TOP

جريدة المدى > محليات > بارزاني يقود "وساطة تاريخية" لإنهاء الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني

بارزاني يقود "وساطة تاريخية" لإنهاء الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني

الأزمة المستمرة أثرت على أوضاع المنطقة برمتها

نشر في: 23 فبراير, 2025: 12:02 ص

السليمانية/ سوزان طاهر

استمر الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني لأكثر من ثلاثين عاماً، وتسبب بأزمات كبيرة ألقت بظلالها على أوضاع المنطقة بأكملها، وعلى رأسها العراق، وبشكل خاص إقليم كردستان.
وتتواجد تركيا في أكثر من 21 قاعدة عسكرية، وتنشر الآلاف من جنودها في مدن الإقليم وقصباته، وتنفذ عمليات عسكرية بطائرات ومدافع وصواريخ، بشعار ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا. ويبدو أن المنطقة مقبلة على اتفاق سلام تأريخي، ينهي واحدة من أكبر الأزمات التي عاشتها المنطقة، لا سيما الصراع التركي الكردي، وتحديداً، بين حزب العمال والسلطة في أنقرة. ويعتبر إقليم كردستان على تماسّ مباشر بالصراع المسلّح بين تركيا ومسلّحي حزب العمال الكردستاني كون حلقات كثيرة من ذلك الصراع دارت وما تزال تدور على أجزاء من أرضه.
وزار وفد من حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب والذي يعرف بوفد إمرالي، إقليم كردستان وأجرى سلسلة لقاءات أربيل، ومن بينها اجتماعه مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بالإضافة إلى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، حيث حمل رسالة من زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان.
وإمرالي هي جزيرة تركية يقضي فيها زعيم حزب العمال الكردستاني السجن، بعدما نفته السلطات التركية إلى هناك منذ عام 1999، ومنذ ذلك الوقت تشكل وفد يعرف بوفد إمرالي، والذي يزوره أوجلان باستمرار.

السلام بات ضرورياً
وقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين إن زعيم الحزب مسعود بارزاني يقود وساطة لإنهاء أزمة طالت بين حزب العمال الكردستاني، وتركيا، أثرت على أوضاع المنطقة برمتها. وأضاف حسين في حديث لـ(المدى)، أن "بارزاني يمتلك حضوراً بين الشعوب الكردية في المنطقة، ووجود حزب العمال الكردستاني أثر على إقليم كردستان، وشعوب المنطقة، وليس من مصلحة الكرد سواءً في العراق، أو سوريا، وجود عناصر الحزب في مناطقهم".
وأضاف أن "السلام بين حزب العمال وتركيا بات ضرورياً، وزيارة وفد إمرالي إلى إقليم كردستان، خطوة مهمة لبدء المفاوضات الحقيقية بين الطرفين، وهذا دليل على أن شعوب المنطقة من كرد تركيا وسوريا يثقون بمسعود بارزاني".
وأعلن وفد ما يعرف بـ"إمرالي" من حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب"، خلال زيارته إلى إقليم كردستان إلى أنَّ الأحزاب والقوى السياسية الكردية متَّحدة في دعم الحلّ السلمي لقضية الكرد في تركيا.
ومن المنتظَر أن يصدر عن أوجلان خلال الأسابيع المقبلة "بيان تاريخي" يُرجَّح أن يكون بوابة لحلّ النزاع بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة.

استشارة بارزاني
من جهة أخرى أكد السياسي الكردي السوري أحمد اليوسف أن، زيارة وفد تركي كردي إلى إقليم كردستان، كان يحمل رسالة من زعيم حزب العمال عبد الله أوجلان، وتهدف إلى أخذ المشورة من مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي. ولفت اليوسف في حديث لـ(المدى) إلى أن "تركيا حتى الآن ليست جدية في إنهاء الصراع مع حزب العمال، وما زالت لم تقدم على أية خطوات ملموسة لإحلال السلام مع الكرد، وعليها أولاً سحب جميع جنودها من مناطق شمال شرقي سوريا، وإيقاف الاعتداءات على الكرد هناك".
وأشار إلى أن "حجة حزب العمال الكردستاني اتخذتها تركيا ذريعة للتمدد والتوغل وتحقيق أطماعها في العراق وسوريا، ولكن الضغط الدولي والأزمات الاقتصادية، هي التي دفعت تركيا إلى أن تركن للمفاوضات".
وتابع أن "وساطة الحزب الديمقراطي هي الضامن لنجاح أي اتفاق بين تركيا وحزب العمال، بسبب العلاقة التي تربط الديمقراطي مع تركيا، والدبلوماسية التي يتمتع بها في إدارة الأزمات الداخلية والخارجية". وأعرب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني عن "أمله في أن يتبنى حزب العمال الكردستاني رؤية ستراتيجية تجاه العملية السلمية"، مشددا على "ضرورة عدم تفويت هذه الفرصة". واعتبر أن "التجارب أثبتت أن الحرب والسلاح لن يحلّا أيّ مشكلة" لافتا إلى استعداده لـ"تقديم كامل المساعدة والدعم لإنجاح عملية السلام في تركيا".

نجاح المبادرة
في سياق متصل، يرى الباحث في الشأن السياسي آرام سعيد، أن مباحثات السلام بين حزب العمال الكردستاني وتركيا ستنجح، بسبب العلاقات التي يمتلكها الحزب الديمقراطي، والثقل السياسي لمسعود بارزاني.
وأوضح سعيد في حديثه لـ(المدى)، إلى أن "المستفيد الأكبر من نهاية هذا الصراع بين تركيا وحزب العمال هو إقليم كردستان، الذي تضرر بشكل كبير من الحرب المستمرة بين الطرفين".
كون، لن تبقى أي حجة أمام تركيا لقصف قرى ومناطق إقليم كردستان، ونهاية هذا الصراع سيعم بالفائدة على جميع دول المنطقة، أمنياً وسياسياً، واقتصادياً.
وذكر أن "الرسالة التي أوصلها وفد إمرالي من زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى مسعود بارزاني هي بمثابة الاستشارة، لأخذ خطوة إلى الأمام، وتحقيق السلام التاريخي".
وقبل أسابيع زار قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي مدينة أربيل، والتقى برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
ودعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الأطراف الكردية في سوريا إلى وحدة موقفهم والاتفاق مع الإدارة الجديدة في دمشق.
وأعرب مظلوم عبدي عن تقديره لجهود مسعود بارزاني معتبرا، أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف الكردية لتحقيق الاستقرار وضمان حماية مصالح الشعب الكردي.
ويتمثّل الهدف النهائي للحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادته في إنهاء الحرب الممتدة منذ سنوات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني ووقف الصراع بينها وبين كرد سوريا، كمقدمة لإنجاز مصالحة تاريخية بين الطرفين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

عشائر واسط ترفض خصخصة الكهرباء وتدعو لطرد الشركة المستثمرة
محليات

عشائر واسط ترفض خصخصة الكهرباء وتدعو لطرد الشركة المستثمرة

 واسط / جبار بچاي أعلن عدد من شيوخ العشائر في محافظة واسط رفضهم لخصخصة قطاع الكهرباء في المحافظة، ودعوا الجميع إلى التظاهر ضد الشركة التي أُحيل بعهدتها مشروع التحول الذكي ونصب العدادات الذكية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram