علاء المفرجي
صدر حديثا كتاب (علي عيسى.. قناص اللحظات الإبداعية الهاربة) الصادر عن نقابة الفنانين، تأليف عبد العليم البناء، وكتب مقدمته الفنان د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين. والكتاب يتناول سيرة حياة الفوتوغرافي علي عيسى. حيث أصبحت الصورة الفوتوغرافية بتجلياتها وأشكالها المختلفة تهيمن على حياتنا اليومية وتحاصرنا في كل الأمكنة، فقد
برز في العراق كثير من المصورين الفوتوغرافيين على مدى عقود عدة لكن معظمهم لم يرتق إلى مرتبة (فنان فوتوغرافي) إلا القليل منهم، من الذين تركوا بصماتهم الإبداعية في هذا اللون أو ذاك من عالم التصوير الفوتوغرافي الجميل، ومنهم الفنان علي عيسى.
حمل الفصل الأول عنوان (علي عيسى والوثيقة البصرية) وتوقف عند تأريخ التصوير الفوتوغرافي والصورة الفوتوغرافية وتعريفها ومفهومها ومكوناتها ودورها وأهدافها وأبعادها الجمالية والإبداعية، بإعتبارها اللغة البصرية الأفضل شكلاً ومضموناً، مع التعريف بتجربة الفنان الفوتوغرافي علي عيسى الإبداعية طوال نصف قرن والغوص في تفاصيل الصور التي إقتنصها، ليصبح عراب الصورة الفوتوغرافية المسرحية في العراق، الذي لم يكتف بعطاءات وابداعات (الفرقة القومية - الوطنية للتمثيل) بل بادر من خلال عمله في دائرة السينما والمسرح إلى توثيق إنتاجات دائرة السينما والمسرح من الأفلام السينمائية وفعاليات (الفرقة القومية - الوطنية للفنون الشعبية) والمهرجانات السينمائية والمسرحية، فضلاً عن عديد الأعمال المسرحية للفرق المسرحية الأهلية والمستقلة والأعمال التلفزيونية الدرامية، ناهيك عن إقامته أكثر من تسعين معرضاً شخصياً عن مجمل منجزه البصري الشامل في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية والفنون الشعبية وموضوعات حياتية متنوعة.
جاء الفصل الثاني الموسوم (إضاءات على تجربة علي عيسى الفوتوغرافية) ليتضمن مقالات كتبتها كوكبة من كبار الكتاب والنقاد والفنانين والإعلاميين العراقيين الذين جايلوه عبر مقالات مهمة بعضها تمت كتابتها خصيصاً بطلب من المؤلف، وبعضها الآخر تم نشرها في العديد من الصحف والمجلات العراقية في مراحل زمنية مختلفة، وقدموا فيها قراءاتهم ورؤاهم ومؤشراتهم تجاه تجربة الفنان الفوتوغرافي علي عيسى إذ كانوا على تماس مباشر مع منجزه الفوتوغرافي، وبعضهم من الفنانين الذين عايشهم وعايشوه أثناء خوضهم لتجاربهم المسرحية، والبعض الآخر لنقاد وإعلاميين تعاون معهم عبر تزويدهم بنماذج من إبداعاته التي توشت بها موضوعاتهم عن عديد الأعمال الفنية العراقية والعربية ومختلف الفعاليات التي كان علي عيسى ينفرد بتصويرها وبجودة فنية عالية.
أما الفصل الثالث والذي حمل عنوان (دراسات كاشفة لمنجز علي عيسى الفوتوغرافي) فقد شمل دراسات بحثية دقيقة وكاشفة، بقلم عدد من أبرز النقاد والباحثين الذين عالجوا فيها الأبعاد الفكرية والجمالية والإبداعية للمنجز الفوتوغرافي للفنان علي عيسى وتأشيرهم لمكامن القوة والإبداع والمغايرة في هذا المنجز، وسبق أن تم نشر بعضها في عدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية وبعضها الآخر كتب خصيصاً بطلب من مؤلف الكتاب.
تناول الفصل الرابع الذي حمل عنوان (حوارات مع علي عيسى) جملة من الحوارات المهمة التي أجراها مجموعة من الصحفيين المعروفين مع الفنان علي عيسى، وتم نشرها في العديد من الصحف والمجلات العراقية في أوقات متباينة، توقفوا فيها عند مراحل ومحطات مختلفة من مسيرة هذا الفنان المبدع في فضاءات عالم الفوتوغراف، وما تمخض عنها من مواقف وأحداث ودروس وعبر منذ بداياته، لاسيما مرافقته لكبار الشخصيات الفنية العربية والأجنبية من ممثلين ومخرجين ومطربين، من الذين زاوا العراق وقدموا أعمالهم أو شاركوا أو عرض عليهم المشاركة في أعمال عراقية سينمائية أو مسرحية أو دراما تلفزيونية، وكذلك تلك الأعمال التي قدموها في المناسبات الوطنية وغيرها.
وتضمن الكتاب ملحقاً لنماذج من الصور الفوتوغرافية المتنوعة في السينما والمسرح والفنون الشعبية والدراما التفزيونية وتلك التي توثق لمراحل من مسيرة وعطاءات علي عيسى الشخصية.
من الجدير بالذكر أن الخزين الفوتوغرافي الإبداعي لعلي عيسى ينطوي على التقاطات متنوعة لمفاصل إبداعية مهمة من حركة الفن العراقي، تتيح الفرصة لإصدار أكثر من كتاب عنها يضيء ويشير إلى هذه الإبداعات، لعل أقربها، إصدار كتاب جديد يحتوي صوراً شخصية (بروتريه) بعدسة علي عيسى لأبرز فناني العراق مع سيرة ذاتية لكل واحد منهم وهو مانعول عليه ليكون حلقة مضافة في تعاوننا التوثيقي المشترك بعون الله تعالى..