TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: آخر نكاتنا !!

العمود الثامن: آخر نكاتنا !!

نشر في: 18 فبراير, 2025: 12:07 ص

 علي حسين

كان إبراهيم عرب أشهر "منكّت" عراقي، قبل أن يتخذ بعض الساسة تلك المهنة والامتياز، وبسبب طرافته وطيبته كان رواد المقهى التي يملكها يتعاطفون مع رواياته ، التي لم يكن يدّعي فيها البطولة والشجاعة ، لكنه كان يتحدث عن قدرته على إيجاد الحلول لكل شيء، في السياسة والاقتصاد والامن ، ويقدمها لكبار القوم مجانا ، إضافة الى أحاديث عن مغامراته في السفر والمغامرات التي تفوق حدود المبالغة والخيال ، ولم تكن شخصية إبراهيم عرب خيالية، بل هي مجموعة ملامح للبغدادي ، الذي كان يعتمر الجرّاوية ويلبس الصاية ، ويحمل مسبحة يحركها بين أصابعه ، كان يُضحك الناس، كلما سمع حكاية تجري أحداثها في الهند أو السند أو بلاد الواق واق ، يعرّقها وينسبها إلى نفسه .
وفي حالة الفشل التي عمّت العراق في العقود الاخيرة ، اختفت شخصية إبراهيم عرب ، وتُركت النكتة يتداولها صناع الطرفة في السياسة العراقية من عينة ابراهيم الجعفري ومحمود المشهداني ، وحلّت خطابات النزاهة والاصلاح محلّ مبالغات إبراهيم عرب .
في صبيحة كل يوم مطلوب منك أيها العراقي "المسكين" أن تضحك على حالك ، وأنت تستمع لعدد من سياسيينا ومسؤولينا، وهم يتحدثون عن النزاهة والعدالة والقانون وحب الوطن ، وأسأل العديد من الزملاء: ما هي اخر نكتة ؟ فيأتي الردّ ساخراً مع المطالبة " العادلة" لرئيس جمهوريتنا بان يرتفع راتبه من 20 مليون دينار شهريا ، الى سبعة وعشرين مليون دينار لتحسين وضعه المعيشي ، وعليك أن لا تصاب بالحيرة او الدهشة عزيزي القارئ فما قيمة سبعة ملايين دينار عراقي امام المليارات التي لفلفها " المدلل " نور زهير والتي حول بعضا منها الى فضائية تناقش اوضاع العراق وتطالب بالنزاهة والإصلاح؟ .
وقبل ان نضحك على خيباتنا ، اسمحوا لي ان انقل لكم هذا الخبر الذي يقول ، إن مبيعات البنك المركزي العراقي بلغت أكثر من 80 مليار دولار في مزاد العملة خلال العام الماضي 2024.
ولا تسأل اين ذهبت هذه الاموال التي يمكنها ان تعيد بناء العراق " طابوقة ، طابوقة " ؟ ، ولهذا اسمحوا لي ان احيي السادة القائمين على خزينة هذه البلاد ، الذين استطاعوا ان يدفعوا بعدد من اللصوص الى الدخول الى قائمة اثرياء العصر الديمقراطي الجديد .
ومن هنا لا أتصور أنّ صاحب عقل أو ضمير يمكن أن يُصدّق ان الثمانين مليار دولار ، استخدمت في مشاريع بناء وصحة وتجارة وتعليم ، بل انها تحولت لشركات سرقت اموال العراقيين في وضح النهار ، فكيف يمكن للمواطن البسيط أن يثق في مثل هذا الدجل الاقتصادي والسياسي المفضوح؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Khalid muftin

    منذ 10 شهور

    اقتصاد العراق ممول رئيسي لبعض الدول المجاورة وخاصة الارجنتين ولبنان في حين الفرد العراقي يشكو الفقر المدقع.

  2. ميثم الربيعي

    منذ 10 شهور

    خلهم خلهم هيته وماكو رداد إلهم

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram