ذي قار / حسين العامل

تناولت الأوساط الثقافية والأكاديمية في ذي قار محنة المثقف بين الدين والسلطة، وأثرهما على ولاءات المثقف ومواقفه اتجاه القضايا المصيرية، وذلك في ندوة ثقافية نظمها شارع الثقافة في الناصرية وحاضر فيها الدكتور قاسم حسين صالح.
وتطرقت الندوة التي عقدت تحت عنوان (الدين والسلطة ومحنة المثقف في العالم العربي: العراق أنموذجاً) الى جملة من القضايا الوطنية والعربية التي تعددت فيها مواقف المثقفين وتناقضت بحسب موالاتهم او معارضتهم للسلطة او وفق نمط تفكير المثقف المتدين وطريقة تفكير المثقف اللاديني.
وأشار الباحث العراقي قاسم حسين صالح خلال الندوة التي ادارها عدي بجاي وحضرتها (المدى) الى، النظريات النفسية التي تناولت موضوع السلطة والدين والى العلاقة المتشابكة بين المثقف والدين من جهة والمثقف والسلطة من جهة أخرى على ضوء معطيات علم النفس الحديث، مستعرضا نماذج متعددة من شخصية المثقف العربي وأنماط وطرق تفكيرها ومدى فاعلية كل نموذج في المجتمع.
ويجد صالح ان "ولاءات المثقفين توزعت بين الموالاة والمعارضة والحياد والعبث وان لكل مثقف منهم موقفا مغايرا للآخر، فهناك من اضطر الى مسايرة السلطة والانتفاع من مغانمها وهناك من وقف معارضا لها واضطره القمع الى الهجرة او التخفي، فيما هناك مثقف ملتزم الحياد واخر غير مكترث بما يدور من حوله وهذا الأخير منساقا خلف فلسفة العبث والوجودية".
وعرج صالح، على علاقة المثقف بالدين مستعرضا نماذج من مواقف المثقف المتدين ونظيره الملحد، كاشفا في الوقت نفسه عن نموذج اخر من المثقفين يعيش ازدواجية الايمان والالحاد، ففي الوقت الذين يُظهر فيه الالحاد فانه يخشى في اعماقهم من عذابات الرب في يوم القيامة.
وجاء في بيان لفريق شارع الثقافة في الناصرية ان "مدينة الناصرية شهدت أمسية ثقافية مميزة، استضاف خلالها فريق شارع الثقافة الدكتور قاسم حسين صالح، مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية، في حوار مفتوح تحت عنوان "الدين والسلطة ومحنة المثقف في العالم العربي (العراق أنموذجاً)".
وأضاف البيان الذي تابعته (المدى) "وتناول صالح بإسهاب العلاقة الشائكة بين الدين والسلطة، وكيف تؤثر هذه العلاقة على وضع المثقف، الذي غالباً ما يجد نفسه في موقع حرج بين هذين القطبين"، وأردف "كما اشار إلى المعوقات والتحديات التي تواجه المثقفين في العالم العربي، والصعوبات التي تعترض طريقهم في التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية". وتطرق البيان الى حديث المحاضر عن الوضع في العراق بعد سقوط النظام السابق، والتأثيرات السلبية التي خلفتها تلك الحقبة على المثقفين والدين، مشيراً إلى التحديات الراهنة التي لا تزال تواجه بعض الأطراف.
منوها الى طبيعة الإشكالات والشبهات التي يثيرها المثقفون، والملحدون، والإسلاميون، وكيف تتعامل السلطة مع هذه الآراء المختلفة.
يشار الى ان الدكتور قاسم حسين صالح قد القى عدة محاضرات في جامعة ذي قار وقيادة الشرطة تناولت احداها (الشخصية العراقية بين تنظيرات الدكتور علي الوردي وتنظيرات الدكتور قاسم حسين صالح) فيما تناولت الاخرى (الظواهر السلبية التي تواجه المجتمع (المخدرات، الانتحار، البطالة).