اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ما بعد ماركس.. ما بعد الماركسية

ما بعد ماركس.. ما بعد الماركسية

نشر في: 12 فبراير, 2011: 04:49 م

سعد محمد رحيمهل فرض مجمل المآزق السياسية ( التطبيقية ) للتجارب الاشتراكية المتسربلة بالنظرية الماركسية مقدمات ما بعد الماركسية أم أن ما بعد الماركسية تعبير عن أزمة الفكر الماركسي الذي فاجأه الواقع التاريخي بوقائع ومعطيات وتحديات، لم تخطر على بال المنظّرين والستراتيجيين الماركسيين؟كان عالم ما بعد ماركس يتحوّل في مسارات معقدة، غير متوقعة في كثير من الأحايين. ولم تكن للنظرية أن تبقى على حالها، داخل إطار قارّ، وبمقولات نهائية، ومنهج متصلب وصارم. وكان طبيعياً أن يخضع ما قال به ماركس لامتحان التاريخ، وأن تتأزم الماركسية، وتتطور، في ضوء ذلك.
بعد وفاة فردريك أنجلس ( 1895 ) ساد في أوروبا الرأسمالية، لمدة من الزمن، تأويل كاوتسكي للماركسية. وكان كاوتسكي من المعجبين بالداروينية، وبالعلوم الطبيعية الآخذة، حينها، بالازدهار. ولذا سعى إلى إيجاد نوع من المطابقة بين ما يحدث في عالم الطبيعة وما يحدث في العالم الاجتماعي الإنساني، فحاول "تفسير السيرورة التاريخية بوساطة جبرية صارمة تقع على مستوى التناقضات الاقتصادية". ففي عرفه انطوى التاريخ على غاية يسير آلياً نحوها.. "فمنظور الاشتراكية مبني على اليقين ( العلمي ) بأن تطور الرأسمالية الاقتصادي والاجتماعي في سبيله إلى أن يوجد، في ختام سيرورة آلية وضرورية، قوة ستعمل بشكل لا يُقاوم على تحويل المجتمع". وقد ربط بين الثورة البروليتارية وتقدم الديمقراطية ( الليبرالية الغربية ) حيث الجماهير المثقفة اشتراكياً ستنتزع، من طريق الديمقراطية، السلطة من أيدي البيروقراطية الرأسمالية والطبقات المالكة لتقيم ديكتاتورية البروليتاريا. وتسبب باعتقاده؛ أن تطور الرأسمالية سيفضي تلقائياً إلى دمارها وإنضاج شروط الاشتراكية، برأي مناوئيه من الماركسيين، بضرب "من الطمأنينة الانتهازية، المسلّمة مقاديرها لقوى التاريخ، المتصور على أنها نتاج ضرورة محايثة للاقتصاد، تاركة له مهمة إنجاب نظام اجتماعي جديد". ولمّا وسّعت الرأسمالية، في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، من هامش ربحها قدّمت تنازلات ملموسة للطبقة العاملة التي لم تعانِ من إفقار نسبي كما تنبأ ماركس. كذلك لم تُصفّ الطبقة الوسطى، ولم تتفاقم الأزمة الاقتصادية وتزداد البطالة ويعم الاضطراب. بل حصل العكس، فبرز حينئذ من يشكك ويطعن "في صحة الرؤية الماركسية للحركة باتجاه الاشتراكية". وكان على رأس هؤلاء برنشتاين الذي رأى أن الاشتراكية "ستولد من سيرورة تكيّف الرأسمالية التي تفتح آفاق نشاط جديد أمام الأحزاب الاشتراكية إذا عرفت وأدركت أن منظور الثورة لم يعد مذ ذاك فصاعداً سوى أسطورة. وفي هذه الحال، ستكون هي صاحبة الكلمة الأخيرة في استخدام الإمكانات المتعاظمة باستمرار التي يتيحها لها تقدّم الديمقراطية كي تعزز مواقعها شيئاً فشيئاً داخل النظام بهدف تحويله تدريجياً، عن طريق إصلاحات تعمل رويداً رويداً على إزالة سيطرة الطبقة الرأسمالية واستغلالها". فيما تنبأ بليخانوف، أحد قادة المناشفة، بأن بلداً مثل روسيا ( 1917 ) "لا يمكن أن يعطي سوى دولة أوتوقراطية استبدادية حتى لو ارتدت رداءً بلشفياً".وصم أمثال كاوتسكي وبرنشتاين وبليخانوف بالتحريفية. وانبرى كثر من الماركسيين للتصدي لهم، ولمن لفّ لفّهم، وبيان تهافت طروحاتهم. وإن كان الحال سيختلف بعد عقود، بعد سقوط التجربة البلشفية، حين ستعلو الأصوات للعودة إلى كاوتسكي ومجموعته، وإعادة قراءة نصوص الاشتراكيين الديمقراطيين الألمان والروس.كان تعويل من سُمّوا بالتحريفيين على النضال النقابي الذي سيفضي، بحسب وجهة نظرهم، بالنقابات إلى المشاركة في الإدارة، ومن ثم الحلول محل الطبقة الرأسمالية في السيطرة على المصانع. لكن ذلك كان وهماً محضاً،  كما ستثبت التجارب القريبة. وكما سيؤكد الماركسيون الراديكاليون. وها هي روزا لوكسمبورغ تقرّ بأن "الاشتراكية ليست منقوشة سلفاً في سماء التاريخ، وإنما هي بالأحرى فرصة تُنتهز: فإذا لم تُنتزع في الوقت المناسب من أحشاء المجتمع القديم بواسطة تدخل الجماهير الحاسم، فإن المجتمع برمته سيتراجع القهقرى نحو الهمجية". وهنا، في هذا المنعطف الحاسم، ظهر قائد اشتراكي كارزمي، ومنظِّر من طراز رفيع، هو فلاديمير أليتش لينين.كان العصر الذي عاشه لينين مختلفاً عن عصر ماركس.. كانت معطيات جديدة قد برزت على الأرض. وكانت تحديات جديدة تواجه الفكر الماركسي والاشتراكي. وحين ضُربت الرأسمالية في أضعف حلقاتها ( روسيا/ أكتوبر 1917 ) بناء على فكرة تروتسكي كان لزاماً، على الأقل، من وجهة نظر قادة ثورة أكتوبر ومفكريها، وعلى رأسهم لينين، إدخال تعديلات جوهرية على الماركسية ( نظرية وتطبيقاً ). وكما يقول هربرت ماركوز في كتابه ( الماركسية السوفياتية ) فإن "ظهور اللينينية كشكل جديد للماركسية قد حدّده عاملان أساسيان: 1ـ العمل على إدخال الطبقة الفلاحية في مدار النظرية والإستراتيجية الماركسيتين. 2ـ العمل على إعادة تحديد آفاق التطور الرأسمالي والثوري في العصر الإمبريالي". فمقابل قدرة الرأسمالية المتقدمة على الاستمرار مع إضعاف الشحنة الثورية لدى البروليتاريا كان يجب بالنسبة للماركسيين "تشديد اللهجة على البلدان المتأخرة التي تسيطر فيها الزراعة والتي كان يبدو أن ضعف القطاع الرأسمالي فيها يقدّم فرصاً أفضل للثورة". وفي ما بعد سيطرح سمير أمين أفكاراً قريبة جداً من هذا في نظريته عن المركز والأطراف. وسيرى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram