TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تناقص التواجد الهندوسي في بنغلاديش وباكستان

تناقص التواجد الهندوسي في بنغلاديش وباكستان

نشر في: 23 فبراير, 2025: 12:32 ص

ترجمة/ عدنان علي
أشارت تقارير الى تلاشي تواجد الهندوس في بنغلاديش بعد ان كانوا متواجدين فيها على مدى أجيال تتردد أصواتهم في معابد ومشاركاتهم في مهرجانات ضخمة. هذا هو الواقع المأساوي للهندوس في بنغلاديش. في أوائل القرن العشرين عام 1901 شكل الهندوس جزءا كبيرا من سكان شرقي البنغال بنسبة تقارب 33%. لكن أعدادهم بدأت بالانخفاض على نحو كبير بعد تقسيم الهند في عام 1947. وشهدت اعمال العنف الجماعي والهجرات القسرية التي أعقبت إنشاء شرقي باكستان انخفاض عدد سكان الهندوس في عام 1951 الى 22% فقط من تعداد السكان. وعندما حصلت بنغلاديش على استقلالها في عام 1971، شكل الهندوس نسبة 13.5% فقط من السكان. ويشير أحدث تعداد سكاني لعام 2022 الى ان الهندوس يشكلون الان 7,95% فقط وهذا يشكل انخفاض مذهل.
وتفاقم الوضع في أب 2024 عندما انزلقت بنغلاديش الى الفوضى السياسية في أعقاب استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة. وأصبحت المنازل والشركات والمعابد الهندوسية أهدافا سهلة لمثيري الشغب. وأدى العنف الى مقتل ثلاثة اشخاص على الأقل، بينما اجبر الآلاف من الهندوس على الفرار من منازلهم. وعلى الرغم من الجهود المتقطعة التي تبذلها الحكومة لكبح العنف المضاد للهندوس فإنه مستمر. وان كثير من الهندوس البنغال يتطلعون للجوء الى الهند كملاذ أخير لهم، بينما الذين بقوا هناك يعيشون في رعب وتم إخماد أصواتهم.
وعندما تأسست باكستان في عام 1947، كان محمد علي جناح يتصور دولة يمكن لجميع الطوائف الدينية التعايش فيها. ولكن التاريخ اتخذ منعطفا مختلفا. فقد أجبرت عمليات التحويل القسري والاختطاف والتمييز المنهجي العديد من الهندوس الى الفرار او إخفاء هويتهم. وقدر تقرير صادر عن لجنة حقوق الانسان في باكستان ان حوالي 1000 فتاة هندوسية يتم اختطافهن وتحويلهن كل عام قسرا الى الاسلام. ونادرا ما تحظى هذه الحالات بالعدالة، حيث غالبا ما تكون الاسر خائفة للغاية من القتال ضد الجناة الأقوياء.
يمكن فهم حالة الهندوس في باكستان من خلال قصة، سوهانا كوماري، وهي فتاة تبلع 14 من العمر من السند، اختطفت بوضح النهار في عام 2023. وعلى الرغم من المحاولات اليائسة لعائلتها، حكمت المحاكم لصالح تحولها لديانة اخرى مدعية انها تحولت طواعية. كيف كان بإمكانها ان تختار هذه الحياة طواعية، بكت والدتها وهي تقف خارج محكمة كراتشي. قبل عام، في عام 2022، قتلت بوجا كوماري وهي فتاة هندوسية تبلغ 18 سنة من العمر بوحشية في سوكور، السند، بعد مقاومة محاولة اختطاف. حاول قتلتها اجبارها على الزواج والتحول، لكنها قاومت فقط ليتم إطلاق النار عليها في وضح النهار. أثار موتها المأساوي غضبا داخل المجتمع الهندوسي في باكستان. مع ذلك لم يتم اتخاذ سوى قليل من الإجراءات ضد الجناة.
وعلى نحو مماثل، اختطفت بريا كوماري، وهي فتاة هندوسية شابة أخرى واجبرت على التحول الى الإسلام في عام 2022. وتركت أسرتها عاجزة حيث فشلت السلطات في التدخل. وعلى الرغم من المناشدات المتكررة، تم تجاهل قضيتها، كما هو الحال في قضايا عديدة أخرى. مما يعكس ذلك التمييز المتجذر والافتقار الى الحماية القانونية للأقليات في باكستان. ووفقا لتقارير الأمم المتحدة وجماعات حقوق الانسان، يتم اختطاف مئات الفتيات الهندوسيات والمسيحيات كل عام في باكستان، وكثيرات منهن قاصرات.
وعلى النقيض من ذلك شهد عدد سكان المسلمين في الهند نموا ملحوظا من بين العديد من جيرانها. في وقت الاستقلال عام 1947، كان المسلمون يشكلون ما يقرب من 9.8% من اجمالي سكان البلاد. وفي عام 2025 يمثلون الان نسبة 17% تقريبا، مما يعكس التحول الديموغرافي والديناميكيات المجتمعية الأوسع في البلاد. وفي حين تطفو التوترات الطائفية على السطح من وقت لآخر، فقد تمكنت الهند من توفير بيئة يزدهر فيها المسلمون في مختلف القطاعات، الأعمال والسياسة والتعليم والترفيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تناقص التواجد الهندوسي في بنغلاديش وباكستان

تناقص التواجد الهندوسي في بنغلاديش وباكستان

ترجمة/ عدنان علي أشارت تقارير الى تلاشي تواجد الهندوس في بنغلاديش بعد ان كانوا متواجدين فيها على مدى أجيال تتردد أصواتهم في معابد ومشاركاتهم في مهرجانات ضخمة. هذا هو الواقع المأساوي للهندوس في بنغلاديش....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram