بغداد / المدى شدد ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني وخطيب الجمعة في كربلاء أحمد الصافي على ضرورة توفير البطاقة التموينية والتي أصبحت مشكلة تضاف إلى مشاكل الخدمات والكهرباء والأمن وقال إن توفير مفردات البطاقة التموينية بات من الأمور الضرورية للمعيشة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
وتساءل قائلا "أيهما أصعب توفير مفردات البطاقة التموينية أم تلك الصناعات الهائلة التي نشاهدها في العالم؟ ولماذا نعجز إلى يومنا هذا عن حل هذه المشكلة؟ وكيف تنتهي؟ وهل أصبح هذا الأمر من الأحلام وهو حصول المواطن على مفردات البطاقة التموينية بما يتناسب مع جودة غذائه؟ وأشار إلى انه لم يحصل على جواب شاف لهذه الأسئلة أبداً وكل ما قيل من أجوبة فإنها غير مقنعة".وأضاف يبدو أن هناك سرا دفينا "لكن يحاول البعض أن يغفل عن هذا السر ويواريه عن الأنظار حتى أصبحت المادة الغذائية للعوائل المحتاجة من الأحلام". وأضاف إن المشكلة تقع بين لصوص وبين حيتان والحوت يلتهم ولا يشبع وهذا ناتج كله من عدم الشعور بالمسؤولية وهي مسألة لابد أن تُحل وتحتاج إلى جرأة في حلها.واستهزأ ممثل السيستاني من الأخبار التي تروج حول "وصول الباخرة الفلانية التي تحمل أغذية من الخارج".. فالوضع يبقى كما هو بل في بعض الأحيان يكون نحو الأسوأ كما قال. وأضاف أن هناك حفنة من الناس تتاجر بقوت الناس. وتساءل قائلا "ألا يستحق هذا الشعب الكريم النبيل أن ينعم بمفردات البطاقة التموينية؟.. إلى الآن هناك عجز ولف ودوران وتبريرات وكل يوم نسمع تبريرات بنفس هذه الطريقة وكأنه استهزاء بالناس.. ألا يستحي المسؤول عندما يتكلم بكلام ويعلم إن كلامه غير صادق... ألا تتبدل النفوس؟".وطالب الصافي المسؤولين أن يكونوا صريحين مع الناس وان يضعوا الحقائق كما هي وقال "حقيقة الأمر ثمة عصابات بهذا المعنى تحاول أن تمتص قوت الناس وليست هناك جرأة حقيقية على مكافحة هذا الداء العضال". وأكد إنه سيبقى يتحدث عن البطاقة حتى يتحسس السارق ويتحسس المسؤول حجم هذا الفساد الذي عمله مشيرا إلى بعض تقارير لجنة هيئة النزاهة فيها أرقام مرعبة حيث يوجد في عام 2010 أكثر من 4000 قضية فساد تحال إلى النزاهة (قيمتها 31 مليار دولار).. وشدد على انه لابد من إرادة قوية لمحق اللصوص ومحوهم أصلا لاسيما أولئك الذين يحاولون سرقة قوت الشعب. من جانبه قال الناطق باسم دولة القانون حاجم الحسني في اتصال هاتفي مع "المدى" إن تظاهرات أمس لقنت البرلمانيين والحكومة درسا كي يلتفتوا إلى هموم الشعب العراقي، واصفا الكتل السياسية بعديمة الإحساس في حال عدم استيعابهم الذي حصل، موضحا ان هذه التظاهرات التي حصلت في بغداد حق طبيعي كون المواطن يطالب بأبسط ما له على الحكومة وهي الخدمات التي عجزت عن تقديمها طوال فترة ثمان سنوات، الأمر الذي سبب استياءً كبيرا في الشارع.وأضاف الحسني أن على السياسيين والحكومة بالتحديد عدم التحرج والاستياء من غضب الجماهير عليها، بل عليها أن تفهم مطالبهم سيما وإنهم لم يطلبوا تغيير النظام بقدر ما هي مطالب طبيعية.وعن تنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن السلطة يقول الحسني أن هذا الأمر له آثار كبيرة على المنطقة فلمصر ثقل كبير فيها، مبينا أن هذا الأمر سيكون انطلاقة نحو انتهاء دكتاتوريات كبيرة في المنطقة الإقليمية.وبارك الحسني الشعب المصري كونه انتصر وحقق إرادته دكتاتورية جثمت على صدره طوال ثلاثين عاما.وقد تظاهر آلاف من أهالي بغداد أمس الجمعة، مطالبين بتوفير فرص عمل وتحسين الخدمات ومفردات البطاقة التموينية والحد من انتهاك الحريات. وقد توجه المتظاهرون المحتجون إلى المنطقة الخضراء وسط بغداد التي تضم رئاسة الوزراء والبرلمان ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات كالكهرباء والأمن وتحسين مفردات البطاقة التموينية والحد من انتهاك الحريات العامة. تفاصيل ص2و3
دولة القانون : مظاهرات الجمعة لقنت الحكومة والبرلمان درساً
نشر في: 11 فبراير, 2011: 11:19 م