TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > أقدم باعة الصحف في واسط حزين على الصحافة الورقية

أقدم باعة الصحف في واسط حزين على الصحافة الورقية

نشر في: 26 فبراير, 2025: 12:06 ص

 واسط / جبار بچاي

 

يجلس " أبو حيدر" على كرسي بسيط في ساحة العامل وسط مدينة الكوت أمامه طاولة بمنتهى البساطة يعرض عليها الصحف التي يتسلمها من شركات التوزيع في بغداد والتي لا تزيد بمجملها عن ستين صحيفة في اليوم بعد أن كان يشغل سابقاً بناية كبيرة فيها عدد من الموظفين ووكلاء التوزيع وباعة الصحف التي يتسلمها من الدار الوطنية للنشر والتوزيع بمعدل 6300 صحيفة يومياً تنفذ بالكامل.

بدأ غالب خميس هادي مشواره في توزيع الصحف عام 1974 بصفة وكيل في مدينة الكوت وأصبح المتعهد الرئيس لتوزيع الصحف المحلية في العام 1987 بعد أن تعاقد مع الدار الوطنية للنشر والتوزيع التي كانت تجهزه يومياً بـ 6300 صحيفة من الصحف اليومية الأربع ذلك الوقت مع بعض الصحف الأسبوعية التي صدرت لاحقاً إضافة الى أعداد كبيرة من المجلات مثل ألف باء وحراس الوطن والمرأة وصوت العمال والفلاح والطلبة والشباب والطليعية الأدبية والثقافة الأجنبية ومجلة التراث الشعبي وغيرها.
يرفع نظراته الغائرة بين سطور الجرائد بحثاً عن إعلان معين ليقول لـ (المدى)، أنا "حزين جداً على الصحافة الورقية التي تراجعت بشكل كبير، بل أنها على وشك أن تتلاشى لولا وجود الإعلانات سواء كانت حكومية أو إعلانات مفقودات أو أخرى شخصية، فهي وحدها ما تزال تدعم صدور الصحف الورقية التي باتت اليوم بلا قراء ومن يشتريها اليوم هم المعلنين فقط". لا يخفي متعهد توزيع الصحف وآخر باعتها في واسط امتعاضه من السوشال ميديا والانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي كونها السبب الرئيس وراء تراجع الصحافة الورقية غير مكترث لها ولا يتابعها أو يتفاعل معها ولا توجد لديه حسابات شخصية.
ويؤكد أن "الاقبال على الصحف كان شديداً للغاية، وفي بعض الأيام تنفذ جميع الصحف لديه ما يدفعه لطلب زيادة العدد من هذه الصحيفة أو تلك حتى أن كمية المرتجع لديه تكون صفراً، أي بمعني كل الإصدارات التي تصل اليه تنفذ كلها وهذا الحال استمر طويلا لكن الصورة انقلبت وتغيرت بعد عام 2003 الذي شهد موجة كبيرة من إصدار الصحف اليومية ونصف الأسبوعية والأسبوعية التي تراجع القسم الأكبر منها وتوقف عن الصدور بعد أن تجاوز عددها مائتي عنوان لصحيفة كان يتسلمها من شركات التوزيع." ويكشف السيد غالب عن أن "مجموع الصحف التي تصل اليه يومياً في الوقت الحاضر يتراوح ما بين 50 ــ 80 صحيفة بعضها يومية والبعض الآخر نصف أسبوعية أو أسبوعية".
وختم أبو حيدر حديثه بالقول “كنت من المواظبين على قراءة افتتاحيات بعض الصحف وأتابع بشغف ما يكتبه قسم من رؤساء التحرير، فكلهم مروا عليّ طيلة السنوات السابقة وكانت كتابات البعض منهم مثيرة ومهمة على العكس من آخرين أوجدتهم الظروف وهم بعدين كل البعد عن الصحافة وقسم منهم لا يميز إن وأخواتها عن كان وأخواتها وهذا سبب آخر من أسباب حزني على الصحافة الورقية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الفصائل المتقاعدة» تزاحم الإطار التنسيقي على المناصب!

غرفة البرلمان الثانية.. مجلس الاتحاد يعود إلى الواجهة وقلق من التنافس الحزبي

العمود الثامن: مستشار كوميدي!!

في معرض استذكاري.. طوفان تستعيد الفنان الفوتوغرافي عبد علي مناحي

أقدم باعة الصحف في واسط حزين على الصحافة الورقية

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

في معرض استذكاري.. طوفان تستعيد الفنان الفوتوغرافي عبد علي مناحي

في معرض استذكاري.. طوفان تستعيد الفنان الفوتوغرافي عبد علي مناحي

 متابعة المدى ضيفت قاعة طوفان للفنون البصرية المعرض الاستذكاري للفنان الفوتوغرافي الراحل عبد علي مناحي، ضم المعرض عشرات الصور التي وثقت للمكان والانسان بما يحمله من جماليات، اظهرها من خلال كاميرته الفنية عبر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram