TOP

جريدة المدى > سياسية > نيويورك تايمز: نشطاء يساعدون في انقاذ إيزيديات مختطفات.. 2600 منهم ما يزال مفقوداً

نيويورك تايمز: نشطاء يساعدون في انقاذ إيزيديات مختطفات.. 2600 منهم ما يزال مفقوداً

نشر في: 18 فبراير, 2025: 12:10 ص

 ترجمة/ حامد أحمد

تناول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية كيفية قيام شبكة من نشطاء ومحققين هواة متطوعين في المساعدة بإنقاذ وتحرير نساء إيزيديات اختطفهن داعش وذلك من خلال الاطلاع والتمعن في مئات من صور مفقودين من أطفال ونساء شابات أرسلتها عوائلهن المتلهفة للعثور على احبائهم المفقودين منذ سنوات في وقت تشير معلومات الى انه ما يزال هناك أكثر من 2600 إيزيدي في عداد المفقودين.
وذكرت الصحيفة الأميركية في تقريرها الذي ترجمته (المدى)، انه ليست هناك هيئة أو مؤسسة دولية معنية بالبحث عن مئات من نساء وفتيات إيزيديات ما زلن أسرى لدى تنظيم داعش الإرهابي، ولكن بدلا من ذلك فان مصير هؤلاء المختطفين يعتمد على شبكة من نشطاء واقارب ومحققين هواة تطوعوا لتقديم خدمة لإنقاذ وتحرير مختطفين.
عينا المحقق تتنقل بين صورتين، إحداهما لفتاة صغيرة، ربما في العاشرة من عمرها، ترتدي فانلة ملونة، وشعرها طليق، والأخرى لامرأة يوحي وجهها بعمر غير محدد ومغطى بحجاب اسود وهي تحدق في الكاميرا. الصورة الأولى هي من بين مئات من صور لفتيات أرسلت من قبل عوائل تواقة لمعرفة مصير احباء لهم تم اختطافهم قبل سنوات مضت عندما اجتاح ارهابيو داعش منطقتهم في سنجار، أما صور النساء الأكبر سنا فإنها تأتي من مصادر مختلفة.
المرأة التي تدقق في الصور أصبحت ماهرة في العثور على تفاصيل ذات دلالة قد تساعد في تحديد الهوية ومن ثم تؤدي الى تحرير أحدهم، ولكنها في الواقع ليس بمحققة محترفة، وهي تدعى، باري إبراهيم، ويوما بعد يوم اصبحت المديرة التنفيذية لمؤسسة غير ربحية في أحد أحياء مدينة ميريلاند الأميركية، وفي الليل وعبر وهج شاشة جهاز اللابتوب، تقوم بفرز وفحص الصور علها تحدد مكان نساء تم اقتيادهم أسرى منذ عقد من السنين.
تقول إبراهيم وهي تقارن بين صورتين باحثة في الوجوه عن أي إشارة، مثل شكل الشفاه وربما وجود علامة فارقة مثل شام، قد تكون تبحث عنها للشخص نفسه "في بعض الأحيان، في وقت متأخر من الليل، أعمل لرؤية فيما إذا هذه الفتاة هو شخص ما يمكن تحديد هويته."
وتضيف قائلة: "عشرة سنوات تترك كثير من التغير في ملامح شخص ما. أنه ليس بأمر سهل."
استنادا لإحدى الدراسات فإن تنظيم داعش تسبب عند اجتياحه لمنطقة سنجار في شهر آب لوحدة بمقتل ما يزيد على 3 آلاف و100 إيزيدي مع اختطاف 6 آلاف و800 شخص آخر.
وأضاف التقرير، "الان واستنادا لمؤسسة Free Yezidi التي تديرها إبراهيم والمعنية بتحرير الإيزيديين وتوفير خدمات للإيزيديين في المهجر، فانه بعد أكثر من نصف عقد على نهاية تنظيم داعش في العراق وسوريا ما يزال هناك 2,600 إيزيدي في عداد المفقودين. وفي العام 2022 قدرت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد المفقودين بحدود 3,000 شخص".
وأشار الى أن "الكثير من المفقودين ربما يكونوا قد توفوا، ولكن الناشطة إبراهيم تأمل بان هناك ما يقارب من 1,000 شخص ما يزالوا في قبضة مختطفيهم من مسلحي داعش او انه تم نقلهم لأقارب لهم من المسلحين عبر منطقة الشرق الأوسط".
وأشارت نيويورك تايمز الى انه "على الرغم من ان الأمم المتحدة قد وصفت تعامل داعش مع الإيزيديين على انه جريمة إبادة جماعية، فان الوكالة الأممية المعنية بالتحقيق بجرائم داعش قد أوقفت نشاطها العام الماضي".
ولفتت الى، انه ليس هناك كيان أو هيئة رسمية مخصصة للبحث والعثور على النساء والأطفال الإيزيديين. ولكن هذه المهمة تولتها شبكة واسعة من نشطاء وناجين وأفراد عوائل ومخبرين ومحققين هواة من أمثال الناشطة إبراهيم، وهي إيزيدية غادرت عائلتها العراق في بداية تسعينيات القرن الماضي.
والتقت صحيفة نيويورك تايمز بأشخاص متواجدين في ميريلاند بأميركا وفي ألمانيا وأستراليا والعراق وسوريا. الذين وصفوا رحلة التحقق التي غالبا ما تبدأ بقصاصات من معلومات وصور يتم التشارك بها عبر مواقع التواصل، في بعض الأحيان يتم نقل المعلومة الى عوائل المفقودين والذي يقوم بعضهم بتأجير مخبرين ومهربين لإعادة لم شملهم بأحبائهم. في أوقات أخرى يتم إشراك هذه المعلومات مع سلطات رسمية محلية.
عبد الله عباس خلف، أحد العاملين في الشبكة غير الرسمية لإنقاذ المخطوفين، ساعد في تحرير ابنة شقيقته من قبضة داعش في العام 2014 باستخدام علاقات خاصة حققها عن طريق عمله كمربي نحل وبائع عسل في مدينة حلب بسوريا.
ويقول خلف، وهو إيزيدي مقيم في العراق، انه استمر في تحرير مختطفين آخرين باستخدام وسائل عدة ، من بينها انتحاله شخصية مسلح من داعش عبر الانترنيت.
ويضيف: خلف "اعتدنا ان ندخل على مواقع تواصل داعش في التلغرام مدعين باننا من أعضاء التنظيم، وانهم بدورهم يقومون بالترحيب بنا، وبعد فترة من الوقت يقومون بإظهار صور لفتيات او صبيان معروضين للبيع"، مشيرا الى انه "في الوقت الذي يوحي بانه يتفاوض على السعر، فانه يسعى في الحقيقة للتحقق من مكان وجود الاسرى".
ديفورا مارغولاين، باحث لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يقول: "بينما لم يعد هناك وجود لسوق عام يتم فيه بيع الاسرى الإيزيديين كما كان في زمن داعش، فإن قسما من النساء ما زلن مستعبدات لدى اتباع داعش وان بيعهم مستمر من قبل مؤيدي التنظيم حتى بعد سقوط خلافتهم المزعومة".
واستنادا لمحققين وخبراء وتقارير إعلامية، فإن الاسرى قد عثر عليهم في منازل مرتبطة بأعضاء داعش في مناطق بعيدة مثل تركيا وقطاع غزة. وانتهى الحال ببقية الإيزيديين برفقة خاطفيهم في مخيمات مكتظة تحتجزهم في سوريا.
واستنادا الى مؤسسة، مبادرة ناديا، وهي جمعية غير ربحية أخرى تعمل على تقديم الدعم للإيزيديين ومساعدتهم، فإن ما يقارب من 3 آلاف و600 إيزيدي تمكنوا من الرجوع لعوائلهم.
عن: نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

تردد الصدر في المشاركة بانتخابات 2025 يزيد «حظوظ الفصائل»
سياسية

تردد الصدر في المشاركة بانتخابات 2025 يزيد «حظوظ الفصائل»

بغداد/ تميم الحسن تبدو الأخبار عن احتمال "مقاطعة" التيار الصدري مجددًا للانتخابات التشريعية القادمة مريحة لعدد من القوى الشيعية و"الفصائل" التي تنوي تعويض الخسارة في اقتراع 2021. وحتى الآن، لم يحسم مقتدى الصدر، زعيم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram