واسط / جبار بچاي
أطلقت محافظة واسط مشروعاً واعداً لإنعاش السياحة بالمحافظة، ودعت المستثمرين لفرص استثمارية ثمينة في القطاع الترفيهي، بضمنها تنفيذ مشروع سياحي كبير في ناحية زرباطية المحاذية للحدود العراقية الايرانية واستثمار الجبال والتضاريس وطبيعة المنطقة الجميلة.
يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة رئيس مجلس الوزراء للترويج السياحي في المحافظات، وشكلت لجنة عليا لذلك لتنفيذ ذلك برئاسة عباس جبار الياسري مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة والآثار الذي زار واسط أول أمس لمناقشة سبل تطوير القطاع السياحي فيها لتكون أول محافظة تطلق مشروع الترويج السياحي بوصفها تتميز بأماكن سياحية دينية وترفيهية وأثرية متنوعة يمكن تطويرها لاستقطاب السائحين من داخل وخارج العراق.
ويقول محافظ واسط محمد جميل المياحي، انه "تتجه واسط لتطبيق خطة لتوفير الرفاهية للمواطنين عبر المشاريع السياحية والترفيهية التي يمكن أن تحقق دخلاً جيداً وتستقطب المئات من العاطلين من خلال الفرص التي تتوفر في القطاع الترفيهي". ويكشف لـ(المدى): "لدينا فرص استثمارية ثمينة ومهمة في القطاع السياحي، أهمها إطلاق مشروع سياحي كبير في ناحية زرباطية واستثمار الجبال والتضاريس وطبيعة المنطقة لذلك ندعو المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال لاغتنام هذه الفرصة".
واشار الى أن "خطة محافظة واسط في القطاع السياحي تتضمن تشييد مجمع ثقافي عند ضريح الشاعر أبو الطيب المتنبي في مدينة النعمانية ووضع الأسس والمخططات لتنفيذ أكبر منتجع سياحي على شاطئ نهر دجلة في مركز مدينة الكوت بمواصفات عالمية وفريدة، إضافة الى إعداد خطة لتطوير المناطق الاثرية الرئيسية لإحياء تاريخ المحافظة عبر تطوير منطقة بوابة واسط الأثرية ، والمنطقة الأثرية في محلة الشرقية بمدينة الكوت وغيرها من المناطق المتفرقة ذات الطابع التراثي والعمل على تشييد متحف واسط ليكون خاص بالمحافظة وتاريخها العريق".
وأوضح أن "هذه المشاريع ومشاريع أخرى ذات طابع سياحي مهيأة أمام المستثمرين وسنكون داعمين لهم من أجل أن تكون واسط بوابة سياحية واعدة ومنطلقاً نحو قطاع سياحي عراقي مميز وجاذب".
ولفت الى أن "جزء من خطة المحافظة لتطوير القطاع السياحي إطلاق دليل واسط السياحي الذي ستتم المباشرة به ليكون شاملاً لجميع الأنشطة والمرافق السياحية والترفيهية." وتنقسم السياحة في محافظة واسط الى عدة اتجاهات، منها السياحة الدينية المتمثلة بالمراقد والمزارات المنتشرة في أغلب تلك المدن وأهمها، مرقد الصحابي سعيد بن جبير في قضاء الحي ومرقد تاج الدين في ناحية الحفرية التي سميت فيما بعد باسمه وعلي الصالح في بدرة وغيرها، إضافة الى المواقع الأثرية والتاريخية ومن أهمها بوابة واسط وتل البقرات وضريح المتنبي وتل النجمي في قضاء النعمانية إضافة البيوت الاثارية والمواقع الاخرى ، منها مسكن القائد البريطاني طاونزند ويقع بوسط منطقة الأسواق بمدينة الكوت وكذلك مقبرتي الانكليز والأتراك وفيهما يدفن قتلا الجانبين في الحرب العالمية الأولى وفي معركة حصار الكوت 7 كانون الأول/ديسمبر، 1915 إلى 29 نيسان/أبريل، 1916.
بينما يشمل الجزء الثالث من القطاع السياحي الجانب الترفيهي المتمثل بالمطاعم ومدن الألعاب والمتنزهات العامة والحدائق الفارهة والغابات والمناطق الجبلية والبحيرات والمسطحات المائية مثل هور الدلمج الذي يعد معلماً سياحياً وترفيهياً قل نظيره في البلاد بحكم التنوع المائي والاحيائي فيه والبيئة الجاذبة للسفرات رغم ما يعانيه من إهمال وتجاوزات، بينما تعد سدة الكوت معلماً سياحياً فريداً.
بدوره، يقول محمد فهد القيسي استاذ التاريخ في كلية التربية بجامعة واسط وأحد المهتمين بالواقع التاريخي والتراثي "تعد محافظة واسط من المحافظات الواعدة في مشروع كسر الاحتكار النفطي للاقتصاد في العراق، فهذه المحافظة تحوي قطاعات اقتصادية مهمة أهمها القطاع السياحي الذي أصبح اليوم بحاجة كبيرة للدعم والاهتمام مع وجود مرافق سياحية تراثية ودينية وترفيهية مهمة."
وأضاف في حديثه لـ(المدى): "ضمن توجهات الحكومة لتطوير الإمكانيات المتاحة والبحث عن مصادر دخل إضافية من الضروري التفات الحكومة المحلية في واسط الى مصدر مهم من مصادر الدخل الذي يمكن الاستفادة منه وتطويره وصولا به الى الإسهام في سد جزء من تكاليف المعيشة لإفراد المجتمع جنبا الى جنب مع المداخيل الاخرى والمقصود به قطاع السياحة".
وقال "من المفرح جداً أن تطلق محافظة واسط مشروعاً للترويج السياحي والاهتمام بهذا القطاع الحيوي ليكون عاملاً مهماً في الإسهام الجدي لرفع مستوى الدخل المحلي وتوفير فرص العمل لأبناء المحافظة".
لكن القيسي يكشف عن "وجود بعض العراقيل والمعوقات التي تواجه السياحة المحلية بجانبها الترفيهي، لعل أبرزها انتشار الألغام والمخلفات الحربية في المناطق الحدودية الأكثر جاذبية للسياحة الترفيهية والتي تعول عليها الحكومة المحلية لإقامة مدن ترفيهية نموذجية".
ودعا الى "ضرورة وجود برنامج شامل لرفع تلك الألغام ومسح المنطقة ميدانياً من قبل فرق متخصصة لتكون خالية من أي خطوة على السائحين".
الى ذلك، يؤكد رئيس رابطة سفاري واسط، أحمد ماجد الشمري أن "المنطقة الحدودية تعد أهم مركز سياحي ترفيهي وهي جاذبة للسائحين من مختلف المحافظات حيث تقام هناك الكشتات (المبيت في البراري) في مناطق مختلفة بمحافظة واسط منها، منطقة الطعوس الرملية في ناحية شيخ سعد أو المناطق الجبلية في زرباطية أو في موقع مدينة واسط الأثرية وأحيانا في هور الدلمج وغيرها".
وقال: "لو زاد الاهتمام بالسياحة الترفيهية بصورة صحيحة يمكن أن تحقق مردودات مالية جيدة للمحافظة وتجعل منها منافسة قوية على صدارة القطاع السياحي لاسيما مع رغبة الكثير من السياح من المحافظات الاخرى بقصد المنطقة الحدودية في واسط وتحديداً ناحية زرباطية إضافة الى الأماكن التاريخية والتراثية والدينية الاخرى ومن أهمها سدة الكوت وقبر المتنبي وتل النجمي وبوابة واسط التاريخية وهور الدلمج وبساتين الصويرة وغيرها".