا يمكن لداعش تحقيق عودة وشيكة الان، ولكنه قد يستطيع ذلك بالتأكيد".
وتذكر الاسوشييتدبرس بان الحكومة العراقية لم تدل بأي تصريح بخصوص إمكانية تمديد مهمة التحالف الدولي في البلد. ولكن المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، قال الجمعة إن "الأطر الزمنية التي تم التوصل اليها بين العراق والتحالف الدولي لم تتغير" وان لقاءات بين مسؤولين من العراق والتحالف الدولي ما تزال جارية.
وتسعى الحكومة العراقية الى الحفاظ على علاقة متوازنة ما بين الجارة إيران وعلاقتها من الولايات المتحدة. وكانت تشكيلات الحشد الشعبي، التي تضم فصائل مسلحة نفذت هجمات ضد قوات أميركية في البلد، قد قاتلت في العام 2014 جنبا الى جنب مع الولايات المتحدة ضد عدو مشترك متمثل بتنظيم داعش الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق في حينها.
ريناد منصور، باحث ومحلل سياسي من معهد تجاثام هاوس للدراسات في لندن، قال انه "في الوقت الذي لم يكن في حينه تنسيق بين القوات الأميركية وقوات الحشد، فانهم في الواقع كانوا يخوضون نفس الحرب ضد نفس العدو".
واثناء الحرب في غزة، فان قسما من الفصائل المسلحة ضمن تشكيلات الحشد الشعبي، شنت هجمات بطائرات مسيرة على قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا. ولكنها لم تطلق أية هجمات أخرى منذ سقوط الأسد.
وأضاف الباحث منصور قائلا "لو كان سبب الدعوة لسحب القوات الأميركية وقوات التحالف من العراق بان الحرب ضد داعش قد انتهت وان المنطقة مستقرة، فان هذا المبرر قد تغير عقب تغير النظام في سوريا. وان تهديدات داعش وفق وضع سوريا الهش وغير المستقر للسنوات القليلة القادمة، سيبقى تهديدا قائما بالنسبة لموقف الحكومة العراقية".
عن أسوشييتدبرس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

(المدى) تكشف تفاصيل
سياسية

(المدى) تكشف تفاصيل "التسوية" مع الفصائل.. العين على رئاسة الحشد!

بغداد/ تميم الحسن تستعد فصائل عراقية مسلحة لديها أجنحة سياسية لـ"سيناريو التسوية" إذا نفذ ترامب (الرئيس الأمريكي) تهديداته.ويتوقع أن يوجه دونالد ترامب عقوبات اقتصادية وربما عسكرية ضد "الفصائل" بسبب ارتباطها بإيران.ولمواجهة هذه الفرضية، تنخرط...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram