TOP

جريدة المدى > محليات > تضاربات بين حكومة ذي قار ونقابة الأطباء.. تحذيرات من "الحمى القلاعية" وتطمينات: "الوضع تحت السيطرة"

تضاربات بين حكومة ذي قار ونقابة الأطباء.. تحذيرات من "الحمى القلاعية" وتطمينات: "الوضع تحت السيطرة"

تسجيل إصابات في 4 وحدات إدارية

نشر في: 20 فبراير, 2025: 12:03 ص

 ذي قار / حسين العامل

كشفت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار، عن تسجيل إصابات محدودة في 4 وحدات إدارية من المحافظة، فيما اكدت أن معظم المراكز والمستوصفات البيطرية تعاني من نقص في الأطباء البيطريين، حذرت نقابة الأطباء البيطريين من تفاقم مخاطر الحمى القلاعية واثارها الى صحة وحياة الانسان والثروة الحيوانية.
والحمى القلاعية من الأمراض المتوطّنة في العراق، وينتقل بسرعة بين الجواميس والأبقار والأغنام والماعز، وتأثيرها الاقتصادي مدمّر، بسبب نسب النفوق العالية للحيوانات حديثة الولادة، اذ ينتقل المرض من خلال الإفرازات اللعابية وعبر الهواء الملوّث بالفايروس واحتكاك المربين والمزارعين بالحيوانات والعلف الملوّث، وتنحصر الوقاية منه باللقاحات الدورية مرّتَين سنوياً.
وقال مدير المستشفى البيطري في ذي قار علي الحمود في حديث لـ(المدى)، انه "تم تسجيل إصابات بالحمى القلاعية في أربعة مناطق تتوزع على اقضية سوق الشيوخ والشطرة وقلعة سكر ومركز مدينة الناصرية"، مبينا ان "الإصابات المسجلة تصنف على انها خفيفة وليس بينها هلاكات".
وعزا الحمود ظهور المرض الى انتقاله عبر حيوانات (ابقار وجاموس) وافدة من محافظات بابل وبغداد.
ودعا الحكومة المحلية الى رفد المستشفى البيطري بالمزيد من الأطباء البيطريين لتدارك مخاطر المرض والحد من انتشاره، مبينا ان "اعداد الأطباء الحاليين غير كافية ولا تغطي حاجة المراكز والمستوصفات البيطرية من الملاكات البيطرية".
من جانبه، قال نقيب الأطباء البيطريين في ذي قار علاء سمير في حديث لـ(المدى)، ان "الحمى القلاعية من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تصيب الحيوانات، وتنتشر بسرعة بينها".
وأضاف، انه "للحد من انتشار هذا المرض، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية كالحد من حركة الحيوانات وتجنب نقلها من المناطق المصابة إلى مناطق أخرى وذلك للحد من انتشار المرض".
وشدد على "أهمية الاهتمام بنظافة الحظائر والمعدات المستخدمة، وتطهيرها بشكل دوري باستخدام المطهرات المناسبة، ناهيك عن نظافة مصادر المياه والغذاء، وتجنب استخدام المراعي المشتركة التي قد تكون ملوثة".
وعن مخاطر المرض على صحة الانسان قال نقيب الأطباء البيطريين: "على الرغم من أن الحمى القلاعية نادرًا ما تصيب الإنسان، إلا أنها قد تنتقل إلى البشر في حالات نادرة، وتسبب أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا"، محذرا في الوقت ذاته من "توسع رقعة انتشار المرض".
وأوضح سمير ان "نقص الكوادر البيطرية في مجال الحد من انتشار الحمى القلاعية وغيرها من الأمراض الحيوانية، من شانه ان يؤدي إلى زيادة الخسائر الاقتصادية وتدهور صحة الحيوانات".
وأشار الى ان "العديد من المستوصفات البيطرية تعاني من نقص في الأطباء البيطريين والمعدات والأدوية اللازمة، مما يجعلها غير قادرة على تقديم الخدمات اللازمة للثروة الحيوانية".
وأردف ان "هذا النقص يؤدي إلى انتشار الأمراض بين الحيوانات، مما يهدد الثروة الحيوانية ويزيد من الأعباء المالية على المربين"، داعيا الى فرض رقابة فعالة على الأغذية الحيوانية والأدوية البيطرية للحد من مخاطر انتشار الأمراض الحيوانية التي قد تؤدي إلى ظهور أمراض جديدة تهدد حياة وصحة الإنسان".
ويجد نقيب الأطباء البيطريين ان "الحكومة العراقية لم تتخذ حتى الآن إجراءات كافية لمعالجة هذه المشكلة رغم أهمية قطاع الثروة الحيوانية"، مشيرا الى وجود حاجة ماسة لزيادة الاستثمار في هذا القطاع، وتوفير الدعم اللازم للمربين، وتأهيل الكوادر الطبية البيطرية، وتجهيز المستوصفات بالمعدات والأدوية اللازمة".
وتابع سمير "كما يجب على المجتمع المدني أن يلعب دورًا فعالًا في توعية المربين بأهمية العناية بصحة الحيوانات، وتقديم الدعم والإرشاد المطلوبين في هذا المجال"، محذرا ان " استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة للمربين، وتهديد الأمن الغذائي في البلاد، بالإضافة إلى زيادة خطر انتشار الأمراض بين الحيوانات والإنسان"، واسترسل "لذلك، يجب على الحكومتين المحلية والمركزية أن تتحملان مسؤولياتهما وتتخذان إجراءات عاجلة لوقف تدهور قطاع الثروة الحيوانية".
بدورها، أفادت الحكومة المحلية في ذي قار بان الوضع تحت السيطرة وذكر بيان لمكتب اعلام محافظ ذي قار ان "المحافظ مرتضى الإبراهيمي، ترأس اجتماعًا طارئًا لمجلس حماية وتحسين البيئة، بحضور نائبه الثاني، ومعاونيه لشؤون التخطيط والفني، ومدراء الدوائر الخدمية وقائد الشرطة، لمناقشة تطورات الحمى القلاعية التي شهدتها بعض محافظات البلاد".
وأضاف، أنه "خلال الاجتماع، تم التأكيد على أن الوضع الصحي تحت السيطرة، وأن الإصابات محدودة، مع استمرار الإجراءات الوقائية والتوعوية لضمان عدم انتشار المرض".
ونقل البيان الحكومي عن المحافظ قوله إن "الجهود المبذولة من قبل الكوادر الصحية والأمنية ساهمت في السيطرة على الوضع وتقليل عدد الحالات المصابة’، مؤكدًا أهمية "التعاون المشترك بين جميع الجهات المعنية في التصدي لهذا التحدي".
ويعتبر مرض الحمى القلاعية مرض فايروسي، غير قاتل غالبًا، لكنه مُعدٍ جدا، يصيب الأبقار والخنازير، وأيضًا الماعز والأغنام وحيوانات أخرى كالفيلة والفئران، ولا تُصَابُ الخُيْوُلُ بهذا المرض، ونادرًا ما يُصيب الإنسان، وتتراوح فترة حضانة المرض بين 2-7 أيام كما ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفايروس بسرعة كبيرة في الدم وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائي للسان وفي شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا حيث تلتهب وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها في القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن. وفي حين لا يشكل مرض الحمى القلاعية "تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان"، فإنه شديد العدوى للماشية من جواميس وأغنام وماعز وغيرها.
وكانت ادارة المستشفى البيطري في محافظة ذي قار قد اعلنت يوم (7 اب 2024) عن إطلاق حملة تلقيح مجانية للوقاية من مرض الحمى القلاعية تهدف لتحصين أكثر من 600 ألف رأس من الماشية، مبينة ان الحملة تشمل 170 ألف رأس بقر و38 الف رأس جاموس و400 الف رأس من الغنم والماعز، مؤكدة نشر 21 فرقة بيطرية في عموم المحافظة لتنفيذ الحملة اضافة الى فرقة اخرى للمتابعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تضاربات بين حكومة ذي قار ونقابة الأطباء.. تحذيرات  من
محليات

تضاربات بين حكومة ذي قار ونقابة الأطباء.. تحذيرات من "الحمى القلاعية" وتطمينات: "الوضع تحت السيطرة"

 ذي قار / حسين العامل كشفت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار، عن تسجيل إصابات محدودة في 4 وحدات إدارية من المحافظة، فيما اكدت أن معظم المراكز والمستوصفات البيطرية تعاني من نقص في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram