 الموصل / سيف الدين العبيدي

مطار الموصل الدولي، رغم أنه يُعد أصغر مطارات العراق حاليًّا بمساحة 12 ألف متر مربع، إلا أنه يمثل مردودًا اقتصاديًا جيدًا للمدينة، وسيكون جسر تواصل مع دول الجوار والعالم، خاصة أن أم الربيعين أصبحت محطة أنظار السائحين والمستثمرين سواء من داخل العراق أو خارجه.
ما حصل له لم يحصل لأي مطار في البلاد من دمار كامل، فقد أقدم التنظيم الإرهابي على تفجير المدرج لمنع هبوط طائرات القوات الأمنية خلال معارك التحرير، إلى جانب هدم جميع بنيته التحتية، والتي كانت متواضعة قياسًا بباقي المطارات.
لكن اليوم يُعاد إعماره بحلّة أفضل مما كان عليه، مع توسيع مدرجه وإضافات أخرى، منها منطقة خاصة لشحن البضائع، وسياج أمني، وتوسيع صالة المغادرة والاستقبال، وإنشاء صالة لرجال الأعمال، وجعل برج المراقبة بارتفاع 32 مترًا بعد أن كان لا يتجاوز 5 أمتار. كما تم تلافي الأخطاء التي حصلت في مطاري الناصرية وكركوك، منها ضمان وصول سيارات الإطفاء والإسعاف إلى المدرج خلال 3 دقائق فقط في حال حدوث أي طارئ.
عبد الوهاب سلطان، معاون محافظ نينوى لشؤون الإعمار، أوضح في حديثه لـ(المدى) أن المطار يُعاد إعماره من أرصدة نينوى المجمدة، وهو المطار الوحيد في العراق الذي يُبنى من ميزانية المحافظة بتكلفة 292 مليون دولار. وينفذ العمل 5 شركات تركية، اثنتان منها منفذتان (77 وتاف)، وثلاث شركات استشارية: الأولى "هارتز" المختصة بالأعمال الإنشائية، وشركة "كي كلوب" لأعمال الملاحة الجوية، وشركة "سيلكوم" المختصة بأعمال شركات الطيران المدني. وأضاف أن العمل يسير بصورة جيدة وفق مواصفات سلطتي الطيران العراقي والدولي، وقد وصلت نسبة الإنجاز إلى أكثر من 80%. وأشار إلى أن الافتتاح سيكون في 10 حزيران المقبل بحسب توجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وأكد أن أغلب أجهزة الملاحة وصلت إلى المطار، وقد تم تنصيب الرادار، وهو الحلقة الأهم مع اقتراب اكتمال برج المراقبة. وتعهد بإكمال الأعمال الإنشائية بنهاية آذار، وما تبقى هو نصب الأجهزة وإجراء الفحوصات. وأضاف أن المدرج تم توسعته، فقد كان بطول 2650 مترًا وأصبح الآن 3 كم لاستيعاب طائرات أكبر.
في الوقت ذاته، تحدث مدير مطار الموصل عمار البياتي لـ"المدى" عن الإضافات التي شهدها المطار، منها مباني للدفاع المدني، والتزود بالوقود، والمركز الصحي، وجامع للمصلين، وطرق داخلية، وبوابات جديدة. وأكد أن أجهزة الملاحة هي الأحدث على الإطلاق، وبعضها غير مستخدم في المطارات العراقية حاليًّا، مع إضافة برنامج دليل تشغيل المطار، وبرنامج دراسة أسطح العوائق الذي يلعب دورًا مهمًّا في تشغيل المطار. وأوضح البياتي أن قرار التعاقد مع شركات الطيران سيكون بعد الافتتاح، سواء كان بيد إدارة المطار التي أعدت برنامجًا كاملًا للتشغيل والتعاقد مع شركات الطيران، بدءًا بالناقل الوطني (الخطوط الجوية العراقية)، أو في حال تحول المطار إلى نظام استثمار تشغيلي، ستتولى شركة مختصة هذا الأمر. وأكد أن التأخير في الإنجاز كان بهدف تقديم نوعية عالية من البناء والتصميم. وأشار إلى أن سعة المطار ستكون 500 ألف مسافر سنويًّا كحد أقصى.
الأكاديمي والخبير المالي والاقتصادي الدكتور خالد حامد أوضح لـ"المدى" أن رغم تأخر إنجاز المطار، إلا أنه خطوة مهمة في تعزيز اقتصاد نينوى والعراق بشكل عام، وهو واجهة اقتصادية تليق بالمدينة لما سيوفره من تعزيز اقتصادي وتجاري وسياحي. ويتمنى أن يفتتح في موعده المحدد في 10 حزيران.