ترجمة/ عدنان علي
الدور الذي تلعبه العميلات في عالم التجسس ليس من بقايا ستراتيجيات الحرب الباردة، بل هو واقع ديناميكي ومتطور متأثر بالعولمة والتقدم التكنولوجي.
وقد برزت منصات مثل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة ومواقع التواصل المهني مثل لنكدن كأماكن رئيسية لعملاء لاكتشاف الأهداف المحتملة والتواصل معها.
ومؤخرا اجتذبت الادعاءات التي تحيط بالجاسوسات الصينيات تدقيقا دوليا كبيرا، مما كشف عن مشهد مظلم من الأنشطة السرية التي يتشابك فيها الاغراء والتلاعب والاكراه.
في عام 2020 أشار مسؤولو الاستخبارات الأميركية الى، كريستين فانغ، المعروفة أيضا باسم فانغ فانغ، باعتبارها عميلة صينية مشتبه بها استهدفت المشرعين الاميركيين، بما في ذلك عضو الكونغرس الديمقراطي أريك سوالويل.
وتشير التقارير الواردة من اكسيوس الى ان فالنغ طورت علاقات مع سوالويل ومسؤولين محليين آخرين. يزعم انها تسعى الى الوصول الى معلومات سرية.
وفي تقرير صدر عام 2021، أثارت ناشيونال بلس ناقوس الخطر حول شبكة من الجاسوسات الصينيات يعملن في استراليا ويستهدفت السياسيين المؤثرين وقادة الأعمال.
وبينما تظل التفاصيل غير واضحة، تستمر معلومات الوشاية بالمواد المخترقة المستخدمة في عمليات الضغط في الانتشار داخل دوائر الاستخبارات. وفي أيلول 2023 كشف مدير وكالة الاستخبارات المحلية الأسترالية ان مواطنا صينيا طرد من البلاد في اعقاب محاولة فاشلة للتسلل الى مؤسسة بحثية مرموقة خلال قمة استخبارات فايف آيس.
في أيلول عام 2024 تم القبض على، ليندا صن، المساعدة السابقة لحاكمي نيويورك كاثي هوشول واندرو كومو، بتهمة العمل كوكيلة غير قانونية للصين. يزعم المدعون ان صن وزوجها حصلا على فوائد مالية كبيرة من مصادر صينية، والتي يزعم انهما استخدماها لشراء عقارات فاخرة.
تتهم صن باستغلال مناصبها الحكومية للترويج سرا للمصالح الصينية، بما في ذلك تقويض الجهود السياسية التايوانية وتسهيل ترتيبات السفر لمسؤولين الصينيين في الولايات المتحدة.
بالإضافة الى ذلك وفي نفس الشهر في 2024 وجدت أليس جيو، عمدة الفلبين السابقة، نفسها متورطة في مزاعم تجسس. فقد اتهم رجل اعمال صيني محتجز، اعترف بانه جاسوس، جيو بالتجسس، مدعيا بانها تدربت على التسلل الى الحكومة الفلبينية والتأثير عليها. ونفت جيو بشدة هذه الاتهامات وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد منتقديها.
في حين ان هناك نقصا في التوثيق الواسع النطاق فيما يتعلق بالجواسيس الصينيات اللائي يستخدمن تكتيكات الابتزاز في الهند، فقد ظهرت عدة حالات بارزة تثير مخاوف كبيرة بشأن التجسس التي تشمل افرادا صينيين. في تشرين الأول 2022 القت شرطة دلهي القبض على امراة تدعى كاي رو من مقاطعة هاينان، والتي تبنت هوية مزيفة كراهبة بوذية.
تم القبض عليها في ماجنو كاتيلا، وهي منطقة مخيم للاجئين التبتيين يرتالدها السياح وتقع بالقرب من الحرم الجامعي الشمالي لجامعة دلهي، لمشاركتها المزعومة في أنشطة معادية للبلاد. تسلط هذه الحوادث الضوء على المخاوف المستمرة بشأن التجسس المرتبط بالمواطنين الصينيين في الهند.
وتثير المناورات الاستباقية للجاسوسات الصينيات القلق بشكل خاص في المجال الجيوسياسي والتكنولوجي اليوم. ومع تصاعد التوترات بين الصين والدول الغربية، تصاعدت حدة جهود التجسس الرامية الى استغلال نقاط الضعف في الأطر السياسية والعسكرية والاقتصادية. وغالبا ما تستخدم العميلات الإناث تكتيكات مثل فخاخ العسل للإيقاع بشخصيات مؤثرة، ما قد يؤدي الى اضطرابات كبيرة في صنع السياسات والشراكة الدولية. علاوة على ذلك تشكل ستراتيجيات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بما في ذلك التجسس الموجه الى دول مثل الهند واليابان وأستراليا، تهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي.
شبكات تجسس نسائية تستهدف شخصيات خارجية

نشر في: 16 فبراير, 2025: 12:10 ص