بغداد/ المدىاشاد المجلس العراقي للسلم والتضامن بالنضالات الشعبية ضد عدد من الانظمة العربية.وقال المجلس في بيان تلقت المدى نسخة منه امس إن ملايين العراقيين تابعوا، ومعهم عموم النشطاء في ميدان العمل السياسي والثقافي والاجتماعي والمهني، اسوة باحرار العالم اجمع، باهتمام وارتياح بالغين التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، والتي تمثلت في الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة
والانتفاضات الشعبية الغاضبة في أكثر من بلد عربي وقادت إلى ثورة شعبية ظافرة في تونس أطاحت برأس النظام واركانه، والى انتفاضة شعبية عارمة في مصر اسقطت نظام حسني مبارك. وقال ان الاحتجاجات التي تفجرت في تونس ومصر واليمن والاردن والجزائر، مرشح تفجرها في بلدان اخرى، وانها جاءت على خلفية السخط والغضب الشعبي المتراكم خلال عقود طويلة جراء سياسيات الافقار والتجويع والتهميش ونهب ثروات الشعوب والاستبداد السياسي وانتهاك الحريات العامة والخاصة وامتهان ابسط حقوق الانسان التي مارستها النخب السياسية الحاكمة في بلداننا لسنوات طوال.وشار المجلس في بيانه الى إن المتغيرات التي شهدها العالم في العقد الأخير من القرن الماضي في مجال الاتصالات، والمعلومات، وانتشار شبكات الاتصال الاجتماعي عبر الانترنيت، قد أوجدت فضاء عالمياً حرا جديداً لتبادل المعلومات المباشرة، والنقل الحيّ للأحداث بالصورة، خصوصا بين اجيال الشباب الجديدة، فضلا عن انتشار مفاهيم حقوق الإنسان، والحريات المدنية، والتداول السلمي للسلطة، التي صارت معايير لأهلية وعدالة الأنظمة السياسية، ومدى صدقيتها في إرساء دعائم السلم الأهلي، وضمان مستقبل العمل السياسي التعددي الذي يضمن الشراكة في الحكم، ويمنح المواطن حق اختيار من يمثله، والمشاركة في القرار.وورد في البيان إن الشعبين التونسي والمصري، وعموم شعوب المنطقة، ادركوا الدرس جيدا وامسكوا بأدوات التغيير الجديدة، وستواصل هذه الشعوب السير على درب الحرية مهما فعلت قوى التسلط والقسوة من أجل الالتفاف على مطالب الشعوب وتوقها الى الحرية والديمقراطية و الكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية.وافاد البيان بان الدرس الهام الذي حملته لنا الانتفاضات والاحتجاجات الجماهيرية يؤكد بشكل ساطع ان مرحلة تاريخية عصيبة عاشتها شعوبنا لاكثر من اربعة عقود يتم طيها على يد المنتفضين البواسل، في مقابل ذلك تؤشر هذه الانتفاضات الى مرحلة جديدة تفتح الافاق مشرعة على عهد ديمقراطي جديد من احترام الانسان و خياراته الثقافية والسياسية والفكرية، يضمن ويصون التعددية والتنوع في مجتمعاتنا، ويوفر ضمانات حقيقية لمحاربة الفساد والمفسدين من اجل حياة انسانية كريمة ولائقة لجميع المواطنين مبنية على اسس من المساواة والعدالة الاجتماعية، وهي المطالب التي رفعها المحتجون و المنتفضون في عموم التظاهرات التي شهدناها في الاسابيع الاخيرة. وعبر المجلس العراقي للسلم والتضامن عن وقوفه الى جانب الشباب المنتفض في البلدان المختلفة ويساند الحشود الجماهيرية المنتفضة من أجل الخبز وتوفير فرص العمل ونيل حقوقها العادلة في حياة حرة كريمة، وانتزاع حرياتها المدنية المشروعة من خلال اقامة نظام ديمقراطي تعددي في كل بلد يؤسس لبرلمان يمثّل الشعب بكل مكوناته وقواه السياسية الوطنية.يشار الى ان الرئيس المصري حسني مبارك تنحى الجمعة الماضية عن منصبه وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسلم مهام إدارة شؤون البلاد بعد ثمانية عشر يوما من الاحتجاجات الشعبية التي عمت مختلف المدن المصرية للمطالبة بإسقاط النظام. واستلهم المتظاهرون المصريون وغالبيتهم من فئة الشباب والطبقة الوسطى من المجتمع المصري أحداث الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ليطالبون بتنحي مبارك الذي يتعرض منذ سنوات للانتقادات بسبب إبقائه على قانون الطوارئ منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهو القانون الذي أعلنه عام 1981 بعدما اغتال إسلاميون الرئيس السابق أنور السادات، فضلا عن سوء الوضع المعيشي الصعب والبطالة التي يعانيها الشباب. وعقب صدور بيان تنحي مبارك عن السلطة أظهرت شاشات الفضائيات العربية والغربية مئات آلاف المواطنين المصريين يحتفلون بنبأ تنحي مبارك، فيما تحدثت أنباء عن احتمال أن يشكل المجلس الأعلى للقوات المسلحة حكومة انتقالية تعهد إلى رئيس المحكمة الدستورية.
السلم والتضامن: درس القاهرة رسالة إنذار قوية
نشر في: 13 فبراير, 2011: 06:48 م