TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري جميل

بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري جميل

نشر في: 16 فبراير, 2025: 12:05 ص

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي أمس الأول الجمعة، جلسة تأبينية واستذكارية للمخرج العراقي الكبير الراحل محمد شكري جميل، ادارها الناقد سعد عزيز عبد الصاحب. عميد كلية الفنون الجميلة السابق د.عقيل مهدي يوسف، قال انه "أتذكر في احدى المرات حين فاتحنا الراحل محمد شكري جميل للدخول بعمل انا ويوسف الصائغ، ومن جملة ملاحظاته انه رفض احد الممثلين بسبب انطباع خاص بشأن هيأته"، مبينا ان "الراحل لديه نمط التلويح بالعصى ويمكن انه اخذه عن والده العسكري، وهذا النمط دائما ما جعل وجهه صارما بتعبيراته وهو يظهر وكأنه يهدد كادر العمل".

وأضاف، انه "لديه اعمال تسجيلية كثيرة وبعدها سافر الى عدة بلدان وتعرف على التجارب السينمائية، وفي احدى المرات زار مصر والتقى بالرئيس جمال عبد الناصر فسأله من أي بلد انت فأخبره انه محمد شكري جميل من العراق، تفاجأ عبد الناصر وضحك وربما بسبب نبرة الحديث والاعتداد بالنفس".
وأشار الى ان "محمد شكري جميل مهني وحرفي وفي لندن تعلم في الاستوديوهات وكيفية أداء الممثلين الكبار، وما يفخر به الراحل ان ممثلين عالميين شاركوا في اعماله، ولكنه يغالي. لديه سلسة من التوصيفات للذين يزعجوه وينعتهم بأوصاف شتى".
من جهته قال، المخرج جمال محمد، ان "علاقتي بالمخرج محمد جميل تبتعد أحيانا عن الفن وتذهب الى الأمور الشخصية ومرة سألته عن فيلم الملك غازي وعن سبب حذف خط درامي قوي جدا من هذا الفيلم، وهو انقلاب بكر صدقي عام 1963، أخبرني ان الحكومة السابقة لا تريد تسليط الضوء على بكر صدقي".
وأضاف، ان "الراحل أخبرني انه كردي من الاب والام، وان والده كردي من تركيا في منطقة ماردين ووالدته من عشيرة بابان الكردية في محافظة السليمانية. الراحل من الشخصيات المثيرة للنقاش، وهو متزمت ويصل الى ما يريده من خلال حدة أسلوبه".
الصحفي عبد العليم البناء، قال انه "الفت عدة كتب عن المبدع الكبير محمد شكري جميل الذي يعد شيخ مخرجي السينما العراقية واكاد أقول من كبار مخرجي السينما العربية واقترب من العالمية لولا انقطاع الدعم المقدم اليه".
وتابع بالقول، "تعرفت الى الراحل في دائرة السينما والمسرح عام 1978 واجريت معه اول حوار عن فيلمه الروائي المميز "الاسوار" ومنذ تلك اللحظة وحتى وفاته كنت على تواصل معه من خلال مواقع التصوير وحاولت ان اواكب هذه المسيرة واسلط عليها الضوء كتابة وتوثيقا وحوارا لكي اخرج جواهر هذا المخرج العظيم ولم يكن يحابي وقد اتهم بانه مخرج السلطة في حين ان السلطة منعت له ثلاثة أفلام منها فل (السلاح الأسود) الذي اعتبر انه يروج للفكر الشيوعي وبذلك منع الفيلم قبل الإنتاج".
وأكمل، انه "نحن ثلة من الكتاب حاولنا تسليط الضوء على الراحل، وفي مجلة السينمائي التي ارأس تحريرها قدمنا ملفا خاص به ساهم فيه جملة من الزملاء في مقدمتهم المبدع علاء المفرجي الذي كتبه عنه وقال بعنوان (محمد شكري جميل الذي حببني للسينما) كما قدم الناقد مهدي عباس فيلموغرافيا عن مسيرته، إضافة الى الدكتور سالم شدهان، وأجريت معه حوارا مميزا واستخرجت منه رؤاه ومبادئه السينمائية التي كاد ان يجعلها وثيقته اليومية".
وبين انه "في الحوار معه ذر بعض الأشياء المهمة التي لا يمكن عبورها، ويقول مرة سألني أحد رؤساء الوزراء عن القضايا التي تعيقني، فاخبرته ان العائق هو التصوير في البيوت العامة في حين المفروض من الدولة بناء ثلاث او أربع استوديوهات تكون معامل للإنتاج وهي تربي الصناع المهرة، بينما أنظر الى مصر ووجود استوديوهات ومدينة السينما التي تدل على إدراك لقيمة الفن السينمائي، كصناعة وفن".
وذكر أيضا، انه "سألته عن كونه مخرج الدولة الأول، فقال ان مشكلتي مع الدولة لانها منعت لي 3 أفلام، واولها فلم الظامئون لان موظفا صغيرا في الوزارة كتب كيف يمكن الموافقة على فلم الظامئون والعراق عنده نهران دجلة والفرات دون ان يرى الفيلم، في حين اني لا أقول في الفيلم إن العراق بلا نهرين وانما أقول إن العراق برغم هذين النهرين لكنه لا ينظر الى ما هو ابعد عندما يحل الجفاف، وماذا سيفعل اذا انقطع المطر".
بدوره قال المخرج نزار شهيد الفدعم، ان "محمد شكري جميل هو المؤسس الحقيقي للسينما العراقي من حيث عدد الأفلام التي انجزها وشكل الإنتاج الذي اخذ به واخرجه من المحلية الضيقة الى العالمية بفعل اطلاعه على تجارب سينمائية في بلدان مختلفة وحاول فيها ان يعكس أفضل ما تعلمه من فن سينمائي متقدم من خلال أفلامه الكثيرة".
وأضاف ان "الراحل حين يعمل فيلم يتحول الى ظاهرة الجميع يتحدث بها والجميع يريد العمل معه ويتحمل كل الكلام الذي يقال، مع انه مزاجي ودقيق وحريص ويهتم جدا بالممثلين وهي احدى مشاكله معهم، كونه يعمل على اعدادهم ويعود إليهم بعد سنوات ويوجه ملاحظات مستمرة، واستخدام العصى أحيانا تكون مارشالية قيادية وأحيانا تربوية".
د. حمد أبو خضير، قال انه "ممكن وصف مشروع محمد شكري جميل كونه حكاء سينمائي، ومسوغ هذا الوصف في تقسيمات الفيلسوف دوبريه للوسائط، وهي عملية نقل الفكر من ذات الى ذات، وهذه البينية يجب ان تعتمد على وسيط، فعندما نجد الكتاب وسيط والرسالة وسييط واللوحة والتلفاز والسينما، واعتقد ان محمد شكري جميل فعلا بقي بندوليا وبينيا بين الحكاية التي تعتمد الملفوظ او السرد مرجع ذلك اعتماده على نصوص روائية سردية وهذا مسوغ الحكاء، اما السينما فهي أيضا وسيط".
واشار الى ان "محمد شكري جميل استأنس الى نصوص روائية تمتلك نهايات قيمية واخلاقية ولا تمتلك أسئلة وهي وليدة لحظتها السردية والروائية".
مدير التصوير في اخر أفلام محمد شكري جميل، الفنان عمار جمال، قال انه "رغم قصر الفترة الي عملت بها مع الراحل وهي اخر 13 سنة، وتعرفت عليه اثناء التحضير لفيلم المسرات والاوجاع، عن طريق استاذي الراحل حاتم حسين وأخبره انني الشخص الوحيد الذي سيعمل على 35 ملم كونه كان لا يؤمن بالديجيتال وان السينما ستبقى بالفيلم 35 ملم، وبدأت التعامل معه وهو معلم لمن يحتاج التعليم، ولا ينثر معلوماته لاي شخص، وهو حاد المزاج وعصبي ويحتاج الى تعامل خاص".
في ختام المداخلات، قال الناقد السينمائي علاء المفرجي، ان "محمد شكري جميل كان مخرج عراقي بامتياز ولم تسنح له الفرصة او الفرص التي منحت لغيره، وقبل عام 2003 عانى الكثير رغم ان الكثيرين يعتبرونه استفاد من تلك الفترة، وبعد 2003 لم تسنح له فرصة سوى في مشروع بغداد عاصمة الثقافة وكلنا يعرف مساوئ هذا المشروع فيما يخص انتاج الأفلام".
وأضاف، ان "محمد شكري جميل يحتاج الى توثيق جيد ومحترم وهو توثيق للسينما العراقية، والأستاذ عبد العليم البناء هو أفضل من وثق مسيرته حتى كتاب المذكرات الذي كتبه محمد شكري جميل كان باشراف البناء وإلحاحه".
ولفت الى ان "الراحل تعلم السينما في لندن وأول فيلم وثائقي اخرجه في لندن ورأته اجاثا كريتي وقالت انه سيصبح ذي شأن في السينما، لذلك تراه محبا للسينما بدرجة غريبة وكان عالمه الشخصي هو عالم سينمائي ويتصرف كسينمائي، ويحدثك عن الأشخاص وطبيعة العمل والأسلوب وتشعر وكأنك مشارك في هذا الفيلم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

رصيف الكتب أنسب سوق ثقافي في العراق ويفتتح لأول مرة خلال أيام الدوام الجامعي

رصيف الكتب أنسب سوق ثقافي في العراق ويفتتح لأول مرة خلال أيام الدوام الجامعي

الموصل / سيف الدين العبيدي رصيف الكتب منذ ان تأسس في عام 2017 كأول مبادرة ثقافية في أم الربيعين من بعد التحرير اقتصر على يوم الجمعة فقط، لكن هذه المرة استمر لثلاثة ايام وذلك...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram