متابعة / المدى
أكدت السعودية وعدة دول عربية أمس، "الرفض القاطع" لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطيني وإقامة دولة لهم في المملكة الخليجية.
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط تصريحات نتانياهو عن إقامة دولة فلسطينية في السعودية "انفصالا تاما عن الواقع"، مشيرا إلى أنها "أوهام لا وجود لها الا بأذهان من ينطقون بها"، في موقف تبنته مصر والإمارات وقطر.
وجاءت هذه التصريحات التي اعتبرها الإعلام الإسرائيلي مجرد "مزحة" بعد يومين من اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة تطوير قطاع غزة ونقل أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون فيه الى دول أخرى، على رأسها مصر والأردن.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان "تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي".
وأضافت أن "هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض، ولا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساساً".
وأكدت أنّ "الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم".
وتابعت "تؤكد المملكة أن حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن"، مشيرة إلى أنّ "السلام الدائم لن يتحقق إلا (...) بالقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".
وكانت السعودية منخرطة في محادثات مبدئية مع إسرائيل عبر الولايات المتحدة، حتى قبل أيام قليلة من اندلاع الحرب في قطاع غزة، لكنها أوقفت المفاوضات وتشدّدت في موقفها بعد الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتربط الرياض الآن مسار التطبيع مع الدولة العبرية بإقامة دولة فلسطينية.
وكان نتانياهو أثار الكثير من الجدل الخميس بتصريحه عن إقامة "دولة فلسطينية في السعودية"، خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية.
لكن الأمر برمته بدا ناتجا عن زلة لسان من محاوره الصحافي اليميني يعقوب باردوغو في سياق سؤاله عن رفض السعودية التطبيع دون إقامة "دولة سعودية". قاطعه نتانياهو مستفسرا "دولة فلسطينية"، قبل أن يتابع "إلا إذا كنت تريد أن تكون الدولة الفلسطينية في المملكة العربية السعودية. لديهم (السعوديون) الكثير من الأراضي، لديهم الكثير من الأراضي".
واستدعت تصريحات نتانياهو تنديدا عربيا واسعا.
دانت مصر بـ"بأشد العبارات التصريحات غير المسؤولة والمرفوضة جملة وتفصيلاً" لرئيس وزراء الدولة العبرية.
وأكدت أنها "ترفض بشكل كامل هذه التصريحات المتهورة والتي تمس بأمن المملكة وسيادتها"، مؤكدة أنّ "أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به، ويعد استقرارها وأمنها القومي من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية لا تهاون فيه".
بدورها، أعربت الإمارات عن "إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات غير المقبولة والمستفزة" لنتانياهو و"رفضها القاطع لهذه التصريحات التي تعتبر تعديا سافرا على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأعلنت قطر عن "تضامنها التام" مع السعودية إزاء التصريحات الإسرائيلية، فيما أعلنت البحرين "الوقوف إلى جانب أمن واستقرار وسيادة" السعودية.
بالنسبة للفلسطينيين، فإن أي محاولات لإجبارهم على الخروج من غزة من شأنها أن تعيد إلى الذاكرة "النكبة" لدى تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948.