TOP

جريدة المدى > سياسية > من وراء الاستهداف الجديد لـ"كورمور"؟ صراع فصائل لضمان بقاء الغاز الإيراني

من وراء الاستهداف الجديد لـ"كورمور"؟ صراع فصائل لضمان بقاء الغاز الإيراني

في آخر 4 سنوات: 9 هجمات على الحقل الغازي ولجنتا تحقيق واعتقال المنفذين

نشر في: 4 فبراير, 2025: 12:12 ص

الضربات المتكررة تأتي بعد كل تفاهم بين بغداد وكردستان

بغداد/ تميم الحسن


في توقيت قاتل، استُهدف حقل غاز كورمور شمالي العراق، حيث يستعد العراق لزيادة إنتاجه من الغاز لإنهاء الاعتماد على إيران.
وتزامن الحادث، الذي تقول السلطات الأمنية الكردية إنه نتج عن "طائرة مسيرة"، مع تفاهمات بين بغداد وإقليم كردستان.
والحقل، الذي تديره شركات خليجية، كان قد تعرض لعدة هجمات في السنوات الأربع الأخيرة، من بينها هجوم أوقع قتلى أجانب.
حددت المديرية العامة لمكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، الأحد، الجهة التي استهدفت حقل "كورمور" في مدينة السليمانية.
وذكرت في بيان صحفي أن "هجوماً انتحارياً بطائرة بدون طيار باتجاه حقل غاز كورمور، الواقع في منطقة جمجمال، حدث في تمام الساعة 07:05 مساء اليوم (الأحد)".
وأضاف البيان أن "الطائرة المسيرة جاءت من منطقة بشير، وتم تنفيذها من قبل ميليشيات خارجة عن القانون".
ومنطقة "بشير" هي قرية في محافظة كركوك المحاذية لإقليم كردستان، وتسيطر عليها فصائل كانت قبل وقت قريب في نزاع بين جناح عراقي وآخر تابع لإيران، بحسب تقارير غربية.
وأفاد البيان أن "الهجوم لم يسفر عن أي أضرار مادية أو بشرية، كون أن الحقل وشركة الغاز (الخليجية) محميان بالكامل".
وتملك مجموعة "بيرل" وشركة "دانة غاز" الإماراتية وشركة "نفط الهلال" التابعة لها حقوق استغلال حقل كورمور، فيما لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
في غضون ذلك، أوعز القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة أمنية فنية لمعرفة ملابسات ما وصفه بـ"حادث الحريق" في حقل كورمور بمحافظة السليمانية، وهي اللجنة الثانية في غضون أقل من عام.
وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان أن "القائد العام للقوات المسلحة تابع مجريات الحادث الذي وقع في الساعة 19:15 من اليوم الأحد في حقل كورمور داخل شركة دانة غاز في قضاء قادر كرم بمحافظة السليمانية، مما أدى إلى نشوب حريق بسيط بالقرب من خزان الوقود، ولم يؤثر عليه، دون وقوع خسائر بشرية أو مادية، ولم يؤثر أيضاً على عمل وإنتاج الحقل".
وأضافت أن "القائد العام أوعز بتشكيل لجنة أمنية فنية لمعرفة ملابسات الحادث"، لافتة إلى أن "قيادة العمليات المشتركة استمرت بالتواصل والتوجيه مع القيادات الميدانية لقطعات البيشمركة في السليمانية والقواطع المحاذية لها للوقوف بشكل كامل على حيثيات هذا الحادث".
وأكدت أن "أي محاولة لتخريب اقتصاد البلاد والإضرار بقوت الشعب ومصالحه هي محاولة تستهدف العراقيين جميعاً، وهذا الأمر لن تسمح به قواتنا الأمنية، وستعمل على متابعة جميع تفاصيل هذا الحادث، وهي قادرة على لجم كل المحاولات الرخيصة والقصاص من كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الاقتصادي للبلاد".
ويعدّ حقل كورمور أحد أكبر حقول الغاز في العراق وإقليم كردستان، حيث ينتج أكثر من 450 مليون قدم مكعب من الغاز و22 ألف برميل من النفط يومياً.
وتحدث مصدران في كركوك والسليمانية إلى (المدى) عن ظروف الحادث والجهات المتهمة بالهجوم.
الغاز الإيراني
ولحساسية الحادث، طلبت المصادر عدم الإشارة إلى هويتها، ورجحت أن "إيران تقف وراء الهجوم بسبب قرار العراق التخلي عن الغاز الإيراني خلال السنوات القادمة".
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن حكومته نجحت في إيقاف حرق الغاز المصاحب بنسبة 70‌%.
وكانت الحكومة قد حددت في 2023 ثلاث سنوات لإنهاء الاعتماد على الغاز الإيراني لمحطات الكهرباء.
ومنذ أكثر من شهرين، تقطع إيران إمدادات الغاز بالكامل عن العراق، مما تسبب في فقدان 5.5 غيغاواط من الطاقة الكهربائية الوطنية، والتي كان يفترض أن يكون القطع مؤقتاً لأغراض الصيانة لمدة 15 يوماً، بحسب وزارة الكهرباء العراقية.
وتصدر إيران نحو 50 مليون متر مكعب يومياً من الغاز إلى العراق في أوقات الذروة، وتوقفها يعني تعطل عمل نصف المحطات الغازية في البلاد.
ولا تستبعد المصادر أن الهجوم قد يكون بسبب "اتفاق مصالح" بين إيران وقطر، التي تنافس الشركات الإماراتية في سوق الغاز.
مشكلة الفصائل
وليس بعيداً عن إيران، تفيد المصادر أن المنفذين للهجوم ربما مرتبطون بإيران، في إشارة إلى الجماعات المسلحة في منطقة بشير التابعة لكركوك.
إحدى هذه المجاميع كانت قد حُلَّت من قبل هيئة الحشد الشعبي في تموز 2024، وتم دمجها مع قيادة عمليات محور الشمال، مع قيادة عمليات كركوك وشرق دجلة، وتشكيل قيادة جديدة تحت اسم "محور الشمال وشرق دجلة".
وجاء ذلك القرار حينها بسبب استهداف الحقل ذاته (كورمور) في نيسان 2024، وقيام قسم الأمن في "الحشد الشعبي" باعتقال 11 عنصراً مرتبطاً بـ"المحور الشمالي للحشد الشعبي"، قبل دمجه، بسبب توسع جناح إيراني هناك، بحسب مواقع غربية.
وفي نفس ذلك التاريخ، كان السوداني قد أعلن أثناء زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض لحضور منتدى اقتصادي عالمي، عن التوصل إلى خيوط لمنفذي هجوم حقل الغاز في كردستان.
وقبل مغادرة السوداني بغداد، كان قد أبلغ حلفاءه داخل ما يعرف بـ"ائتلاف إدارة الدولة"، الذي يضم القوى الكبيرة في البرلمان، بأن حكومته باتت قريبة من اعتقال مهاجمي حقل كورمور، بحسب بيان للائتلاف في نيسان 2024.
وأضاف البيان أن "الائتلاف شجب القصف الإجرامي الذي طال حقل كورمور، وأعلن رئيس الوزراء التوصل إلى خيوط تؤدي إلى المتورطين، وسيحالون إلى العدالة حال انتهاء التحقيق".
وكانت هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها جزء من التحقيقات حول الهجمات الغامضة على الحقل الذي تديره شركة إماراتية.
وفي مطلع العام الماضي، كان السوداني قد شكل لجنة تحقيق بهجوم صاروخي على الحقل، هو الثامن من نوعه في آخر 3 أعوام.
وقُتل في الهجوم ما قبل الأخير على الحقل 4 عمال يمنيين، فيما قيل إن هناك 3 مصابين آخرين.
واستخدم في الهجوم لأول مرة أسلوب الطائرات المسيرة، الذي بدأت آنذاك تعتمده الفصائل في الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، فيما نُفذت الهجمات الـ7 السابقة على الحقل بالصواريخ.
وأمس، نفى مسؤولون في محور الشمال وشرق دجلة وجود طائرة مسيرة، كما طالبوا بـ"دليل" على تلك الاتهامات، بحسب تصريحات أوردتها مواقع محلية.
تخريب التفاهمات
وجاء الهجوم الأخير على الحقل بعد ساعات فقط من التوصل إلى تفاهمات جديدة بين بغداد وإقليم كردستان بخصوص استئناف ضخ النفط في الإقليم وحل رواتب الموظفين.
وقبل الحادث، كان قد صوّت مجلس النواب على مشروع قانون التعديل الأول لقانون الموازنة العامة الاتحادية للسنوات المالية 2023، 2024، 2025، رقم 13 لسنة 2023، في خطوة تتيح استئناف تصدير نفط إقليم كردستان.
وكان الهجوم الثامن، ما قبل الأخير، على حقل "كورمور" قد حدث أيضاً في وقت كانت فيه الحكومة تحاول "تصفير المشاكل" مع كردستان.
وقال وزير الخارجية الأسبق، هوشيار زيباري، عن الهجوم رقم (8)، إنه "استهدافٌ ممنهج لاقتصاد إقليم كردستان".
والحقل، الذي تبلغ مساحته 135 كيلومترًا مربعًا، تُقدَّر احتياطاته بـ 8 تريليونات و200 مليار قدم مكعب من الغاز.
وأشار زيباري وقتها في تغريدة على منصة "إكس" إلى أن تلك الهجمات تؤكّد مجددًا أن "سياسة الاسترضاء والمهادنة مع القوى الميليشياوية لا تجد نفعًا"، داعيًا إلى "وحدة الصف والموقف".
وأضاف أن إقليم كردستان "مستهدفٌ بغض النظر عن التحالفات البائسة للبعض".
وقبل نهاية عام 2022، تم استهداف الحقل بالصواريخ، ثم مرتين في عام 2023، وأعلن السوداني مطلع العام الحالي، كما في هذه المرة، التحقيق في الحوادث، ولم تُعرف النتائج حتى الآن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

من وراء الاستهداف الجديد لـ
سياسية

من وراء الاستهداف الجديد لـ"كورمور"؟ صراع فصائل لضمان بقاء الغاز الإيراني

الضربات المتكررة تأتي بعد كل تفاهم بين بغداد وكردستان بغداد/ تميم الحسن في توقيت قاتل، استُهدف حقل غاز كورمور شمالي العراق، حيث يستعد العراق لزيادة إنتاجه من الغاز لإنهاء الاعتماد على إيران.وتزامن الحادث، الذي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram