الموصل / سيف الدين العبيدي
من على سفوح نهر دجلة وتزامناً مع بدء اعمار الواجهة النهرية، اعلنت وزارة الثقافة والسياحة والاثار عن اطلاق مشروع اعادة ترميم ٣ مواقع اثرية وتراثية مهمة من وهي قلعة باشطابيا ومبنى بارود خانة وحمام القلعة وذلك بتمويل من الإتحاد الأوروبي وحكومة نينوى المحلية وبإشراف مفتشية اثار نينوى ومنظمة اليونسكو، وتبلغ نسبة الدمار لباشطابيا ٧٠٪ وقد دعا الاثاريون في وقت سابق بضرورة اعمار هذا المعلم الذي لا يقل اهمية عن مئذنة الحدباء كونه يعود الى القرن الثاني عشر عندما قام الاتابكة في اعادة بناء القلعة لتكون احدى القلاع التي دافعت عن ام الربيعين خلال الغزوات التاريخية عليها، ويبلغ ارتفاع باشطابيا ١٥٠ قدم عن النهر، اما عن مبنى بارود خانة فهو معلم تراثي كان مخزن لأسلحة الجيش العثماني بناه والي الموصل محمد البيرقدار عام ١٨٣٤م، وسوف يتحول الى متحف ومكتبة، اما عن حمام القلعة تعد اقدم حمامات الموصل، شيدت عام ١٧٤٤م، وتعرضت الى اهمال واليوم سوف تتحول الى مطعم تراثي عند الواجهة النهرية.
عضو المجلس الدولي للآثار الدكتور عمر جسام اوائل من حذر من انهيار القلعة اوضح لـ(المدى) ان باشطابيا تواجه تحديات بيئية ومناخية بحيث سرعة الرياح جعلها تميل بشكل مخيف وقربها من النهر مع التربة الزراعية في اسفلها، وبين ان اليونسكو سوف تجري دراسة على الموقع من اجل صيانتها وترميمها وتدعيم برجها،وبين ان هناك تحدي يواجه العمل وهو عدم وجود مخططات اصلية قديمة تبين كيف كان وعدم معرفة حجم الاموال التي يتطلبها الموقع، وكيفية اسناد البناء والبرج، وبذلك اليونسكو سوف تجري الدراسة عبر مختصين وتقدمها للجهات العراقية التي ستحدد الكلف ومفاتحة الجهات الدولية لتمويل المشروع، ويتوقع ان تستغرق الدراسة عام كامل، والبناء ما لا يقل عن ٣ سنوات من العمل، واذا رافقتها تنقيبات أثرية سوف تستغرق ٥ اعوام.
محافظ نينوى عبدالقادر الدخيل اوضح لـ(المدى) ان الواجهة النهرية مرشحة ان تكون على لائحة التراث العالمي، فيما اكد مفتش اثار نينوى رويد موفق في حديثه للمدى استعداد كوادره في ترميم اي موقع اثري، كذلك اعلن عن افتتاح مركز للتطوير والتدريب الآثاري، وفي الزيارة للاخيرة لوزير الثقافة لدولة قطر اتفق على تبادل الخبرات مع الاثاريين في نينوى وتطبيق برنامج المتاحف المتنقلة وتأهيل كوادر تعرض اثار نينوى في دول العالم.وزير الثقافة احمد البدراني اوضح للمدى ان اكثر من ٤٠ موقع اثري في عموم العراق حالياً هم تحت التنقيب، قد ظهر فيها مكتشفات من الممكن ان تغير التواريخ.