أفادت دراسة أميركية بأن الأشخاص الذين يتمتّعون بمستويات عالية من المرح كانوا أكثر قدرة على الصمود والتكيف، خصوصاً خلال جائحة كورونا مقارنةً بغيرهم
وأوضح الباحثون من جامعة ولاية أوريغون، أن النتائج تُبرِز الدَّور المهم للمرح في تعزيز المرونة النفسية والتكيف مع الظروف الصّعبة، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية "Frontiers in Psychology".
والمرح هو سِمة شخصية تعكس القدرة على التفاعل مع الحياة بروح متفائلة، من خلال الانخراط في الأنشطة بطريقة إبداعية وممتعة حتى في الأوقات العصيبة.
ولا يعني المرح إنكار الواقع أو التغاضي عن التحدِّيات، بل يتمثَّل في إيجاد لحظات من الفرح والتعامل مع المواقف بمرونة وحسٍّ فكاهي يُساعد على تخفيف التوتر، وفق الباحثين. المرح لا يقتصر على اللعب أو المزاح، بل يشمل الانفتاح على التجارب الجديدة وإضفاء لمسة من المتعة على المهام اليومية، ممَّا يُعزِّز الصحة النفسية ويُساعد على التكيف مع الضغوط الحياتية.
وخلال الدراسة، حلّل الباحثون بيانات أكثر من 500 شخص بالغ في الولايات المتحدة، حيث صُنّفوا إلى مجموعتين بناءً على مستوى المرح لديهم، وفقاً لمقياس طوره فريق البحث عام 2014.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر مرحاً كانوا أكثر تفاؤلاً بشأن المستقبل حتى خلال الجائحة، ولجأوا إلى حلولٍ إبداعية للتَّكيف مع التحديات اليومية، وأضفوا جودة ومتعة على أنشطتهم اليومية حتى لو كانت مشابهة لأنشطة غيرهم، كما تعاملوا مع المواقف الصعبة كأنها فرص للنمو والتعلم، وشعروا بسيطرة أكبر على ردودِ أفعالهم ممَّا ساعدهم على الحد من تأثير التوتر.
في المقابل، كان الأشخاص الأقل مرحاً أكثر عرضة للتوتر والقلق بسبب التغيرات التي فرضتها الجائحة، وواجهوا صعوبة في إيجاد بدائل إيجابية للأنشطة المفقودة أو المحظورة خلال فترات الإغلاق، كما افتقروا إلى الأساليب الإبداعية في حل المشكلات والتكيُّف مع المواقف الجديدة، وشعروا بضغطٍ نفسي أكبر نتيجة فقدان السيطرة على الأوضاع من حولهم.
واقترح الباحثون طرقاً عدّة لتعزيز روح المرح لدى الأفراد، منها الانخراط في أنشطة تُثير الفضول والمرح، وتجربة طرق جديدة لإنجاز المهام الروتينية، وخلق فرص للاستكشاف العفوي وغير المنظم، بالإضافة إلى قضاء الوقت مع أشخاص مرحين يُلهمون الضحك واللعب، وتبني لحظات الدعابة والمرح متى كان ذلك مناسباً.
وشدّد الفريق البحثي على أن المرح قد لا يتطلّب ملعباً أو ألعاباً بعينها؛ بل يكمن في تبنِّي روح الانفتاح والمرونة في الحياة اليومية. كما أوصى الباحثون بتخصيص 5 إلى 10 دقائق يومياً لممارسة نشاط مرح حتى في أوقات الانشغال، نظراً لتأثيره الإيجابي الكبير في الصحة النفسية.
الأشخاص المَرِحون أكثر صموداً أثناء الأزمات

نشر في: 12 فبراير, 2025: 12:02 ص