 واسط / جبار بچاي

اندلع حريق عصر الأحد الماضي في مخزن كبير للمواد الغذائية والبلاستك وسط منطقة الأسواق التجارية بمدينة الكوت، ووقع الحريق الذي استمر زهاء الثلاث ساعات على مسافة لا تزيد عن عشرة أمتار عن مصرف قرطبة وهو فرع لمصرف الرافدين في المدينة وفي منطقة تتصف بضيق درابينها مع وجود كثافة في المحال التجارية المختلفة وعدد كبير من البسطيات التي يفترش أصحابها الارض أو يستخدمون العربات الخشبية.

الحريق كاد يلتهم عدد كبير من المحال التجارية المختلفة ويؤدي الى كارثة اقتصادية ومالية لو وصل بناية المصرف التي تأثر جانب منها بالنار وأعمدة الدخان المتصاعد لولا سرعة استجابة فرق الدفاع المدني التي واجهت بداية الامر صعوبة في الوصول الى الموقع بسبب الزخم الحاصل في المنطقة وضيق الشوارع المؤدية.
وقال مصدر في مديرية الدفاع المدني في واسط إن "فرق أربع فرق شاركت في إخماد الحريق بعد أن تمكنت من تطويقه من جميع الجهات رغم صعوبة الموقف جراء الأسواق والدكاكين الصغيرة المجاورة وصعوبة حركة العجلات وحتى خراطيم المياه التي اضطررنا لزيادة أطوالها من خلال ربط خرطوم بآخر لمسافة أكثر من 70 متراً في بعض الاتجاهات".
وشاركت الى جانب عجلات الدفاع المدني التخصيصية عشرات الحوضيات العائدة الى دوائر البلدية والماء والمجاري وقيادة الشرطة والمرور وعجلات تابعة الى دوائر أخرى تستخدم لرفع الأنقاض وفتح الطرق الى جانب عجلات الإسعاف الفوري. وأضاف أن "الحريق رغم خطورته لكنه لم يسفر عن خسائر بشرية سوى إصابات طفيفة جدا بين أفراد الدفاع المدني تم معالجتها ميدانياً وعودة المصابين للعمل في مكافحة الحريق الذي تمت السيطرة عليه بجهود استثنائية لفرق الدفاع المدني".
وأكد أن "المعلومات الأولية تشير إلى أن الحريق نتج عن تماس كهربائي، وعلى الفور تم تشكيل فريق فني تخصصي للتحري والكشف عن أسبابه وسرعة انتشاره وما إذا كان المخزن يحتوي على معدات السلامة والإطفاء أم لا؟ وطبيعة المواد المستخدمة في البناء والتسقيف."
من جانبه يقول مدير بلدية الكوت حمزة الزركاني إن "المنقطة التي حصل فيها الحريق ذات كثافة في عدد المحال التجارية وتنوعها، ووقع في دربونة ضيقة جداً، إذ يقع في نهايتها المخزن الذي يشغل مساحة كبيرة لخزن المواد الغذائية والبلاستك ويحيط به من المدخل بناية مصرف قرطبة وفندق شعبي تم إخلاء النزلاء فيه على الفور".
وتابع أن "الحريق نشب في حدود الساعة الرابعة والنصف عصراً، واستمر أكثر ساعتين لحين إخماده كلياً لكن فرق الدفاع المدني وبسبب صعوبة المنطقة اتخذت أول أجراء هو تطويق الحريق من جميع الجهات ضمن منطقة ضيقة ونجحت بذلك".
وأشار مدير البلدية الى أن "منطقة الحادث تكثير فيها التجاوزات على الأرصفة وعلى حوض السوق الرئيس والشوارع المترابطة مع بعضها ولابد من القيام بحملة في القريب العاجل لرفع جميع أشكال التجاوزات ومنع تكرارها لما تسببه من تقييد في حركة المارة إضافة الى شل حركة الآليات تماماً".
وقال مدير بلدية الكوت إن "المحافظ وبعد الاطلاع على تفاصيل الحريق وأسبابه والخطر الكبير الذي كاد يسببه والخسائر وجه بحجز صاحب المخزن مع إقامة دعوى قضائية عليه لعدم التزامه بقواعد السلامة وانعدام وجود معدات الإطفاء واستخدام مواد في البناء غير مرخصة من قبل الدفاع المدني إضافة الى سوء الخزن." في غضون ذلك أكد شهود عيان أن السنة النيران امتدت الى جامع صغير مجاور للمخزن وألحقت به أضراراً، فيما تضرر عدد من المحال لكن بنسب متفاوتة جميعها دون الوسط.
ويقول المواطن علي محسن رحيم، وهو صاحب محل للألبسة النسائية قريب من الحادث إن "الجهات المعنية مطالبة بتنظيم منطقة الأسواق التجارية ورفع التجاوزات الموجودة والبسطيات والتي كانت سببا رئيساً في تأخر وصول عجلات الدفاع المدني التي اضطرت الى التوقف مسافة بعيدة واستخدام ربط الخراطيم لغرض الوصول الى منطقة الحريق." وأشار الى أن "عملية رفع التجاوزات وتنظيم منطقة الأسواق لابد أن تنتهي قبيل حلول فصل الصيف حيث تكثر الحرائق عادة لأسباب كثيرة أهمها الأعطال التي تتعرض لها الشبكة الكهربائية جراء زيادة الأحمال."
وغالبا ما تندلع الحرائق في الأسواق التجارية، وخاصة الشعبية منها، نظرا لتزاحم المحال والمخازن والأسلاك الكهربائية، ومنها أسواق جميلة والشورجة في العاصمة بغداد.
ويتصدر التماس الكهربائي أسباب الحرائق بواقع 13 ألفا و297 حريقا، فيما تلاه 12 سببا آخر، وهي حسب الترتيب من الأعلى بالتسبب بالحرائق: عبث الأطفال، الإهمال، أعقاب السكائر، حوادث حريق العمد بفعل فاعل، حوادث الحريق بسبب شرارة خارجية، حوادث حريق التسرب الغازي، حوادث تسرب الوقود، حوادث حريق بسبب نزاع عشائري، حوادث حريق اصطدام وسائل النقل، حوادث الحريق بسبب احتراق ذاتي، حوادث الحريق بسبب انفجار، إضافة إلى أسباب متفرقة أخرى سجلتها مديرية الدفاع المدني من خلال تقارير الأدلة الجنائية، بحسب بيان للمديرية.