متابعة/ المدى
نفى المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، تقارير إعلامية تحدثت عن تغييرات في مواعيد انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من العراق، والمقرر في الربع الأخير من العام الحالي 2025.
ومنذ أيام، تتصدر ملفات انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وإجراءات الإدارة الأميركية الجديدة في ما يتعلق بإلغاء منح العراق استثناءً للتعامل مع إيران خارج العقوبات المفروضة عليه، الاهتمام السياسي والشعبي العراقي.
وقال العوادي، إنه "ما زالت التوقيتات المتفق عليها بين العراق وقوات التحالف الدولي التي صدرت عن اللجنة العسكرية العليا قائمةً، ولم يحصل عليها أي تغيير حتى الآن".
وكان العراق والولايات المتحدة قد اتفقا في سبتمبر/ أيلول الماضي، على إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة "داعش" في العراق في موعدٍ لا يتجاوز نهاية أيلول/سبتمبر من العام الحالي 2025، والانتقال إلى "علاقات أمنية ثنائية بين البلدين"، دون أن يتم تحديد طبيعة أو نوعية هذه العلاقات وطريقة إدارتها الأمنية.
وفيما يتعلق بالملف السوري، قال العوادي: "كان العراق وحكومته سبّاقين بالاهتمام بالواقع السوري الجديد، وصدرت عن بغداد ملامح وعلامات الترحيب والاستعداد للتعاون، والأهمّ هو القرار العراقي الجدّي بعدم التدخل بالشؤون السورية، والقبول بما تفرزه المعادلة السورية الجديدة، وقبول أبناء سورية لواقعهم وإدارتهم الجديدة". وأضاف: "سيزور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بغداد لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين الجارين، بينما أعلن وزير الخارجية الدكتور فؤاد حسين أن العراق سيوجه الدعوة لأحمد الشرع لحضور القمة العربية في بغداد".
وتابع أنّ "بغداد أرادت التريّث مراعاةً لبعض البلدان العربية حتى تنجلي مخاوفها، وأن تبني الإدارة السورية ملامح مؤسساتها المهمة لتأخذ دورها، وحصل تطوّر خلال الأسابيع الماضية بهذا المسار، وتأتي زيارة وزير الخارجية إلى بغداد لتحقق الهدف المنشود كمنطلقٍ لبدء علاقاتٍ جديدةٍ قائمةٍ على التعاون والاحترام المتبادل، ولا سيما أن الزيارة ستتناول مجمل الملفات المهمة التي تهمّ البلدين". وأكد العوادي أن "العراق يرغب بالتعاون الجدّي بين حكومتي بلدين شقيقين جارين، أمامهما فرص كبرى في شتّى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والأمنية وغيرها".
في هذا السياق، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد النعيمي، إن الدولة العراقية تمر بفترة من الترقب إزاء ما ستتبناه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التعامل مع الملف العراقي الذي ظل في السنوات الأخيرة، تحت نفوذ وسيطرة شبه مطلقة من الفاعليات السياسية والمسلحة الحليفة لإيران.
وأضاف النعيمي، أن "فكرة تأجيل خطوة سحب قوات التحالف الدولي أو إبقائها، تعود بالأساس للإدارة الأميركية، التي قد تقرر التراجع عن هذه الخطوة، أو المضي بها".
ووصف النعيمي الوضع السياسي العراقي، بأنه "مرتبك في ملف الوجود الأميركي، وما قد ينتج عنه في حال انسحبت القوات الأميركية، خاصة مع تأكيد مسؤولين عراقيين لعب واشنطن دوراً في منع الاحتلال الإسرائيلي شنّ ضربات على العراق بالأشهر الماضية"، معتبراً أن "واشنطن قد تستعمل أوراق العقوبات المالية والاقتصادية على العراق، بتهمة التعامل مع إيران وخرق العقوبات، وهذا سيضعه في مأزق كبير على مختلف المستويات، لذا من المرجح أن تكون هناك عمليات مناورة كبيرة في المواقف التي تتبناها القوى السياسية، تماشياً مع وجود شخص مثل دونالد ترامب على رأس الإدارة الأميركية".
الحكومة العراقية تنفي تغيير مواعيد انسحاب قوات التحالف الدولي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2025/02/5853-3-3.jpg)
نشر في: 18 فبراير, 2025: 12:12 ص