TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: خطابات المالكي التي لا تنتهي

العمود الثامن: خطابات المالكي التي لا تنتهي

نشر في: 6 فبراير, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن قرارات المحكمة الاتحادية التي تريد ان تدخل البلاد في " حيص وبيص " ، ورغم انني من المؤيدين للقرارات التي تشطب على سلة المشهداني الذهبية ، لكنني تعجبت ياسادة من موقف نواب الاطار التنسيقي ، ففي الوقت الذي صوتوا فيه على سلة المشهداني وخرجوا فرحين باقرار تعديلات قانون الاحوال الشخصية ، وجدتهم اليوم ايضا فرحين بتعطيل القوانين ، ولا ادري سر هذه " الحزورة السياسية " .
إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من قرارات مجلس النواب ،او تسول لك نفسك وتعتقد انني سأتحدث عن المحكمة الاتحادية ، فانا مواطن مغلوب على امره لا يدري يصدق من مجلس النواب ام المحكمة الاتحادية ، ام مجلس القضاء الاعلى ؟.. اترك هذه الألاعيب للنواب الذين سيقضون معها اوقاتا مسلية على الفضائيات ، واسمحوا لي ان اكتب عن الخطاب الاخير الذي القاه السيد نوري المالكي على جمع من شيوخ العشائر ، ومعروف عن السيد المالكي تشجيعه للعشائر ، ورغبته تحويل العراق الى الجمهورية العشائرية ، بدلا من الجمهورية العراقية ، ولهذا كان لا بد من أن يخرج علينا السيد نوري المالكي ليحذرنا مما يجري في سوريا ، ويطالبنا بان نؤمن بمشروعه السياسي الذي بدأه عام 2006 ، والذي لم تسمح له الإمبريالية أن يواصل إكماله.
لا جديد، هذه المرة، أيضاً. نوري المالكي يصرّ على تحويل معركة العراقيين في التنمية والسعي لبناء البلاد ، إلى معركة طائفية ، وفي الوقت الذي ترنو فيه أعين العراقيين جميعاً باتجاه المستقبل ، وتمتلئ القلوب بالأمل في إعادة العراق الى مكانته التي يستحقها بجدارة يتكرر خطاب المالكي ، وتتكرر معه التجارة بمستقبل العراق ، سياسيون يبتزّون الناس ويواصلون الصعود بهم إلى قمة الفشل، يردّدون العبارات ذاتها، ويُعبّئون الإعلام بحكايات عن المؤامرة التي يقودها النظام الجديد في سوريا ضد العراق ، في الجانب الآخر يُحشّد البرلمان جميع أسلحته الفاسدة في الحرب على الحريات المدنية ، يعلن حالة الطوارئ ،لأن النوادي الاجتماعية تفتح أبوابها في بغداد ، في الوقت الذي يصمت على الفساد الذي ينخر في جسد مؤسسات الدولة ، فساد لم يسلم منه حتى الوقفين الشيعي والسني.
يُعيد المالكي الحديث عن المعركة التي يجب ان نخوضها على تخوم مدينة دمشق ، لا يسأله أحدٌ ماذا فعلت خلال الثماني سنوت من جلوسك على كرسي رئاسة الوزراء ، ولماذا العراق حتى هذه اللحظة يعاني من ازمة كهرباء ، ومستشفيات متطورة ومدارس حديثة وفرص عمل لملايين الشباب العاطلين؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

التعليم العالي في العراق.. شهادات من الواقع

العمود الثامن: في ذكرى المتسامح الأكبر

تشريع ما لا يجوز تشريعه

العمود الثامن: لماذا لا يتقاعدون؟

العمود الثامن: أنا أسف

العمود الثامن: خطابات المالكي التي لا تنتهي

 علي حسين كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن قرارات المحكمة الاتحادية التي تريد ان تدخل البلاد في " حيص وبيص " ، ورغم انني من المؤيدين للقرارات التي تشطب...
علي حسين

كلاكيت: في رحيل محمد شكري جميل

 علاء المفرجي أهدى له والده كاميرا سينمائية، صنع بها فيلماً مدّته دقيقتان، ما جعله شغوفاً بهذا الفن، قبل أنْ يُنجز أوّل فيلم سينمائي له، الوثائقي الذي قدّمه أثناء إقامته في لندن: "طالب عراقي...
علاء المفرجي

إشكالية العلاقة بين الدين والديمقراطية في ظل النظام العراقي المتقلب

أحمد حسن لطالما كان الجدل حول العلاقة بين الدين والديمقراطية أحد أبرز المواضيع التي أثارت الأسئلة في الفكر الإسلامي، إلا أن نقل هذا النقاش من سياق إيران إلى العراق يفتح أفقًا جديدًا من التحديات...
أحمد حسن

شَبثُ الرِّياحيّ.. تقلب السّياسة والقناعة

رشيد الخيّون يعدّ النَّاس مَن يخرج على ما يعتقدون خائناً، حتَّى إذا عرض نفسه للهلاك، أكثر مِن مرة في سبيل انتمائه السَّابق، فتجد أحد المتقدمين في حزبه، بمفاهيم اليوم، قد بذل الغالي والرَّخيص، وتشرد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram