TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > من الأصدقاء إلى الأعداء.. كيف تغيرت علاقة ترامب وزيلينسكي؟

من الأصدقاء إلى الأعداء.. كيف تغيرت علاقة ترامب وزيلينسكي؟

نشر في: 2 مارس, 2025: 12:02 ص

 متابعة/ المدى

في المرة الأولى التي تحدث فيها إلى فولوديمير زيلينسكي، حاول الرئيس دونالد ترامب الضغط على زعيم أوكرانيا الجديد، لاستخراج معلومات عن جو بايدن قبل انتخابات 2020. كانت مكالمة هاتفية في عام 2019 هي التي انقضت بالنهاية إلى عملية عزل الرئيس. ويوم الجمعة، تحول اجتماع المكتب البيضاوي الذي بدأ بمودة إلى اجتماع ساخن في النهاية؛ حيث طلب نائب الرئيس جيه دي فانس من زيلينسكي إظهار مزيد من الامتنان لترامب، قبل أن يثمِّن الرئيس حديث نائبه، وينفجر.
ووبَّخ ترامب زيلينسكي قائلاً: "أنت تخاطر بحياة الملايين من الناس. أنت تخاطر بالحرب العالمية الثالثة".
وبهذا، ألغى ترامب خططاً لتوقيع اتفاقية كانت ستسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، وهي الصفقة التي قال الرئيس الأميركي إنها كانت ستساعد في تحريك الحرب نحو النهاية. وألقى الانفجار بظلال جديدة من الشك على مستقبل الدعم الأميركي لكييف في صد الغزو الروسي.
وهذه نظرة على تطور العلاقة بين ترامب وزيلينسكي على مر السنين، حسبما أوردت وكالة "أسوشييتد برس":
في (تموز) 2019، كان زيلينسكي حريصاً على لقاء ترامب في البيت الأبيض، وكان ذلك من أهم أولويات السياسة الخارجية للزعيم الأوكراني في ذلك الوقت.
وخلال مكالمة استمرت 30 دقيقة، أشار ترامب إلى إمكانية عقد اجتماع وجهاً لوجه؛ لكنه اقترح أيضاً أن الدعم العسكري الأميركي المستقبلي لأوكرانيا قد يكون مشروطاً بمساعدة زعيمها في التحقيق في التعاملات التجارية هناك لهانتر بايدن، نجل نائب الرئيس السابق.
كان جو بايدن يتنافس على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، وبدا أن ترامب يريد إضعافه قبل 15 شهراً من يوم الانتخابات. وأنكر ترامب ارتكاب أي مخالفات، وبدأ في الإشارة إلى تبادله الحديث مع زيلينسكي بوصفه مكالمة هاتفية "مثالية". حتى زيلينسكي أصر لاحقاً على أنه "لم يواجه أي ابتزاز".
لكن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون عزل ترامب في ديسمبر (كانون الأول) 2019، بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة العدالة. تمت تبرئته من قبل مجلس الشيوخ.
شنت روسيا غزواً كامل النطاق لأوكرانيا في 24 (شباط) 2022، ما أدى إلى أكبر صراع في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 65 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا. جعلت إدارة بايدن الدعم العسكري والسياسي الثابت لأوكرانيا محوراً لسياستها الخارجية.
وفي خطاب أمام الكونغرس في ديسمبر(كانون الأول) 2022، شكر زيلينسكي "كل أميركي" على دعم بلاده. وقال حينها: "أموالك ليست صدقة. إنها استثمار في الأمن والديمقراطية العالمية. نتعامل معها بأكثر الطرق مسؤولية". وقال ترامب الذي كان يخوض آنذاك حملة انتخابية لولاية ثانية، مراراً وتكراراً، إن روسيا لم تكن لتغزو أوكرانيا لو كان رئيساً، وإنه لم يكن ليواجه أي مشكلة في حل الصراع.
عند توليه منصبه في (كانون الثاني) الماضي، قلب ترامب سنوات من السياسة الأميركية رأساً على عقب، من خلال إرسال مفاوضين للقاء مسؤولين من حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما بدأ في صياغة صفقة المعادن التي كان هو وزيلينسكي يخططان لتوقيعها أمس (الجمعة).
في (أيلول) الماضي، رافق زيلينسكي بايدن إلى مصنع ذخيرة في بنسلفانيا، لشكر العمال الذين ينتجون بعض الذخائر الأكثر احتياجاً في قتال بلاده ضد القوات البرية الروسية.
وبعد بضعة أيام، سافر إلى برج ترامب في مانهاتن، وناقش إنهاء الحرب. وفي تعليقات لقناة "فوكس نيوز" بعد ذلك، قال ترامب إن القتال يجب أن يتوقف. وأضاف ترامب: "وأنا متأكد من أن الرئيس بوتين يريد أن يتوقف. وهذا جيد". ودعا زيلينسكي ترامب لزيارة أوكرانيا، فرد ترامب: "سأفعل".
ظهرت هذه الرحلة مرة أخرى (الجمعة)، عندما قال فانس لزيلينسكي: "لقد ذهبت إلى بنسلفانيا وقمت بحملة للمعارضة". لكن رحلة زيلينسكي في أبلول/سبتمبر لم يتم الترويج لها على أنها سياسية، وكان خصم ترامب في الانتخابات نائبة الرئيس كامالا هاريس، وليس بايدن. ومع ذلك، لا تزال ولاية بنسلفانيا ولاية ساحة معركة، واتهم بعض الجمهوريين في الكونغرس في ذلك الوقت الديمقراطيين باستخدام زيارة زيلينسكي لدعم هاريس سياسياً، وفق "أسوشييتد برس".
وفي كانون الاول الماضي، التقى ترامب بزيلينسكي مرة أخرى، خلال زيارة إلى باريس لحضور إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام. وبصفته رئيساً، حث ترامب زيلينسكي علناً على أنه من الأفضل أن يتحرك بسرعة للتفاوض على إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، أو يخاطر بعدم وجود دولة لقيادتها. على موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي، ندد ترامب بزيلينسكي لعدم تنظيم انتخابات لتقرير ما إذا كان يجب أن يظل في السلطة -وهي فكرة تدعمها روسيا- واصفاً إياه بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات". كما اقترح ترامب أن أوكرانيا كانت مسؤولة عن غزو روسيا؛ لكنه اعترف لاحقاً بأن روسيا كانت المعتدية.
وقبل هذا الأسبوع، زار زيلينسكي البيت الأبيض 4 مرات؛ كلها أثناء إدارة بايدن. ثم أعلن الزعيم الأوكراني أنه قادم إلى واشنطن، وكان مستعداً لتوقيع صفقة معادن. وأصبحت نبرة ترامب أكثر تصالحية، ووصف دعم أميركا لأوكرانيا ضد غزو روسيا بأنه "شيء يستحق القيام به". وعندما سُئل عن وصفه لزيلينسكي بالديكتاتور، رد ترامب: "هل قلت ذلك؟ لا أصدق أنني قلت ذلك؛ السؤال التالي". وكل هذا جعل المشادة اللفظية غير عادية بين الزعيمين أمام وسائل الإعلام العالمية في البيت الأبيض، بشأن الحرب على روسيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الفاتيكان: الوضع الصحي للبابا لا يزال حرجا

ترامب: سنستعيد الأموال التي منحناها إلى أوكرانيا

المعارضة الباكستانية تثير مخاوف حول أمن بلوشستان

(المدى) تنشر البيان الختامي للحوار السوري

الفاتيكان يصدر بياناً مطمئناً بشأن البابا فرانسيس

مقالات ذات صلة

الرئيس الإيراني يريد الحوار مع ترامب لكنه ملتزم برفض المرشد الأعلى

الرئيس الإيراني يريد الحوار مع ترامب لكنه ملتزم برفض المرشد الأعلى

متابعة/ المدى قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إنه يرى في الحوار مع إدارة ترامب "الخيار الأفضل" لكن المرشد علي خامنئي يرفض ذلك. وقال بزشكيان، في كلمة أمام البرلمان الإيراني: "كنت أعتقد أن الحوار مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram