TOP

جريدة المدى > محليات > ساوه.. البحيرة المنسية بعد ما كانت محمية ومنطقة سياحية!

ساوه.. البحيرة المنسية بعد ما كانت محمية ومنطقة سياحية!

نشر في: 6 فبراير, 2025: 12:02 ص

 السماوة / علي الحمداني

بحيرة ساوه هي بحيرة كبيرة تقع في محافظة المثنى، جنوبي العراق، كما كانت البحيرة محمية ومنطقة سياحية هامة في الماضي، ولكنها تعاني الان من التدهور البيئي والانخفاض في مستوى المياه، حيث ان هناك اسباب رئيسية ادت الى هذا التدهور واهمها، الجفاف والانخفاض في معدلات هطول الأمطار، كذلك الانخفاض في مستوى مياه الأنهار التي تغذي هذه البحيرة، كذلك الاستخدام المفرط للمياه في الزراعة والصناعة، واخيراً عدم وجود إدارة فعالة لحماية البحيرة، جميع هذه الاسباب جعلت البحيرة تعاني من انخفاض في عدد الأسماك والطيور المهاجرة لها.
يقول: المهندس احمد حرب شكبان، مدير السياحة في محافظة المثنى، في حديث لـ(المدى)، ان موضوع إنعاش بحيرة ساوه في محافظة المثنى التي تضم الكثير من الإمكانيات السياحية بما في ذلك الاثار والبحيرات الطبيعية، ومن اهم هذه البحيرات هي (بحيرة ساوه)، التي تمثل أحد أهم المعالم البارزة في محافظة المثنى بشكل خاص والعراق بشكل عام، حيث انها تقع في الهضبة الصحراوية بمساحة تقارب (5.5 كم) مربع وتبعد هذه البحيرة ما يقارب 35 كم عن مركز مدينة السماوة، كذلك ان المناطق القريبة منها هي قصبة المملحة والتي تبعد ما يقارب 2 كم متر عن البحيرة من جهة، ومن الجهة الأخرى نهر العطشان، وتحيط بيها مناطق زراعية من البساتين وغيرها، كما توجد بالقرب منها محمية غزال الريم العراقي وبالتالي تعتبر البحيرة بوابة البادية الجنوبية التي تفتح على صحارى البلدان المجاورة مثل المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، مما جعلها سابقاً محطة استراحة لخط الطيور المهاجرة والطيور المحلية الصغيرة.
ويضيف شكبان: ان اهم ما يميز هذه البحيرة والتي تعتبر اغرب بحيرة في العالم لان مياهها تكون باطنية تنفذ من خلال مجموعة من العيون والفواصل والصدوع من مكان المياه الجوفية وبالتالي تعتبر بحيرة مغلقة وليس لديها أي مصدر مائي لتغذيتها، كما ان طبيعة مياه البحيرة تحتوي على عدة املاح، حيث توجد العديد من الدراسات حول استخدام مياها في العلاجات الطبيعية لتخلصهم من عدة أمراض جلدية واهما الحساسية والحبوب الجلدية. ويوضح شكبان: ان اهمية استثمار المنتجع لمدينة السماوة سيكون بمثابة إنعاش للمحافظة، ويجب إقامة منتجع سياحي وفق المواصفات العالمية واستخدام مصادر الطاقة المتجددة ولعدة اسباب اهمها ان البحيرة تمتلك أهمية من الناحية التاريخية والبيئية والجيولوجيا، كما انها تقع وسط الصحراء ومياهها تعلو على مستوى سطح النهر بالإضافة الى مناخها الصحراوي مما يجعلها محط استقطاب ووجهة سياحية متميزة.
وفي هذ السياق يقول: المهندس يوسف سوادي جبار معاون محافظ المثنى لشؤون الزراعة والموارد المائية في تصريح خاص لـ(المدى) خلال السنوات الماضية بدأت عملية انحسار المياه في البحيرة، مما ادى جفافها بالكامل تقريباً، حيث لم تتبقى الا عين واحدة هي المغذي الوحيد لهذه البحيرة، كما انها لا تكاد تسمى بحيرة بسبب الجفاف الذي حصل بها.

اسباب الجفاف
يعزو جبار: الاسباب الذي ادت الى جفاف البحيرة، هي العامل الجغرافي او ما يسمى التغييرات المناخية الذي حصلت في العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص، حيث تعتبر محافظة المثنى من أكثر المحافظات التي تأثرت بالمناخ، كذلك عدم هطول الامطار لفترات طويلة، هذا من جانب الاسباب الطبيعية، اما بخصوص الاسباب البشرية ومن اهمها هو كثرة حفر الابار بالقرب من البحيرة، كذلك المشاريع الصناعية الموجودة الذي اثرت بشكل كبير على البحيرة من خلال سحب كميات كبيرة من المياه الجوفية المغذية اليها.
ويوضح جبار: ان البحيرة كانت محطة استراحة للطيور المهاجرة، كما انها كانت غنية بالتنوع البيولوجي، حيث كان يتواجد فيها نوعيات من الاسماك غير موجودة في اماكن اخرى مثل (الجاحظ والكمبوزيا)، هذه الصنفين من الاسماك انقرضت في الوقت الحاضر بسبب الاهمال، كما ان البحيرة حالياً لا يوجد فيها سوى بعض النباتات من القصب البردي والقليل من الطيور المحلية مثل النوارس والعصافير وغيرها. من جانبه يقول: الباحث في الشأن التاريخي، في محافظة المثنى سعد كاظم جاسم، في حديث لـ(المدى)، كانت السياحة في المثنى منذ عام (1976)، كما ان اول زيارة لهذه البحيرة هي سفرة طلابية من مدارس ابتدائية، وكان النضر الى الحيرة يسر الناضرين لوجود سياج ملحي ابيض يخرج عند خروج المياه من باطن البحيرة، كما ان كثرة الملوحة فيها لا تسمح للنباتات ان تنمو بداخلها، كذلك كان يوجد فيها فنادق وشقق سياحية في ابان عقد التسعينات، اما الان فقد انهملت جميع هذه الاماكن. وبحسب جاسم: كانت في الماضي هناك سفرات طلابية وعائلية تتوجه الى هذه البحيرة، لكن الاهمال من المؤسسات المختصة ادى الى انخفاض نسبة السياحة في هذه البحيرة الى (80%) وهذا تأثير سلبي على المحافظة بصورة عامة، حيث كان من بين هؤلاء السواح في هذه البيحرة من خارج العراق ودول اخرى، مثل الفلبين والصين وغيرها كما كان اغلب السواح هم علماء في عدة مجالات مثل البيولوجيين وعلماء متخصصين في علم الاثار وغيرهم من السواح. ويبين جاسم: يوجد بالقرب من البحيرة على مسافة اربعة كيلو (شط العطشان) وعلى الجهات المختصة انشاء دراسة بهذا الموضوع لتوصيل المياه لهذه البحيرة، كذلك الاهتمام بالمرافق السياحية وانشاء مدينة العاب وساحات رياضية ومنتزهات محيطة بها، من خلال هذه المرافق يمكن ان تصبح عامل جذب من جديد للسواح العرب والأجانب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن
محليات

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن

 صدور أوامر قبض واستخدام المداهمات الأمنية للقبض على ناشطين عبروا عن آرائهم في مواقع التواصل ذي قار / حسين العامل أعربت أوساط مجتمعية في ذي قار عن استهجانها من استخدام أسلوب المداهمات الأمنية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram