بغداد/محمود الجبوري
كشفت مصادر امنية واستخبارية عن مساعي لعناصر تنظيم داعش لإحياء الخلايا النائمة والمناطق الملتهبة امنيا في عدة مناطق من العراق بعد وصول الكثير من قيادات الجماعات المسلحة الى هرم السلطة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الاسد.
أخطر التحذيرات أطلقها زعيم تحالف مستقبل العراق الذي شغل مناصب وزارية وبرلمانية سابقا باقر جبر الزبيدي بالقول، إن "هناك معطيات امنية في محاولة العناصر الإرهابية بمختلف مسمياتها في سوريا للتواصل مع عناصر سورية الجنسية تعمل بشكل طبيعي في العراق وتهديدهم باستهداف ذويهم في سوريا في حال عدم التعاون".
ودعا الزبيدي خلال حديثه على صفحته الرسمية "فيسبوك" الى عمل أمني استخباراتي وعملية احتواء لهؤلاء الذين يتم ابتزازهم لتحقيق أهداف الإرهاب.
وحدد الزبيدي اولويات تنظيم داعش باحياء معاقله وأبرزها مثلث حمرين مهمة لتنظيم داعش حيث يحاول دائما أن تكون له نقطة انطلاق من هذا المثلث باتجاه بقية المناطق وهو يمثل موقع جغرافي مهم لقربه من الحدود بين ديالى وكركوك وصلاح الدين، فضلا عن وجود عشرات القرى المحررة في هذا المثلث والتي يحاول داعش العمل على استقطاب عناصر منها تساعده استخباريا.
وأضاف، أن "الخط الآخر هو منطقة الزركة الواقعة على الحدود الفاصلة بين محافظتي صلاح الدين وكركوك والذي نجح التنظيم في نشر عدد قليل من العناصر فيها تمهيدا لنقلهم إلى أماكن أخرى".
بدوره، أكد القيادي في الحشد الشعبي محمد التميمي أكد ورود معلومات ومساعي لتنظيم داعش بإحياء المعاقل الساخنة في أطراف ديالى وصلاح الدين وكركوك واعادة تنشيط طرق التسلل بين عناصر التنظيم عبر محافظة نينوى الحدودية مع سوريا لصعوبة التسلل عبر منافذ محافظة الانبار.
وقال التميمي في حديث لـ(المدى) ان "المناطق الشاغرة بدءا من ديالى واطراف صلاح الدين وكركوك والتي تمتد عبر جبال حمرين ومكحول مازالت مخابئ خفية لعناصر داعش الفارة والمتخفية من الملاحقة الامنية والتي تنتظر الثغرات والدعم من محافظات اخرى لإعادة احياء نشاطها من جديد رغم ان التهديدات لا ترقى الى مستوى الخطر قبيل عام 2014".
ويذهب التميمي في حديثه الى، أن "أبرز معاقل داعش في أطراف ديالى وهو معسكر عائشة الواقع في المنطقة المحصورة ما بين شمال بحيرة حمرين غرب ناحية السعدية وجلولاء، شمال شرقي المقدادية، ويبعد عن بعقوبة مركز محافظة ديالى نحو 80 كم".
ويعلل التميمي، سبب اختيار هذا المكان، إلى "عدم وجود مراكز للقرى قريبة منه، ويقع ضمن مناطق الفراغ الأمني، بالإضافة إلى حرية الحركة شمالا، كون المعسكر يربط شمال المقدادية وبعقوبة والخالص، وصولا إلى ناحية العـظيم 60 كم شمالي غرب ديالى".
ونوه القيادي الى تدمير بنى المعسكر التحتية واللوجستية عدة مرات الا عناصر التنظيم تعود للمعسكر بعد انتهاء العمليات البرية وتعيد ترميم مخابئ ومضافات جديدة ما يتطلب اعتماد الطيران المسيرة للرصد وتوجيه الضربات الوقائية للمعسكر قبيل اعادة نشاطه من جديد في ظل التهديدات المحيطة بأمن العراق بعد التغييرات السياسية في سوريا ووصول الغالبية من القيادات والعناصر الارهابية الى السلطة الامنية والسياسية في سوريا.
الى ذلك، كشف الباحث بالشأن الامني فؤاد البياتي، عن وجود تهديدات للكثير من المواطنين السوريين العاملين في العراق من قبل عناصر وقيادات ارهابية في سوريا ضمن المفاصل الامنية الحساسة تساوم المقيمين في العراق على التعاون مع داعش المتخفي او تصفية اسرهم وذويهم ما ينذر بخطر أمنى كبير يهدد الامن المجتمعي العراقي.
ودعا البياتي في حديث لـ(المدى)، السلطات الحكومية والامنية الى اعادة تقييم ومراجعة لأوضاع السوريين المقيمين في العراق وتدقيق سجلاتهم الامنية بالتنسيق مع الاجهزة الاستخبارية وفتح حلقة تعاون مع الحكومة السورية لمنع عودة داعش من جديد وبمسميات جديدة وغير مكشوفة.
من جهته، قلل عضو الامن والدفاع النيابية صلاح مهدي زيني من وجود مخاطر امنية على العراق بعد التحول السوري ووصول جماعات مسلحة الى السلطة في سوريا.
وقال زيني في حديثه لـ(المدى)، إن "التنسيق الامني مع الجانب السوري عال جدا وبمراحل متقدمة وفي جميع الجوانب الامنية الى جانب تعزيز الحدود مع سوريا بقطعات امنية اضافية وخطوط مسك متكاملة على اتم وجه".
ونفى زيني وجود معلومات بقيام قيادات وعناصر في التنظيم الارهابية منخرطة في القوات الامنية السورية باي محاولات ابتزاز وتهديد للمواطنين السوريين المقيمين في العراق واعتبرها مجرد تأويلات تفتقد للدقة والمصداقية.
واشار زيني الى ان الجهات الحكومية والامنية في العراق تراقب عن كثب جميع المقيمين السوريين في العراق وفق تدقيق وتنسيق أمنى تام بين جميع الاجهزة مؤكدا ان الملف تحت السيطرة الامنية التامة.