بغداد/ اياس حسام الساموكشدد برلمانيون على ضرورة الالتفات إلى مطالب المتظاهرين الذين خرجوا في عموم البلاد للمطالبة بتوفير الخدمات، مرحبين في الوقت نفسه بتنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن منصبه، متوقعين لهذا الأمر تأثيرا كبيرا على المنطقة.
الناطق باسم دولة القانون حاجم الحسني قال في اتصال هاتفي مع "المدى" إن تظاهرات أمس لقت البرلمانيين والحكومة درسا كي يلتفتوا إلى هموم الشعب العراقي، واصفا الكتل السياسية بعديمة الإحساس في حال عدم استيعابهم الذي حصل، موضحا أن هذه التظاهرات التي حصلت في بغداد حق طبيعي كون المواطن يطالب بأبسط ما له على الحكومة وهي الخدمات التي عجزت عن تقديمها طوال فترة ثمان سنوات، الأمر الذي سبب استياءً كبيرا في الشارع.وأضاف الحسني أن على السياسيين والحكومة بالتحديد عدم التحرج والاستياء من غضب الجماهير عليها، بل عليها أن تفهم مطالبهم سيما وإنهم لم يطلبوا تغيير النظام بقدر ما هي مطالب طبيعية.وعن تنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن السلطة يقول الحسني أن هذا الأمر له آثار كبيرة على المنطقة فلمصر ثقل كبير فيها، مبينا أن هذا الأمر سيكون انطلاقة نحو انتهاء دكتاتوريات كبيرة في المنطقة الإقليمية.وبارك الحسني الشعب المصري كونه انتصر وحقق إرادته بإسقاط دكتاتورية جثمت على صدره طوال ثلاثين عاما.في غضون ذلك حذر النائب عن ائتلاف العراقية طلال خضير الزوبعي في حديث لـ"المدى" من التظاهرات التي حدثت في عموم البلاد، داعيا إلى تفهم مطالبهم، واصفا الشعب العراقي بالحي وبالتالي هو له القدرة في تبديل جميع الأمور إذا ما عجز الساسة عن توفير الحد الأدنى من الخدمات له، فهو لن يرضى أن يكون أداة للوعود الكاذبة والفارغة.ودعا الزوبعي الشعب المصري إلى التكاتف، متمنيا عدم تأثر السلطات بتنحي مبارك عن السلطة، محذرا الرؤساء العرب في المنطقة من ثورة الشعب على الدكتاتوريات. وعن هذا الموضوع النائب عن الائتلاف الوطني محمد البياتي عبر عن اعتقاده لـ"المدى" أن الشعب العراقي طالب بالتغير وحصل عليه قبل ثمان سنوات، متابعا أن هنالك بعض المشاكل التي حدثت فيما بعد تتركز في الخدمات والبطاقة التموينية، مشددا على عزم الحكومة في حلها في اقرب وقت، مبينا أن رئيس الوزراء نوري المالكي دعا إلى هذا الأمر قبل قيام التظاهرات و وضع الحلول المناسبة لحل هذه المشاكل.ورحب البياتي وهو قيادي في المجلس الإسلامي الأعلى بتنحي مبارك عن السلطة، واصفا نظامه بشبيه نظام صدام، خصوصا وان هنالك مركزية في القرار وتشكيك نتائج الانتخابات الأخيرة فضلا عن وجود عدد من المواد الدستورية التي تثير امتعاض الشارع المصري.واعتبر البياتي التظاهرات في العراق بأنها ضغط على السياسيين من اجل تقديم الخدمات فضلا عن الجانب الأمني الذي لا يزال محل جدل، مضيفا أن هذا الأمر جيد كونه يمثل رقابة شعبية على الحكومة التي هي وليدة البرلمان المنتخب من قبلهم، متابعا أن المالكي شكل لجان في وقت سابق لمعالجة جميع القضايا التي يطالب بها المتظاهرون حاليا.من جانبه اعتبر النائب عن التحالف الكردستاني عادل برواري في حديث لـ"المدى" أن الشعب العراقي لا يبحث عن تغيير النظام بقدر البحث عن الخدمات، متابعا أن على الشعب الانتظار كون الحكومة لم يمض على تشكليها إلا فترة قصيرة، مشددة على ضرورة فهم أن هذه الحكومة منتخبة من الشعب العراقي وهي حكومة شراكة وطنية، محذرا في الوقت نفسه من دخول أطراف خارجية تستغل التظاهرات لتمرير أجندتها، إلا انه عبر في الوقت نفسه عن ثقته بالرئاسات الثلاث في فهم الشعب وتقديم الخدمات لهم، سيما مسألة البطاقة التموينية، داعيا المتظاهرين إلى الهدوء وعدم اللجوء إلى العنف في التعبير عن آرائهم.واعتبر برواري تنحي الرئيس المصري من منصبه بالأمر الجيد، ويفتح المجال نحو إسقاط دكتاتوريات كبيرة في الشرق الأوسط والتي تعتمد على المركزية في القرار، مشددا على ان ما حدث بالعراق في 2003 هو البادرة الأولى نحو التغيير في تونس ومصر وباقي الدول التي سيطرت عليها الدكتاتوريات.
برلمانيون: المتظاهرون طالبوا بأدنى حقوقهم
نشر في: 11 فبراير, 2011: 10:01 م