ترجمة/ حامد أحمد
كشف تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية UNDP حول الجهود المبذولة لمواجهة وتجاوز الازمة الإنسانية التي خلفها ارهابيو داعش، على مدى ثلاث سنوات من إرهاب وتدمير وتهجير ملايين في عدة مدن عراقية نجم عنها تضرر وتدمير 140 ألف منزل وثلثي اعداد مدارس تلك المدن، ذكرت المنظمة الدولية أنه منذ تأسيس صندوق دعم الاستقرار قبل عقد من السنين نفذ برنامج التنمية ما يزيد على 3 آلاف و700 مشروع في مناطق متضررة ، وبينما عاد أكثر من 5 ملايين نازح الى بيوتهم مع بقاء مليون شخص تقريبا في حالة نزوح، فإنه ما تزال هناك احتياجات إنسانية بحاجة لمعالجة ومتابعة في البلد.
وجاء في تقرير منظمة الأمم المتحدة الذي ترجمته (المدى)، انه "انطلاقا من الإصرار والتعهد بتجاوز هذه الازمة الإنسانية التي خلفها تنظيم داعش، فان منظمات مجتمعية وسلطات حكومية وطنية ومحلية تظافرت جهودها مع منظمات وشركاء دوليين للبدء بمرحلة تعافي متميزة في إعادة بناء منازل واستعادة خدمات أساسية مع وضع أسس لمستقبل مستقر".
وأضافت، انه "ومع تأسيس صندوق دعم الاستقرار منذ العام 2015 وجمع مبالغ من دول مانحة وصلت الى أكثر 1.88 مليار دولار فقد تم اكمال 3,700 مشروع ساهمت في تحسين معيشة قرابة 9 ملايين مدني عراقي وتسهيل عودة خمسة ملايين من النازحين لمناطقهم".
وتقول نافعة، وهي أرملة من المدينة القديمة في الموصل تبلغ 70 عاما من العمر، إن "كل شيء حولهم كان عبارة عن حرائق واطلاق نار وإنهم عاشوا في قبو منزلهم على مدى ثمانية أشهر خلال اصعب مراحل القتال"، مبينة انهم "تعرضوا لضربة مباشرة تسببت بسقوط سقف المنزل، وتعيش نافعة الان في بيتها الذي تمت إعادة ترميمه بمنحة مقدمة من برنامج التنمية للأمم المتحدةUNDP ".
وبإزالة آلاف الأطنان من الحطام والأنقاض عبر حملة طوارئ تمكن برنامج الأمم المتحدة وبدعم الحكومة العراقية من إعادة بنى تحتية وإعادة اعمار منازل مهدت الطريق لعوائل نازحة بمنحهم فرصة العودة لبلداتهم وقراهم، فضلا عن توفير خدمات دعم ومساعدة من توفير دعم غذائي وحماية ورعاية صحية، وفق التقرير.
وأشار التقرير الى، انه "ضمن جهود اعمار البنى التحتية في مناطق متضررة تمت إعادة تأهيل وإعمار محطة توليد الكهرباء في مدينة الرمادي التي تضررت كثيرا اثناء المعارك ضد داعش تاركة آلاف الناس من دون طاقة كهربائية، وضمن مشاريع برنامج التنمية تمت استعادة خدمة توليد الطاقة التي وفرت الكهرباء والانارة لأكثر من 400 ألف شخص. وفي كركوك تمت إعادة تأهيل محطة الري التي وفرت مياه لـ 235 قرية مع إحياء الجانب الزراعي".
بدورها، تقول دانة إبراهيم، مهندسة مدنية من برنامج الأمم المتحدة للتنمية تعمل في المشروع: "اليوم يتمتع المزارعون بموارد مياه حيوية مطلوبة لتعزيز واحياء الإنتاج الزراعي."
أما في مدينة الفلوجة فقد تمت في العام 2022 إعادة افتتاح مستشفى الفلوجة التعليمي الذي يستقبل قرابة 20 ألف مراجع شهريا، ومن ضمن الخدمات التي يقدمها المستشفى هو قسم الأطراف الصناعية حيث يتلقى ضحايا الحرب العلاج بتركيب أطراف صناعية لهم.
الى ذلك، يقول مدير المستشفى، سعد الجميلي، إن "أكثر المراجعين لمركزنا هم من ضحايا الألغام والقنابل والعبوات التي خلفها تنظيم داعش او من القنابل التي القيت في حينها ولم تنفجر."
من جانب آخر وفر برنامج الأمم المتحدة فرص لتدريب وتطوير مهارات شباب عاطلين من خلال ورش عمل تساعد في تحسين معيشة عوائل متضررة وتوفير فرص عمل لهم.
من جانبه، يقول محمد طلال، مدرب في مركز تأهيل في تكريت لتطوير مهارات شباب وتمكينهم، إن "ورشات العمل لدينا تقوم بتجهيز المشاركين بالمعرفة والقدرة وتمكنهم من إطلاق مشاريعهم الصغيرة، ومن خلال قروض ومنح من برنامج التنمية حيث بإمكان المتخرجين من هذه الدورات البدء بمشاريعهم التجارية"، مبينا ان "هذه الدورات تعمل على خلق قوة عاملة كفؤة قادرة في الاعتماد على نفسها."
وبحسب التقرير، فإن الجانب الثقافي والتراثي كان له حصة أيضا في برامج إعادة التأهيل التي أطلقها برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، ففي المدينة القديمة في الموصل، التي سيطر عليها داعش وحولها الى خراب، تم تحويل المركز الثقافي فيها وتأهيله الى متحف يضم قطع آثارية نادرة. وخلال عملية إزالة الأنقاض تم العثور على أواني وجرار فخارية محشوة بقطع نقدية معدنية وموروثات تاريخية تعكس الغنى التراثي والتاريخي لمدينة الموصل.
وفي السياق نفسه، يقول آيوك لوتسمان، ممثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية المقيم في العراق: "عملنا في العراق يتلخص بجهود استعادة مستلزمات الحياة الطبيعية والاستقرار وضمان التعافي للعوائل والمجتمعات المتضررة وبناء مستقبل أفضل لهم."
رغم ذلك يشير برنامج الأمم المتحدة إلى أنه ما يزال هناك كثير من العمل يتطلب الإنجاز حيث ما يزال هناك أكثر من مليون شخص يعيشون حالة نزوح، مع ذلك فان العراق قد تخطى الازمة ويحاول الان التركيز على تعزيز الجانب التنموي طويل الأمد وتعزيز السلام من خلال إعادة ترميم منزل وإعادة افتتاح مدرسة وتوفير فرص عمل جديدة.
عن: موقع ريليف ويب الدولي