متابعة/ المدى
أتمّت ما تسمى بالمقاومة الفلسطينية، أمس السبت، تسليم جميع المحتجزين الأحياء ممن تنطبق عليهم معايير المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة، الذي جرى برعاية مصرية وقطرية وضمانات أميركية، بين حركة حماس وإسرائيل.
وسلّمت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، المحتجزين الإسرائيليين إيليا ميمون إسحق كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، وتال شوهام، وأفيرا منغستو، ضمن الدفعة الثامنة والأخيرة من الأسرى الأحياء في المرحلة الأولى، على أن يُسلّم هشام السيد في مدينة غزة دون مشاهد احتفالية.
وتُعتبر هذه عملية التسليم الثامنة منذ التوصل للاتفاق الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير/ كانون ثاني 2025، إذ شهد يوم الخميس الماضي تسليم جثامين أربعة محتجزين إسرائيليين من بينهم عائلة بيباس، الذين استُكملت عملية التسليم للأم مساء أمس الجمعة، بعد خلل جرى في تسليم جثتها واستبداله بجثة سيدة فلسطينية. وشهدت مراسيم التسليم حضور مدينة رفح للمرة الأولى في عملية التبادل منذ بداية تنفيذ مراحل الاتفاق، بالإضافة لعملية التسليم التي جرت في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع.
وكما في كلّ مرة جرت فيها عملية تسليم، شهدت العمليات عروضاً عسكرياً للمقاومة الفلسطينية، ووضع أسلحة إسرائيلية وأسلحة رشاشة حصل عليها مقاتلو القسام خلال المعارك الضارية التي شهدتها حرب غزة، فيما بدا لافتاً تنكيسُ هذه الأسلحة.
ولعلّ اللقطة الأبرز خلال كلّ عمليات التسليم التي جرت، هو قيام محتجز، بعد الإفراج عنه واعتلائه منصة التسليم، بتقبيل رؤوس عناصر كتائب القسام، في لقطة يُتوقّع أن تثير عاصفة من الانتقادات في الأوساط الإسرائيلية.
اللافت هذا الأسبوع أيضاً، هو التأخّر في عملية التسليم ساعات عدّة فيما يتعلق بتسليم المحتجزَين في مدينة رفح شوهام ومنغستو خلافاً لما كان يحصل في كل عملية تسليم، كما شهد مخيم النصيرات هو الآخر تأخيراً في عملية تسليم المحتجزين الإسرائيليين الأربعة، فضلاً عن عملية تغيير في تسليم الجندي المحتجز هشام السيد، ونقل عملية تسليمه إلى مدينة غزة بدون أية مراسيم.
وشهدت مراسيم التسليم في مخيم النصيرات لافتات حملت شعار هبة الكرامة التي أطلقها فلسطينيو الداخل عام 2021، بالإضافة لشعار طوفان الأقصى، في رسالة تبدو موجهة من المقاومة إلى الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948.
ورُفعت لافتة في منصة التسليم بمخيم النصيرات وسط القطاع كُتب عليها باللغة العبرية إلى جانب صورة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع عبارته الشهيرة خلال الحرب: "فقط الضغط العسكري وحده هو الذي سيعيد الأسرى"، فيما ردت المقاومة عليه "اهدأ يا نتنياهو ولا تنضغط".
وعلى مدار مراسيم التسليم السابقة، شهدت عمليات التسليم ظهور عدد من قادة المقاومة الفلسطينية الميدانيين والبارزين في كتائب القسام، الذين زعم الاحتلال اغتيال بعضهم، مثل قادة الكتيبة الشمالية والشرقية في خان يونس، وقادة كتيبتي جباليا والشاطئ.
بالتوازي مع ذلك، أقامت المقاومة الفلسطينية احتفالات ميدانية كان الفلسطينيون يشاركون فيها بعشرات الآلاف، لمشاهدة عمليات التسليم عن قرب، والتي كانت تشترك في بعضها بقيّة الفصائل الأخرى من المقاومة، لا سيّما سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وشهدت جميع مناطق القطاع عمليات تسليم سواءً في مخيم جباليا شمالاً أو في منطقة شرقي رفح جنوباً، بالإضافة لمناطق وسط القطاع في النصيرات ودير البلح، عدا عن مدينة غزة التي شهدت عمليتي تسليم سابقاً، إلى جانب خان يونس التي كانت حاضرة.
وبموجب الاتفاق، فإنه ومع تسليم المقاومة الفلسطينية المحتجزين السّتة، فسيُفرج الاحتلال عن قرابة 600 أسير فلسطيني، من بينهم أطفال ونساء وأسرى صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم خلال عام 2014 من جديد، بالإضافة إلى عدد من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
وفي 15 فبراير/ شباط الجاري، جرى تسليم ثلاثة محتجزين إسرائيليين من كتائب القسام، في حين أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن 369 أسيراً فلسطينياً، من بينهم 25 من أصحاب المؤبدات المعتقلين منذ سنوات طويلة في سجون الاحتلال، و333 من أسرى غزة. وفي 8 شباط /فبراير، سلمت المقاومة الفلسطينية ثلاثة محتجزين إسرائيليين مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن 183 من بينهم 18 أسيراً من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، المعتقلين في السجون الإسرائيلية منذ سنوات، و111 من أسرى غزة.
وكان الإفراج الأول في شهر شباط الحالي عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن 201 أسير فلسطيني، بينهم 9 من أصحاب المؤبدات، بالإضافة إلى 81 أسيراً من ذوي المحكوميات العالية. أما في 30 يناير/ كانون ثاني الماضي، فقد سلّمت المقاومة ثلاثة أسرى إسرائيليين من بينهم أربيل يهودا، التي سببت أزمة في عملية التبادل، في حين أفرج الاحتلال عن 110 أسرى فلسطينيين، من بينهم 32 محكوماً بالمؤبد، و48 من ذوي الأحكام العالية، و30 طفلاً.
وفي 25 كانون الثاني/يناير الماضي، أفرجت المقاومة الفلسطينية عن أربع مجندات إسرائيليات وهنّ كارينا أرئيف، ودانييل غلبوع، ونعمة ليفي، وليري إلباغ، فيما أفرج الاحتلال عن مئتي أسير فلسطيني، يتوزعون بين 121 أسيراً من أصحاب أحكام السجن المؤبد، و79 أسيراً من أصحاب الأحكام العالية.
وكان الإفراج الأول في 19 كانون الثاني/يناير الماضي أول أيام دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، في مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن 90 فلسطينياً من بينهم عدد من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، بعد 471 يوماً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما يُظهر الاتفاق أنه سيُفرج عن 1904 أسرى فلسطينيين في المجمل، بينهم 737 أسيراً محتجزين في سجون مصلحة السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 1167 فلسطينياً من قطاع غزة كانوا قد اعتقلوا خلال العمليات البرية، مع نهاية المرحلة الأولى بكامل تفاصيلها، مقابل إفراج المقاومة عن 33 أسيراً إسرائيلياً.