TOP

جريدة المدى > محليات > مئذنة الحدباء تعود بعد 6 سنوات من البناء.. والسوداني سيفتتح جامع النوري منتصف رمضان

مئذنة الحدباء تعود بعد 6 سنوات من البناء.. والسوداني سيفتتح جامع النوري منتصف رمضان

نشر في: 9 فبراير, 2025: 12:01 ص

الموصل / سيف الدين العبيدي

قبل 8 سنوات بكى أهالي الموصل على تفجير مئذنة الحدباء، واليوم يعيشون أجواء الفرح بعودتها بحلّة أفضل من السابق من الجانب المعماري والشكل. فهي كانت آيلة للسقوط على المنازل المحيطة بها قبل أن تُفجَّر، بسبب شدة ميلانها الذي وصل إلى قرابة 3 أمتار. احتفالية كبيرة أُقيمت لتدشين المئذنة بعد عمل شاق استغرق 6 أعوام، بدأ بجمع الأحجار الأثرية من الأنقاض وتعويض المفقود منها بحجارة ذات المواصفات القديمة، مع معالجة المياه الجوفية وتقوية الأسس، وتدعيم البدن بألياف السليكون والكربون لجعل الحجر يتماسك بشكل أقوى ويصمد لمئات السنين.
الحفل حضرته مدير عام اليونسكو أودري أزولاي، ومحافظ نينوى عبد القادر الدخيل، وممثل رئيس الوزراء أياد تركي، ورئيس هيئة الآثار علي عبيد، وأعضاء مجلس المحافظة، وعدد من الشخصيات الموصلية من مهندسين وآثاريين. المئذنة انتهت أعمالها بشكل تام وجاءت بارتفاع 51 مترًا وبميلان بلغ مترًا و65 سنتيمترًا. أما جامع النوري فقد بلغت نسبة البناء فيه 90% مع تشييد متحف خاص للاكتشافات التنقيبية للمصلى ومحلات الوضوء الأصلية التي تعود للعصر الأتابكي.
عبد الله العبيدي، رئيس لجنة الإشراف الآثاري، أوضح لـ(المدى) أن نسبة البناء بجامع النوري بلغت مراحلها الأخيرة، وقد انتهوا من بناء الأعمدة والعقود والتيجان الأصلية، والعمل حاليًا يتم على المحراب الرئيسي والمصلى والمنبر، وأن شهر نيسان المقبل سيكون الجامع مفتوحًا أمام المصلين.
عالم الآثار الدكتور أحمد قاسم الجمعة قال في حديثه لـ(المدى) إن الزخارف الموجودة على بدن المئذنة هي هندسية وتؤدي ناحية جمالية، لأن المعماري في ذلك الوقت كان من طابعه القضاء على الملل في مظهر المئذنة، وكذلك الفائدة المعمارية أيضًا من ناحية الحفاظ على توازن المئذنة الواقفة بهذا الارتفاع وهي فقط من حجر وبدون حديد. وأضاف أن الزخارف تحوي على معالجات فيزيائية أعطت الرصانة والمرونة للحجر ومنعت تكسره على المدى البعيد، وأعطت للبدن القدرة على الارتكاز على القاعدة وأن تكون داعمة لذاتها، وأن عينات الزخارف في الأعلى هي أكبر من الأسفل، وبذلك أخذ المعماري مستوى النظر بعين الاعتبار.
وعن الشكل الأسطواني للمئذنة، أكد الجمعة أنه يشتت الرياح ويقلل الثقل على القاعدة، وأن السلالم الداخلية للمئذنة رُبطت بالقشرة الآجرية للبدن بواسطة أخشاب لأنها لا تؤدي للعفونة، ووُضعت نوافذ في البدن لكي تقضي على العفونة وتحميها من الانتفاخ، ولهذا قاومت 850 سنة.
وبين أن الطابوق في البدن بعضه مائل وبعضه معتدل لكي يحدث التراص ويؤدي لتماسكها. وعن وجود النجمة السداسية على قاعدة المئذنة والتي يدعي بها اليهود أنها لهم، أكد الجمعة أن النجمة موجودة منذ الفنون الإسلامية.
وأضاف أن أساس المئذنة متكون من حجارة كلسية، والمعماري مزجها بمرق العظام الذي يحوي على المغنيسيوم، وبذلك عمل مع الكالسيوم على الحفاظ على ثقل البدن على القاعدة وكذلك يحميها من المياه الجوفية، ويعطي مرونة لكي لا يحدث تكسر بالحجارة. وبين أنه إذا أراد أن يشرح المئذنة بشكل مفصل فقد يحتاج إلى الكتابة عنها بمئات الصفحات.
إلى ذلك، أدى عدد من المشايخ والأئمة صلاة الظهر في مصلى جامع النوري، والتي يمكن أن تعتبر أول صلاة تقام فيه منذ 2017. وأوضح الشيخ طه نبيل لـ(المدى) أن شعور السعادة انتابه وهو يصلي لأول مرة فيه بعد سنوات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الأعمال الحكومية وغياب السلامة المرورية يحولان طريق بغداد-ديالى إلى مصائد موت!
محليات

الأعمال الحكومية وغياب السلامة المرورية يحولان طريق بغداد-ديالى إلى مصائد موت!

 ديالى / محمود الجبوري فواجع وكوارث بشرية يشهدها يوميًا طريق بغداد - ديالى ضمن الحدود الممتدة من أطراف قضاء الراشدية وصولًا إلى أطراف حدود قضاءي الخالص وبعقوبة، بسبب تزايد الحوادث المرورية المميتة اليومية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram