TOP

جريدة المدى > سياسية > منظمات إنسانية:عودة اللاجئين متسرعة وتنذر بكارثة

منظمات إنسانية:عودة اللاجئين متسرعة وتنذر بكارثة

نشر في: 11 فبراير, 2011: 09:59 م

 ترجمة: عمار كاظم محمدبينما تهز الاضطرابات مصر ينتهز العراق الفرصة لاختبار جريء لآلاف من المواطنين الذين يعيشون في الخارج قائلة "عودوا نحن أكثر استقرارا بالمقارنة مع الأوضاع هناك". قدمت الحكومة تذاكر سفر مجانية بالطائرة وحوالي 250 دولارا كمصرف جيب نقدي لتسهيل عودة العراقيين من اليمن ومصر والذي اعتبره مسؤول في وزارة الخارجية العراقية بأنه
"جهد رائع" وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح حول الخطة العراقية "أن الجهد الوحيد الذي يقابله بالمقارنة هو الراتب الصغير الذي وزعته الحكومة العراقية إلى اللاجئين في سوريا والأردن خلال العام الماضي". يقول وكيل وزير الهجرة والمهجرين سلمان الخفاجي "أنهم عوائلنا وإخوتنا" واصفا الانتفاضة المصرية بأنها تطور ايجابي بالنسبة للعراق، مضيفا "نحن نريد عودة كل العوائل إلى بغداد". إلى الآن فقد عاد 2250 عراقيا من مجموع 28000 تقريبا، يعيشون في مصر، عن طريق الرحلات التي تبنتها الحكومة. ويؤكد الخفاجي أن العراق يتهيأ لتقديم العرض نفسه إلى 10 آلاف لاجئ عراقي في اليمن. لا يبدو من الواضح إذ كان في هذه المناورة أمل في النجاح، فالكثير من اللاجئين كانوا قد غادروا منذ عدة سنوات واستأجروا شققا ووجد البعض منهم وظائف وبدءوا ببناء حياة جديدة، والعديد من أولئك الناس قالوا إنهم ببساطة قد استغلوا العرض لزيارة أقربائهم لعدة أسابيع. يقول هيثم عبد الواحد (64) عاماً وهو أستاذ في الهندسة، وقد انتقل إلى مصر مع عائلته عام 2006 وعاد إلى بغداد منذ عشرة أيام "نحن مستقرون، وكنت أتمنى أن أعيش هنا لكن الأمر صعب جدا".ويضيف "غادرت العراق بعد أن نجوت من انفجارين وشهدت إطلاق النار"، هيثم الآن لديه أصدقاء في مصر ووجد عملا في التدريس وقد سجل أطفاله الثلاثة في المدرسة، مؤكدا "أن العيش هناك ارخص مما هو في بغداد وسأعود بالطبع إلى مصر".  تقول مونيكا دوفي الأستاذ المشارك في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية في مدرسة كندي في جامعة هارفارد "إن الاقتراح الذي تقدمه الحكومة العراقية هو أمر نادر بين البلدان التي فقدت الكثير من مواطنيها، انه اشارة لنضوج الحكومة العراقية واشارة للحكومة العراقية بأنها جاهزة لإعادة المواطنين العراقيين". مضيفة: إن اللاجئين قد قرروا العودة إلى الوطن فقط حينما سمعوا من أصدقائهم او عوائلهم انه من الأسلم العودة، وقد فعلوا ذلك دون مساعدة كبيرة من الحكومة. كما اشار الخفاجي إلى أن العراق يأمل في تشجيع الأطباء والمهندسين والاساتذة وأفراد من الطبقة الوسطى والراقية أن يعودوا إلى الوطن، مضيفا أن تلك البلدان قدمت لهم مكانا حينما كان الوضع عنيفا جدا هنا ونحن لا ننسى ما فعلته تلك البلدان وما قدمته لشعبنا ونحن نشكرهم على هذا لكننا نتطلع لعودتهم إلى الوطن". البعض من العراقيين العائدين قالوا إن عودتهم إلى البلاد بعد عدة سنوات كان حزينا ومضطربا ومسكونا بالخوف من التفجيرات الانتحارية والاختطاف ومليئا بذكريات عدم الاستقرار والبطالة والمشاكل الاقتصادية التي أدت إلى خروجهم.وأكدوا أنهم خطوا خطواتهم إلى الخارج لأنهم كانوا محبطين من الازدحام المروري والخدمة الكهربائية المتقطعة وأكوام النفايات والحواجز الكونكريتية في بغداد. إن إحباطهم واشتياقهم لترك بغداد بأسرع ما يمكن يبرز كفاح العراق لإبقاء ما يقرب من 100 ألف لاجئ عادوا من الخارج مرة أخرى. وفي مسح قامت به الأمم المتحدة قال أكثر من 60 بالمئة من الناس الذين عادوا أنهم أسفوا لقرارهم وقالوا إنهم لم يشعروا بالأمان ولم يجدوا عملا والعديد منهم أبدى رغبته في المغادرة. تقول بيكا هيلر مدير مشروع مساعدة اللاجئين العراقيين في المركز القانوني في نيويورك إن العودة إلى العراق حتى لو كانت مؤقتة ممكن أن يعرض للخطر أي طلب للجوء، فتقنيا في نظر القانون حينما تعود إلى بلدك الاصلي فانت تتخلى طوعا عن حالة اللجوء على الرغم من انها اشرت الى حالات استثنائية انسانية يمكن ان تعطى. تقول زمن سعد فاضل البالغة 26 عاما من العمر والتي عادت يوم الجمعة الماضية بعد 5 سنوات من الغربة انها كانت تحاول الاختيار بين أمرين كلاهما سيء ففي بغداد على حد قولها هناك القليل من فرص العمل وهي تخاف دائما من الانفجارات لكنها أيضا في الوقت ذاته كانت تخاف من ان تغرق مصر في الفوضى في اية لحظة مضيفة"لم اكن اريد العودة فكل شيء تحطم انها كارثة لكنني ربما ابقى هنا". من جانب آخر كانت قد أشارت عبير عطيفة المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة إن اعادتهم الى وطنهم ليست طوعية اذا كان العائدون يغادرون مصر بسبب الحاجة. وأضافت "لسنا في وضع يسمح لنا بتشجيعهم على العودة. نأمل أن تكون العودة قائمة على تحسن الوضع الامني وليس بسبب الحاجة والعوز."وقال ائتلاف من المنظمات العراقية والدولية غير الحكومية هذا الشهر ان قرار الحكومة إعادة اللاجئين من مصر كانت"عملية متسرعة وسابقة لأوانها" ومن المحتمل أن تكون لها "عواقب كارثية". عن: هيرالد تربيون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

«رعب ترامب».. الحكومة تخالف «الإطار» وتفاوض لـ«دمج فصائل» و«النجباء» تتراجع
سياسية

«رعب ترامب».. الحكومة تخالف «الإطار» وتفاوض لـ«دمج فصائل» و«النجباء» تتراجع

بغداد/ تميم الحسن اقترب «الرعب» – كما يسميه محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة، في وصفه لدونالد ترامب، الرئيس الأمريكي – من الجلوس في البيت الأبيض، ومعه تراجعت «الفصائل»، وقدمت بغداد وصفة حل تمهيدية لأزمة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram