ذي قار / حسين العامل
دعت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار الى التعجيل بسد العجز في الملاكات البيطرية وذلك لمواجهة مخاطر الامراض الوبائية والحد من انتشار مرض الحمى القلاعية، مشيرة الى ان المستشفى الذي يقدم خدماته لأكثر من 650 ألف رأس من قطعان الماشية لا يضم سوى 128 طبيبا اكثر من نصفهم من النساء وكبار السن.
وقال مدير المستشفى البيطري في ذي قار علي الحمود في حديث لـ(المدى)، إن "المستشفى البيطري يعاني من قلة الكوادر البيطرية وهو ما يشكل عجزا كبيرا في الملاكات المطلوبة لمواجهة التحديات التي تهدد الثروة الحيوانية بالمحافظة"، داعيا إدارة المحافظة الى "تعيين الأطباء البيطريين غير المعينين بصفة عقود على ملاك المستشفى البيطري".
وكشف الحمود عن " حاجة المستشفى الى 250 طبيب بيطري إضافي"، مبينا ان "المستشفى يعمل حاليا بـ 128 طبيب بيطري يتوزعون على 21 مركز ومستوصف في انحاء المحافظة "، منوها الى ان "نصف اعداد الأطباء الحاليين هم من النساء و12 طبيبا مفرغين للدراسات العليا وان 15 بالمئة سيتقاعدون قريبا لكبر سنهم".
وأشار مدير المستشفى البيطري الى ان "اعداد الثروة الحيوانية في ذي قار تقدر بأكثر من 650 ألف رأس من المواشي المختلفة وتتوزع بواقع 47 الف راس من الجاموس و150 الف راس من الابقار و 420 الف راس من الأغنام و50 الف رأس من الماعز"، مؤكدا ان "هذه الاعداد الكبيرة تتطلب المزيد من الملاكات البيطرية للعناية بها ومواجهة المخاطر التي تهددها ولاسيما الامراض الوبائية والانتقالية". وعن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها إدارة المستشفى البيطري للحد من انتشار مرض الحمى القلاعية الذي أعلنت المحافظة عن تسجيل عددا من الإصابات بين مواشيها مؤخرا، قال حمود ان "الإجراءات الفورية التي تتخذها الفرق البيطرية في حال تسجيل إصابات بالحمى القلاعية تتمثل بفرض طوق وحجر بيطري على المنطقة الموبوءة وتشديد المراقبة الوبائية وتوفير العلاجات اللازمة للمواشي المصابة ".
وشدد مدير المستشفى البيطري على أهمية تفعيل دور مربو المواشي في هذا المجال وذلك من خلال مراقبة مواشيهم وتجنب دخول مواشي جديدة لمناطقهم خشية ان تكون مصابة، عازيا سبب ظهور المرض الى انتقاله عبر حيوانات (ابقار وجاموس) وافدة من محافظتي بابل وبغداد. وصب الحمود اللوم على تجار الماشية الذين يقومون بشراء رؤوس الماشية من المناطق التي سجلت إصابات ومناطق أخرى ونقلها الى المحافظة، مؤكدا ان "ذلك من شانه ان يتسبب بتفشي المرض في ذي قار"، منوها الى ان عدوى المرض دخيلة على محافظة ذي قار ولم تكن من داخلها". وتطرق الحمود الى ما سبق ان قام به المستشفى البيطري من إجراءات وقائية لتحصين المواشي من الامراض، مبينا ان " المستشفى البيطري سبق وان اجرى حملتي تلقيح للتحصين من الامراض الانتقالية الأولى في اب والثانية في تشرين الأول من العام المنصرم وان الحملة استهدفت جميع القطعان"، واستدرك ان "حملة التلقيحات المجانية شملت جميع المواشي ما عدا أصحاب المواشي الذين يمتنعون عن تلقيح مواشيهم وهذا ما تسبب بفجوة خطيرة أدت الى تسجيل إصابات بين مواشي المحافظة"، منوها الى أهمية الوعي الصحي والبيطري في هذا المجال ولاسيما لدى شريحة مربي المواشي. وشدد مدير المستشفى البيطري على أهمية نشر الوعي البيطري بصورة واسعة بالتنسيق مع المؤسسة البيطرية وعبر وسائل الاعلام والمنظمات المجتمعية ناهيك عن الجهات الحكومية المعنية".
وفي ذات السياق، أصدر مجلس محافظة ذي قار توجيها الى قيادة شرطة المحافظة يمنع دخول المواشي الوافدة من المحافظات المجاورة وذلك ضمن أطار الإجراءات الاحترازية للحد من مخاطر انتقال مرض الحمى النزفية. وجاء في كتاب صادر من المجلس اطلعت عليه (المدى) إنه "على جميع السيطرات الخارجية تشديد إجراءاتها وتطبيق التعليمات لحماية للمواطنين" ، داعيا "دائرة الصحة والمستشفى البيطري الى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار المرض داخل المحافظة.
وكانت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار كشفت يوم (19 شباط 2025) عن تسجيل إصابات محدودة في 4 وحدات إدارية من المحافظة، وفيما حذرت نقابة الأطباء البيطريين من تفاقم مخاطر الحمى القلاعية واثارها الى صحة وحياة الانسان والثروة الحيوانية، اشارت إدارة المحافظة الى ان الوضع تحت السيطرة.
والحمى القلاعية من الأمراض المتوطّنة في العراق، وينتقل بسرعة بين الجواميس والأبقار والأغنام والماعز، وتأثيرها الاقتصادي مدمّر، بسبب نسب النفوق العالية للحيوانات حديثة الولادة، اذ ينتقل المرض من خلال الإفرازات اللعابية وعبر الهواء الملوّث بالفيروس واحتكاك المربين والمزارعين بالحيوانات والعلف الملوّث، وتنحصر الوقاية منه باللقاحات الدورية مرّتَين سنوياً.
يشار الى ان ادارة المستشفى البيطري في محافظة ذي قار اعلنت يوم (7 اب 2024) عن إطلاق حملة تلقيح مجانية للوقاية من مرض الحمى القلاعية تهدف لتحصين أكثر من 600 ألف رأس من الماشية، مبينة ان الحملة تشمل 170 ألف راس بقر و38 الف رأس جاموس و400 الف راس من الغنم والماعز، مؤكدة نشر 21 فرقة بيطرية في عموم المحافظة لتنفيذ الحملة اضافة الى فرقة اخرى للمتابعة.










