ثامر الهيمص
المفارقات السياسية بجذرها الاقتصادي المسيس لصالح الاولجكاريا الدوليه الغربية، تجلت واضحة بعد حرب غزة، لتعيد الى الذاكرة الاحتلال الامريكي لافغانستان والعراق، اذ ثبت عمليا ان فشلهما وتراجهعما في كلا الدولتين وحسب ضغط النخب السياسية ووحدته’ اذن التخطيط الستراتيجي الغربي عموما كونه شكل طرفا يشده تحالفا مساندا’ والامريكي ليس معصوما من الزلة حيث تتزاحم الرؤى وحسب المصالح بلوبياتها المعروفة رسميا في برلمانات كلا منها لتعزز التاريخ وتستمد من زخمه شعبويا.
ترتب عن هذه الاصطفافات انذاك كشف واضح عن النوايا المبيتة حقيقية’ كما جسدتها حرب اوكرانبا(التي تعهد ترامب بحلها سلميا خلال 24 ساعة)’ وهكذا في 7 اكتوبر في غزة والتعاطف الغربي المجسد ماليا وعتادا واعلاميا، بحيث وزير الخارجية الامريكي قال: جئتكم بصفتي يهوديا, ليجسد الحقيقية العنصرية كما هي.
تجسدت ردود الافعال دوليا مثلا: روسيا تحذر ترامب: اياك وقناة بنما!! اي استهانة هذه؟
اما الصين فقد صدمت الطرف الغربي التقليدي عندما اخترقت (ديب سك) فقاعة شركات الذكاء الاصطناعي الامريكي بتدريب المطورين من خلال ازالة الطابع التجاري عن نتائج تدريب النماذج, ونقلها من نظام الدفع الى ان تكون متاحة مجانا. وخلال ايام,بدأ المطورون حول العالم في بناء نماذجهم الخاصة باستخدام تقنيات (ديب سك قدموا خدمات الذكاء الاصطناعي النصية سلعة ديب سك). كان هذا كابوسا لمقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي في شركات التكنولوجيا الامريكية الكبرى، الذين قدموا خدمات الذكاء الاصطناعي النصية كسلعة عبر نماذج اشتراكات مدفوعة. اما اليوم فالتطبيقات الشبيهة ب(ديب سيك) يمكنها انتاج ترجمات عالية الجودة مجانا. (يانيس فارو فاكيس/ ترجمة: نادررضا / طريق الشعب ليوم /30/ 1/2025).
اذن الموقف الدولي الغربي هو الاكثر نفوذا ويكاد يكون حاسما. وبما ان تاريخ هذه العلاقة غير مشجع بكل الاحوال كونه تعامل معنا كعلاقة تابع ومتبوع, فهذا بديهيا، يسري على اي علاقة غير ندية مهما حاول الطرف الاخر ان يدعي، اذا لم تكن علاقة تكافئ, لان العكس جربناه وحصل الذي حصل، سيما واننا على الاقل نخرج من دائرة دول الموز كما كانت لتتحدى بنما وكولومبيا والمكسيك الان الادارة الامريكية، ان لم يكن الان فغدا.
فحرير الصين بجميع مؤهلاته السيادية والندية، سيما ان الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. واكد السفير الصيني في بغداد، ان الصين اصبحت اكبر شريك تجاري للعراق، واكبر مستورد للنفط العراقي. وان الشركات الصينية تشارك في مشاريع بناء البنية التحتية في العراق. بما في ذلك قطاعات الكهرباء والنقل والاتصالات. (السفير الصيني في العراق بجلسة حوارية / جريدة المدى ليوم /22/ 1/2025). هذا الكلام والفعل لم نلمسه او نسمعه من الحلفاء الستراتيجيين اجمالا, وبما ان النفط الخام هو تجارتنا التي نعتاش عليها. فليس لأحد فضل علينا لنعمر من فوائض الموازنة التشغيلية، بما يسير امورنا في البنية التحتية والامن.
فالطرف الاخر اي كان سندفع فواتير المحبة ولم نجن غير المواعيد عموما.
ففواتير التحالف تجسيمة غير مضمونة رد الجميل بكل الاحوال, (مثلا – وكائنا ما كان تفكير ترامب الحقيقي, وسواء ما اذا كان يقوم بدور المجنون المخبول او كان كذلك فعلا – مسألة بعيدة عن السداد). ذلك انه بقدر ما أن الانزلاق الذي الذي لا تحكم فيه ولا رقابة عليه, قليل الاحتمال في شبه الجزيرة الكورية، بقدر ما ان تزايد احتمال المواجهة في الشرق الاوسط بين اسرائيل وحلفائها من جهة، وبين ايران من جهة ثانية، ربما – من يدري! - يفتح افاق انزلاقات حبلى بتطورات حربية مرعبة. / سليفان سيبيل / صحفي امريكي / عودة الشعبويات / اوضاع العالم 2019 / ترجمة نصير مروة/).
اما الان فعادت الشعبوية بزخم اكبر،, ولكن يجب ا لا ننسى الجانب الاخر فانه لا يتفرج.
ولكن هذه الشعبوية لها اكبر سفارة في العالم في بغداد بأكبر قنصلية في اربيل, لا ناقة ولا جمل لنا في مساحتيها ودورهما الاقليمي والدولي,
اما الجيران الشرقي والشمالي وبعد احداث غزة البطولية وسقوط الاسد، بوضع اوضح وادق، اضافة لملف المياه ومشكلة تصدير النفط الشمالي وازمة غاز الكهرباء حالة مزمنة التي احتار الحكماء الرسميين في تشخيص العلاج. اما السعودية فحظوظها افضل بسقوط السبع. كدولة عربية اثرى واوسع, ولكنها ليست مجربة في العلاقات الثنائية لاسباب خارج الارادتين.
فالتنين الصيني يخترق دوليا واقليميا حاملا حريره عبر الافاق البرية والبحرية, عائدا بما يعزز صناعته وزراعته بامنها الغذائي لمليار ونصف من البشر.
وبما يهمنا مباشرة اذ(سيتم بناء طريق بري بسكك حديد عبر ايران من مشهد في الغرب الى باختران في الشرق على الحدود مع العراق والى بغداد وعمان ثم الى مصر عبر خليج العقبة. سيمر هذا الطريق القاري بالقرب من سوريا ويجعل من السهل ارتباط سوريا عبر دير الزور بامتداد نهر الفرات بهذا الشكل سيتم اعادة بناء طريق الحرير القديم الذي كان يمتد من البصرة في العراق الى بلاد الشام عبر نهر الفرات، ولكن يرتبط بسكك حديدية للقطارات الحديثة وانابيب نقل الطاقة والنفط والغاز من الخليج الى المناطق الصناعية في الرقة وحلب. (تقرير خاص من مؤسسة اكزكتف انتلجنس ريفيو / من طريق الحرير الجديد الى الجسر البري العالمي / ترجمة حسين العسكري / 2016). هذا رد الفعل الشرقي / الصيني على مشروع الشرق الاوسط الجديد، بكل بساطة، ولعل ابرز مافيه هو البنية التحتية المرتبط باحلال السلام والامن القومي لبلدان رئيسية من مصر الى ايران والسعودية وتركيا يتوسطها العراق بطريق الحرير من الفاو الى تركيا. وهذا مشروع ستراتيجي يشمل حتى اوروبا الحليف التقليدي لواشنطن. ولكن المصالح اولى، ليظهر شعار امريكا اولا.
نختم بقوله تعالى (ان الله لا يغير بقوم حتى يغيروا بما انفسهم)، فاذا لم يتمكن المستقبل والمستفيد من تنظيم ادواته بالاضافة للبروتكولية فأن مصالح الدول الكبرى كما كان عشية ايام سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الاولى او تقاسم النفوذ او تطويره لتعود الاحلام المريضة تتصادم من جديد اقليميا، حيث المدخل الطائفي سيصبح سيد الموقف كما هو الان، كما بدأ منذ اكثر من مئة عام حيث كانت تجارة الطائفية ولا زالت بذات المعول، وهذه المرة بذكاء اصطناعي.