بغداد / المدى
جدد رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أمس الثلاثاء، دعوته الى الحكومة الاتحادية الى التعامل مع قوات البيشمركة كجزء من منظومة الدفاع العراقية، في حين حث الحزبين الرئيسيين في الإقليم الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني الى التعاون في مجال توحيد هذه القوات وابعادها عن التدخلات الحزبية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل المباشرة بمهام فرقة المشاة الثالثة والرابعة في قوات البيشمركة، والتي جرت مراسيمه بوزارة شؤون البيشمركة في العاصمة اربيل. وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني في كلمته، إن هاتين الفرقتين تشكلتا بعد صدور امر منّا في شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ونحن سعداء بهذه الخطوة التي تندرج ضمن عملية الإصلاح، وبرنامج توحيد قوات البيشمركة تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة. وأضاف أنه "بمباشرة الفريقين مهامهما نكون شهودا على خطوة جديدة، واهمية تلك المسيرة المتواصلة منذ عدة سنوات، وأن هذا المكسب ليس مكسبا تنظيميا وفعالا وحسب، بل دليل على إرادتنا الراسخة، ونتاج تلك التضحيات الكبيرة التي قدمها شعب كردستان والبيشمركة في عشرات العقود من الزمن". وقال رئيس الاقليم، إن "قوات البيشمركة ليست قوات قانونية وحسب، بل كانت رمزا للفداء والبطولة، وحامية لأمن كردستان، وجزءا مهما من هوية وطننا، ومنذ اليوم الأول من تأسيسها كانت قوات ثورية لشعب كردستان".
ومضى قائلا، إنه "عندما ظهر تنظيم داعش كتهديد عالمي، فإن قوات البيشمركة كانت في مقدمة صفوف تلك القوات التي واجهت تلك المخاطر والتهديدات"، مؤكدا أن "البيشمركة خاضت ببسالة حربا ضروسا الى جانب التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش واثبتت للعالم بأنها ليست قوات للدفاع عن كردستان، والحفاظ على التعايش السلمي لجميع المكونات فيها، بل هي درع حصين لحماية الانسانية جمعاء ازاء هذا التهديد المشترك، وقد تمكنت بالنهاية من كسر اسطورة داعش تحت قيادة الرئيس مسعود بارزاني".
وتابع الرئيس نيجيرفان بارزاني بالقول إن قوات البيشمركة اصبحت رمزا للشجاعة والبسالة في العالم، ومحل فخر لشعب كردستان، وباتت معروفة لدى بلدان العالم كافة كقوة مقاتلة لحماية الانسانية جمعاء. واشار الى أن هذه الخطوة بتشكيل الفرقتين لم تتحقق لولا مساندة ودعم التحالف الدولي من ناحية التدريب العسكري والمساندة اللوجستية، مردفا بالقول: نحن هنا نجدد شكر وتقدير كردستان العميق للدور الذي أداه أصدقاؤنا في التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة على دعمها لنا في العراق واقليم كردستان في أصعب الاوقات.
وشكر ايضا دول التحالف الدولي وعلى رأسها امريكا للدعم الذي تقدمه في إطار عملية اصلاح وتوحيد قوات البيشمركة، وجعلها قوات شفافة تحافظ على التعايش السلمي المشترك في اقليم كردستان.
وأكد نيجيرفان بارزاني أن "هدفنا الأكبر هو تشكيل قوات وطنية مشتركة تكون أكثر تطورا وتنظيما يمكنها الحفاظ على الوطن والدفاع عنه أمام اي خطر وتهديد يحيط به، وان تكون دائما على أهبة الاستعداد لحماية وأمن واستقرار إقليم كردستان تحت قيادة وزارة شؤون البيشمركة، وهذا يحتاج الى ارادتنا والعمل المشترك بعيدا عن اي خلاف او صراع يعرقل هذا المشروع الوطني". وشدد على أنه "يتعين أن تكون البيشمركة قوات وطنية بعيدة عن التدخلات الحزبية في شؤونها، وان تكون فقط وفقط لكردستان"، داعيا الحزبين الرئيسيين في كردستان الى التعاون في عملية اصلاح وتنظيم وتوحيد قوات البيشمركة، وان نجاح هذا المشروع واجب وطني يقع على عاتقنا جميعا، ويتعين معالجة أي مشكلة ضمن هذا المجال لتكون البيشمركة قوات وطنية تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة لتكون هناك قيادة، وسيطرة، ومركزية واحدة لها.
كما تعهد الرئيس نيجيرفان بارزاني، بالمضي في عملية اصلاح وتنظيم البيشمركة وجعلها قوات وطنية لتكون قوة ودرعا حصينا لكردستان امام اي تهديدات او مخاطر. وأكد على ضرورة التنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، داعيا الحكومة الاتحادية الى التعامل مع البيشمركة ضمن إطار الدستور والقانون، وأن تقوم بالواجبات المناطة بها إزاء البيشمركة كجزء من منظومة الدفاع العراقية.
وفي ختام كلمته طالب الرئيس نيجيرفان بارزاني الجهات السياسية في اقليم كردستان بالإسراع في الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة وافراح شعب كردستان، مؤكدا على ان تكون حكومة ملبية لتطلعات المواطنين.