TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من الحلم الى الأمل

العمود الثامن: من الحلم الى الأمل

نشر في: 10 فبراير, 2025: 12:23 ص

 علي حسين

عندما أعلن الامريكي مارتن لوثر كينغ قبل اكثر من 60عاما أن له حلما لتغيير العالم ، لم يكن يدري ان كلماته ستغيير ملامح امريكا باكملها. وان هذا الحلم سيدخله الى سجل الخالدين ، مردداً مقولته الشهيرة: " لدي حلم " ، نقرأ في سير المصلحين واصحاب النفوس الكبيرة من أجل ان نتعلم ، وفي كل ما قرأته عن السياسيين الذين يبحثون عن الحلم ، لم أر إلا حقيقة واحدة ، هي ان لا مجال للجهل والانتهازية والتغاضي عن خدمة ابناء الوطن في بلدان تريد السعادة والكمال لشعوبها .
نسمع كل يوم حكايات من الشعوب التي لا يحكمها ساسة " متلونون " ولكننا نمر عليها على عجل. لأننا مشغولون بحكايات الخراب التي لا تريد ان تنتهي وبتفسير " أحاجي " ساستنا عن المؤامرات التي تحوكها الكرة الارضية ضدهم . ولهذا تجدني اتوقف عند تدوينة الشيخ محمد بن راشد التي يؤكد فيها ان صنعة الأمل هي صنعة الحياة لأن " الأمل هو الجسر الذي يربط بين الواقع الذي نعيشه والمستقبل الذي نتمناه " .
ثمة متعة متجددة في قراءة مثل هذه التدوينات ، والبحث عن اخبار البلدان التي تسعى للارتقاء بشعوبها ، أعرف طبعا أن لا مكان لصوت التقدم عند اصحاب الخطب المدججة بالشعارات الثورية ، لكن مثل تدوينة الأمل ، ما تبحث عنه الناس وتحبه ، وهذه هي الكلمات التي فيها خلاص الشعوب العربية ، رغم ان البعض لا يريد ان يصغي إلى صوت العقل والمحبة والامل ، لكنه يظل حتما صوت الحياة .
عندما تدخل الامارات العربية ، سوف تلاحظ ماذا يعني تحقيق الحلم . ثمّة ورش عمل في كل مكان ، ومعها ورش اخرى تريد ان تنقل تجربة الحلم والبناء والتسامح الى الآخرين ، لتسجل سابقة عالمية عندما انشأت وزارة للتسامح ووضعت على رأسها الشيخ نهيان بن مبارك صاحب المسيرة المتميزة في التعليم والثقافة ثم التسامح ، والذي دائما ما يبدو شديد التفاؤل بان روح الأخوة الإنسانية ستنتصر في النهاية .
منذ سنوات وأنا اتابع تجربة الامارات مثلما اقرأ عن تجارب سنغافورة واليابان وماليزيا ، لأعرف كيف تتطور هذه البلدان ، فوجدت السر بأن في الامارات وحدها تعيش أكثر من 200 جنسية يساهم جميعهم في تنمية هذه البلاد التي يرفع قادتها شعار : التسامح والتعايش ، لا فرق بين أحد إلا في درجة الحلم ببناء وطن يتسع للجميع.. قبل أيام قليلة كتب محمد بن راشد " الإيمان بالأمل هو إيمان بالحياة ذاتها " . وقبل اكثر من ستين عاما قال لنا مارتن لوثر كينغ : " لدي حلم واحد هو أن نتساوى جميعا في المواطنة" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram