اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > البوستـــر السياسـي والخـامـس والعشريـن مـن ينايـر

البوستـــر السياسـي والخـامـس والعشريـن مـن ينايـر

نشر في: 11 فبراير, 2011: 05:31 م

علي النجار      مالمولم تعد وسائل تنفيذ البوستر السياسي في الزمن العولمي كما كانت قبله.  لقد تشعبت مراكز الإشعاع الفكري والسياسي لتمس كل شرائح الشعب عبر مسابر الانترنيت, واندس فضاء الفيس بوك والتويتر الافتراضي  في اعتم مسالك دهاليز مخططي الجرائم الإنسانية ومنها السياسية المحلية والخارجية,
 وفتحت مغاليق الملفات المستورة والمستترة وافتضح المستور أو المحجوب. سقط ابن علي التونسي وسقطت ومزقت الصور الجدارية المستوطنة جدران القاهرة وغيرها من مدن بر مصر, ولم يعد( أسانج ) لوحده من يكشف المستور الذي فاحت رائحته الكريهة.لا بد ومن اجل إن يكتمل للفعل التحريضي دوره الانقلابي أن تتوفر له أدوات تواصلية فاعلة. لا بد له أيضا من بصمة فارقة, علامة دالة مميزة, ولا يكتمل هذا الأمر لاي تجمع أو جمعية أو حزب سياسي أو حتى أي نشاط ثقافي, علمي, فني, رياضي, إلا برسم أو تصوير او تصميم لعلاماته الدالة المختزلة وبحدود تبيان وضوح أهدافها والتي ربما تتحول إلى نوعا من البوسترات الدعائية أو التحريضية. هذه العلامات الفارقة حالها حال كل منتج ثقافي فني تخضع في  تنفيذها إلى متغيرات وسائل تنفيذها ضمن مساحة الوسائط المستجدة والمتاحة.لقد اختلفت الآن هذه الوسائل عما قبل وباتت السطوة لأدوات الكومبيوتر أكثر مما لوسائل التنفيذ اليدوية السابقة. لقد وفرت برمجيات التصميم والتنفيذ الرقمية للكومبيوتر مع أرشيفها الصوري الهائل مساحة مفتوحة وفي متناول اليد لعمل كل ما يخطر ببال الفنان المنفذ, ولم يقتصر الأمر في هذا المجال على الفنان لوحده أيضا. وما رأيناه من صور إعلامية وبوسترات افتراضية للانتفاضة المصرية الأخيرة (الخامس والعشرين من يناير) مثال على ذلك, لقد عمت هذه الوسائط السريعة التنفيذ وباختزالية عالية في إبراز المشهد العام لأيام الانتفاضة وفرسانها الذين لم يعودا مجهولين.تشير البوسترات إلى أصل الحدث, وتتوزع مساحته نماذج واضحة تنضوي ضمنها العديد من الإشارات الصورية والنصوص والعلامات الدالة التي لا تتطلب جهدا لاكتشافها أو قراءتها. ومن خلال مسح بسيط لمعظم صور البوسترات وشعارات التجمعات والجماعات التي ثورت الشارع المصري من اجل مطالب التغيير على الانترنيت, فإننا نعثر على حوالي الستة نماذج تنضوي ضمن مساحتها الإعلانية الإعلامية الصورية. شعار حركة شباب السادس من ابريل المتمثل بحركة الكف المضمومة بقوة والتي تحيط بها دائرة حمراء سواء كانت خطية أو مساحة ملونة. حركة الكف المضمومة أو صورتها ليست جديدة كل الجدة, بل هي رافقت نشأت البوستر السياسي في وقت السلم والحرب, وهي تدل على قوة التصميم تارة وعلى التهديد بالحسم تارة أخرى. هي أيضا رمز للاحتجاج على المظالم ودعوة لاسترداد الحقوق بالقوة إذا اقتضى الأمر. لقد نفذ هذا الشعار (والبوستر الاحتجاجي في نفس الوقت) بالأسلوب الشعبي الكرافيتي, ذلك لكونه عمل احتجاجي شعبي, وثانيا لسهولة استنساخه على الوسائط ومنها الجدران. ولا ننسى بأن هذه الحركة تأسست على إثر إضراب عام لعمال غزل المحلة في السادس من ابريل لعام ألفين وثمانية, واعتقد بأن هذا الشعار اوالبوستر من حصيلة هذه الفعالية العمالية لذلك الوقت. وهو يتوافق وكل الحركات الاحتجاجية الجماهيرية ويحفز على ضم القبضات المشهرة  للأعلى.لقد أضيفت كلمات جديدة لهذا الملصق مثل (جمعة الغضب) و(25 يناير يوم  الانتفاضة المصرية), كما بالإمكان إضافة أية كلمات أو شعارات أخرى تنسجم والحدث إن لم يتم إضافتها فعلا.بوسترات حملت شعار (25 يناير) سواء بنص مكتوب بخط احمر عريض بالعربية أو بالانكليزية أو بنص مكتوب على العلم المصري أو العلمين التونسي والمصري وما في ذلك من دلالة واضحة لدور ثورة الياسمين التونسية بتفعيل الشارع المصري. واعتقد بان هذه البوسترات أيضا صنعت بعجالة وفرتها التقنية الرقمية ولكن بدون تعقيدات لمشهديه الصورة والتي من الممكن أن تتوفر لغالبية مستخدمي برنامج الفوتوشوب بأبسط أدواته. مع ذلك فهناك أيضا تقنيات عالية في تنفيذ  بعضها الآخر, من مثل البوستر الذي يوظف وجه شاب مصري ضمن مساحة ألوان العلم والذي دون عليه بالانكليزية( نعم نستطيع ذلك) والمعنى لا يخفى على اللبيب. أو البوستر الصوري الآخر الذي يشكل من العلم قلبا يضمه كفان متقاطعان يشكلان صورة القلب مضاعفة وتفترش هذه الاضمامة عشب الأرض كتعبير عن صلة العلم كوطن بالقلب الإنساني وحاضنه الجغرافي. وبالتأكيد فأية إشارة رمزية مضافة سوف تؤدي بثا تواصليا مكثفا ما دامت مشغولة ضمن مساحة الأداء الإعلانية المختزلة والواضحة المعالم كلوحات الإشارات المرورية. ولتدل هذه البوسترات أخيرا على أن هذه الحركة ليست ملكا لأحد بل هي مشاعة للشعب المصري الذي ينضوي تحت خفقة علمه بحثا عن نقاء أزمنة جديدة لأجياله الجديدة. اما أن هذه الانتفاضة هي بعض من حراك المساحة الرقمية الافتراضية, لا, بل هي إحدى ثمارها, فقد صنعت بوسترات أخرى ترمز إلى الدور التواصلي الحر لهذه الوسائل أو المسارب الإعلامية الفائقة السرعة والفاعلة ثقافيا وإداريا وإجرائيا على أثر قطع السلطة المصرية للانترنيت في أيام الانتفاضة الأولى في مسعى منها لحجب حقائقها وللتعتيم عليها عالم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram