بغداد/ حيدر هشام
يشهد العراق تفشيًا مقلقًا لوباء الحمى القلاعية، مما أسفر عن نفوق مئات المواشي وتكبيد المربين خسائر مالية فادحة، ففي الوقت الذي تتجه أصابع الاتهام إلى استيراد شحنة عجول موبوءة، تزداد المخاوف من إمكانية انتقال العدوى إلى البشر.
وتتعدد الروايات حول أسباب تفشي الفايروس، وإحدى الروايات الشائعة هي استيراد شحنة عجول موبوءة، وإدخالها إلى البلاد، ما أدى إلى انتشار الفيروس، وبالتالي نفوق مئات المواشي، وتضرر أصحابها.
ووجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، أمس الثلاثاء، بتشكيل لجنة تحقيقية، بخصوص ما أشيع من إصابات الجاموس والأبقار بالحمى القلاعية.
الى ذلك، أكدت لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، أن الإصابات بمرض الحمى القلاعية بين الجاموس وصل الى 800 إصابة.
وقال رئيس اللجنة فالح الخزعلي، في حديث لـ(المدى) إن لجنته كانت سباقة في تشريع قانون مهم، وهو قانون المصابين بالأمراض الوراثية وتفعيل قانون رقم 32 لسنة 2013 الخاص بالصحة الحيوانية.
ولفت الى توزيع اللقاحات إلى مربي الثروة الحيوانية للجاموس، وهي لقاحات مجانية ومن أفضل المناشئ العالمية، موضحا لجنته وجهت وبشكل مباشر بالتعاون مع وزير الزراعة باستنفار دوائر البيطرة في كافة المحافظات.
وطالب رئيس لجنة الزراعة النيابية، رئيس مجلس الوزراء، شمول المتضررين بالتعويضات المالية، مؤكدا ايقاف قبل ست أشهر شحنة محملة بـ50 ألف راس عجل وبأوراق مزورة.
بدوره، حمل عضو مجلس النواب النائب كامل العكيلي، ضعف الرقابة الصحية مسؤولية هلاك عدد كبير من المواشي.
العكيلي وفي حديث لـ(المدى)، رأى، ان «مرض الحمى القلاعية والذي انتشر بشكل سريع تسبب بهلاك عدد كبير من المواشي».
ولفت عضو مجلس النواب الى، أن «الفايروس انتشر بسبب الاستيراد وعدم وجود رقابة صحية مشددة على دخول المواشي.
الى ذلك، أكد مربو المواشي رواية دخول شحنة عجول موبوءة الى البلاد، والتي تسبب بخسائر فادحة لهم، مطالبين بالوقت نفسه، تدخل الجهات المعنية لمنع حدوث «كارثة» بحق حيواناتهم.
ونظم العشرات من أصحاب الثروة الحيوانية في منطقة الفضيلية شرقي بغداد، تظاهرة حاشدة للمطالبة بالتعويضات بعد نفوق عدد كبير من العجول بسبب انتشار الحمى القلاعية.
وبهذا الصدد، أكد أحد مربي المواشي المواطن علي جمال، من أهالي الفضيلية، بوسط العاصمة بغداد، أن الخسائر التي تسبب فايروس الحمى القلاعية بحق المواشي متواصلة منذ عشرة أيام.
وذكر جمال خلال حديثه لـ(المدى)، أن المربين فشلوا بالسيطرة على الوباء الذي يصيب المواشي لسرعة تفشيه بأجسادهم والذي يؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة ومن ثم الموت السريع.
واشار الى ان العلاجات تقتصر فقط على خافضات الحرارة التي لا جدوى منها الامر مطالبا الجهات المعنية ووزارة الزراعة بتعويضهم ومحاسبة من تسبب بدخول هذه الشحنة من المواشي المصابة بالفايروس فضلا عن توفير لقاحات بأسرع وقت ممكن والا سيتحول الامر الا كارثة حتمية تؤدي الى نفوق جميع المواشي.
ومع تزايد اعداد اصابات المواشي بالفايروس تتزايد مخاوف الشارع العراقي من إمكانية اصابتهم بالفايروس حتى شهدت محلات القصابة ركود بسبب عدم اقبال المواطنين على شراء اللحوم.
وتعليقا عن مدى خطورة المرض، بينت وزارة الصحة، إمكانية إصابة المواطنين بفيروس الحمى القلاعية الذي انتشر بين المواشي.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة، سيف بدر، في حديث لـ(المدى)، ان الوزارة لم تسجل أي حالة إصابة بشرية بالحمى القلاعية التي أصيبت المواشي لغاية الان.
وأضاف، انه بحسب المراجع العلمية فهو ممكن ان يصيب الانسان في حالات نادرة جدا جدا، مطمئنا بان الامر لا يستدعي القلق.
وأعلنت العديد من المحافظات العراقية بينها واسط منع دخول كافة أنواع المواشي من السيطرات الخارجية لحين انتهاء مخاطر الإصابات، وهو ما يؤكد خطورة الفيروس الذي ضرب الحيوانات وتسبب بخسائر لا تعد ولا تحصى للمواطنين.